أهم الأخبار

خطاب عبد الملك الحوثي مادة للتندر والسخرية على صفحات الإعلام الإجتماعي

2015-04-20 الساعة 06:17م (يمن سكاي - الشرق الاوسط)

تحول خطاب زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي الأخير، إلى مادة للسخرية والتهكم في وسائل الإعلام الاجتماعي التواصلي "فيسبوك".

وتباينت التعليقات وردود الناشطين في صفحات الإعلام التواصلي على الخطاب المتلفز، الذي بثته مساء أمس قناة المسيرة ومقرها بيروت، وباستثناء أنصاره وأتباع حركته، فقد اتسمت الردود والتعليقات في الغالب بالسخرية والتهكم على خطاب الحوثي ومحتواه، أو التشكيك بتاريخ التسجيل، بل ذهب البعض إلى ترجيح مقتل عبدالملك الحوثي، لكونه لم يتطرق في خطابه الأخير للعديد من القضايا والمستجدات على الساحة اليمنية والدولية، وأهمها قرار مجلس الأمن الدولي 2261، إضافة إلى بيان المؤتمر الشعبي العام (حزب صالح) الذي قال إنه سيتعامل بإيجابية مع القرار الدولي، والأهم بيان تأييد حزب الإصلاح لـ"عاصفة الحزم"؛ وهو البيان الذي ما كان عبدالملك الحوثي ليفوّت فرصة النيل منه، والحديث عنه في خطابه على نحو ما يفعل عادة في خطاباته، وفي أحداث وقضايا محلية أقل شأناً.

الكاتبة والباحثة السياسية اليمنية ميساء شجاع الدين كتبت في صفحتها على "فيسبوك" "لا تبكي على من مات، ابكي على من فقد عقله" لا تذكر من القائل، لكنها جاءت ببالي عندما شاهدت ردود فعل الحوثيين على خطاب سيدهم عبد الملك".

الإعلامي محمد الربع معد ومقدم البرنامج التلفزيوني الشهير "عاكس خط"، قال إنه لم يستمع إلى خطاب الحوثي، وتساءل: "قولوا لي هل قال بيعمل لنا حل للبترول والكهرباء؟ هذا الذي يهمني! أما أمريكا وإسرائيل والله ما شفت واحد منهم مسارب في محطة أو بيدور وين يشحن تلفونه"؛ في إشارة إلى طوابير اليمنيين الواقفين أمام محطات التزود بالوقود والغاز وحرص الحوثي في أي خطاب على الزعم أنه يحارب أميركا وإسرائيل. وهو ذات الشيء الذي نوه إليه العديد من المغردين. كتب الناشط الشبابي خالد سمير: "حتى في حرب لبنان وإسرائيل لم يذكر حسن نصر الله كلمة إسرائيل عشرات المرات في خطاباته، كما ذكرها عبدالملك الحوثي اليوم".

 

الروائية والكاتبة والصحافية بشرى المقطرى بدت أكثر حدة وجرأة وكتبت على صفحتها في "فيسبوك": "ليس لدينا كهرباء ولا صبر لنستمع لخطاب عبد الملك الحوثي الذي لن يخرج في رأيي عن نفسية هذا الشخص، كأحمق واثق أكثر مما ينبغي في خياراته العدمية، كأحمق يتسبب كل يوم بقتل اليمنيين، ويريد مزيداً من الدماء ليبني أمجاده الزائفة في حرب خرافية ليست موجودة إلا في مخيلته المريضة".

الشعب اليمني في نظر الحوثي هم الحوثيون فقط

أما الكاتب المستقل نبيل سبيع، المعروف بأسلوبه الساخر ونقده المتمرس، ويعد أحد أكثر الكتاب متابعة على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، فقد كتب: "عبد الملك الحوثي يتحدث غالباً خارج السياسة، لكن خطابه اليوم كان خارج السياسة أكثر من أي وقتٍ مضى. وبدعوته لليمنيين بالصبر والصمود والتصدي حتى يأتي النصر، نصر الله طبعاً، أضاف مشكلة أخرى إلى خطابه، وهو أنه كان خطاباً خارج الواقع أكثر من أي وقتٍ مضى". وسخر سبيع من دعوة الحوثي لليمنيين بـ"رصّ الصفوف وتعزيز التكاتف الداخلي"، وتعليقاً على الدعوة استشهد سبيع بالمثل الشعبي اليمني: "لا توصِّي حريص"! قائلاً إن "الصفوف اليمنية ترتصّ صفّاً بعد صف وتطول وتزداد كل يوم"، ليس من أجل تلبية دعوة الحوثي والقتال، وإنما من أجل الحصول على الخدمات الأساسية من بنزين وغاز ومواد غذائية.

وقال سبيع: "صفوف مرتصة أمام محطات البترول بحثاً عن البترول والديزل، وصفوف مرتصة أمام محلات بيع غاز الطبخ، وصفوف مرتصة أمام محلات بيع القمح والدقيق والسكر والرز وكل الاحتياجات الحياتية الأساسية الأخرى، وهناك صفوف ترتص ليس من أجل الحصول على "دبّة بترول، بل من أجل الحصول على دبّة ماء".

وأضاف الكاتب: "الغالبية العظمى من اليمنيين لا ينتمون لجماعة الحوثي، وقد حولت الجماعة الكثير منهم إلى خصوم وأعداء وفي أفضل الأحوال إلى كارهين. وإذا كان الحوثي وأنصاره يحبون الحرب ولا يكترثون بها، فغالبية اليمنيين لا يحبونها ويكترثون بها كثيراً لأنها تدمر حياتهم وبلدهم، وكان على الحوثي على الأقل أن يضع هؤلاء في حسابه وهو يتحدث إلى "الشعب اليمني العظيم" لا أن يتحدث وكأن كل اليمنيين حوثيون". معتبراً أن "الشعب اليمني في نظر الحوثي هم الحوثيون فقط، والبقية هم ماذا؟ سموهم ما شئتم! لكنهم ليسوا جزءاً من (الشعب اليمني العظيم) الذي يخاطبه عبدالملك الحوثي".

لم يقل الحوثي في خطابه الطويل جملة واحدة

نائب رئيس تحرير صحيفة "الشارع" اليومية محمد العلائي كتب في صفحته: "لم أعثر على جملة سياسية في خطاب عبد الملك"! فيما قال الصحافي عبدالفتاح حيدرة المقيم في الإمارات إنها "خطبة جمعة لعبد الملك، استمرت لمدة ساعة ولم يقل فيها أكثر من جملة واحدة".

يتفق معه في ذلك أيضاً الناشط الحقوقي محمد إبراهيم الغرباني حيث كتب "هي محاضرة دينية أقرب منها للكلمة السياسية والعسكرية"، مضيفاً "لا أحد يتحدث عن معاناة الناس وبؤسهم وأحوالهم المعيشية القاهرة والمستفحلة".

الشاعرة والناشطة الحقوقية البارزة سماح الشغدري تساءلت بدورها عما قاله الحوثي الذي وصفته بـ"عبد الحرب ابن موت الحوثي" في خطابه، معللة ذلك بأنه "ليس لديها كهرباء"، شأن كثير من اليمنيين، في حين وصفه الصحافي ‏عدنان الراجحي بـ"رجل مراهق لم يستوعب ما يحدث للشعب اليمني من عذاب ووضع إنساني كارثي بسبب تصرفاته الغبية".

وكتب الصحافي محمد الظاهري: "دمروا حياتنا، ويعتقدون بأن مسؤولياتهم تقتصر على إلقاء الخطابات"، أما الصحافي ذو التوجه اليساري وضاح الجليل فقال "خطاب ضعيف يدل على الوهن والانهزام، واضح أن خيارات الرجل باتت قليلة وأن موقفه هش". أما المحامي جلال جنداد فقد علق على خطاب الحوثي بقوله "الحوثي لم يقدم جديداً وخطابه دون مستوى الأحداث القائمة". مشيراً إلى أن "صالح أعلن استعداده للتعامل إيجابا مع القرارات الدولية، وأن لا علاقه له بقياده الجيش منذ 2011م، وأن لا تحالف بينه وبين الأخير، وأن الحوثي هو من يسيطر على الجيش بعد فرار هادي". معلقاً على كل ذلك بالقول "صالح تقبل الهزيمة ضمنياً تحت عناوين وطنية جوفاء. أما الحوثي الذي بدا غير متشنج، على عكس عادته، بدا ميالاً للحلول السياسية".

الناشط الشبابي سليمان شهاب كتب تعليقاً على خطاب عبد الملك الحوثي "خطاب السيد لم يأت بجديد حتى لم يواكب الأحداث الأخيرة". معتبراً أنه أعد "بعد عاصفة الحزم مباشرة بأيام". وأضاف "نحن الآن في اليوم 25 من عاصفة الحزم ولم يتطرق الحوثي لبيان الإصلاح، كما انه عرّض على مجلس الأمن ولم يذكر القرار أو العقوبات التي شملته، فضلاً عن أنه لم يذكر المستجدات في عدن وتعز ومأرب وحضرموت وشبوة". وتساءل سليمان بسخرية "هل يتواصل الرجل مع جبهات القتال عبر الحمام الزاجل حتى لا تصله المستجدات إلا بعد أيام أم ماذا؟".

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص