2015-05-10 الساعة 01:35ص (يمن سكاي - تعز طارق البناء )
سامية ثابت غالب ، شهيدة القصف الهمجي اليوم على مدينة تعز من قِبل المليشيات ! استشهدت سامية ثابت واصيبت بناتها الثلاث بجروح بالغة جراء سقوط قذيفة هاون أطلقتها مليشيات الحوثي والمخلوع على منزلهم الكائن في حي الروضة.
في ثلاجة مستشفى الروضة ترقد سامية ، وفي غرف الطوارئ تمتد ثلاثة أجساد لثلاث طفلاتٍ بعمر الزهور ، وامرأة في الثلاثين من عمرها تدعى رمزية راجح عبدالله ، تتوزع الإصابات على أجسادهن النحيلة بقسوةٍ بالغة تشبه قلب قاتلٍ لعين..
يكاد الحزن يقتلك ، ويكاد الألم يعصف بك ، حين تعرف أن الطفلات الثلاث من أسرة واحدة ، إحداهن ابنة الشهيدة سامية وتدعى أميرة عمار عبده محمد ، طفلة في ربيعها الثامن ، والاخرى نورة سامي عبده محمد ، ابنة عم أميرة ، هي الاخرى لا زالت تعيش ربيعها السابع ، فيما الطفلة الثالثة قريبتهن واسمها لميس أحمد مارش "6 سنوات " !
أمٌ ، وابنة ، وابنة عمها ، وقريبتها ، وخامسةٌ تسكن في منزلٍ مجاور لمنزل الأسرة المنكوبة بقذائف الموت ، وقبح المليشيا!
أي أن الأسرة كلها طالتها يد الموت الحوثعفاشية ، وبلا رحمةٍ انتزعت روح الأم ، وأبقت ثلاث طفلات على قيد الألم ، يعانين وجع الجراح ، ويقاسين خيال العيش بلا "سامية" !
حكاية الوجع المأساوية لم تنتهِ بعد..
سيتساءل البعض: ارتقت روح الأم، واستوطنت الإصابة أجساد الفتيات ، فأين الأب من كل هذا ؟
عمار عبده محمد الدوبي ، هذا هو اسم رب الأسرة ، الأسرة التي رحل عنها الأب قبل حين ، لترحل الأم الآن.
عمار استشهد في دماج إبان اعتداء المليشيات على أهلها ، وتهجيرهم ، وارتكاب أبشع الجرائم بحقهم.
قتلوا عمار في دماج ، ولم يكتفوا بهذا ، فأتوا محملين بقبحهم ليقتلوا الأم بعد عامٍ كامل من رحيل الأب ، ويصيبوا طفلته بشظايا القذائف ووجع اليُتم والشعور بالحرمان!
ستعيش أميرة بلا خيال ، ذلك أن خيالها الصغير رحل برحيل الأب والأم معاً .
أميرة كانت ذات يوم تتربع على عرش قلب أبيها ، وتتوهج كتاج زمرد مرصع بالألماس على رأس أمها..
والآن تنام على سريرٍ حديديٍ في غرفة الطوارئ ، بعد أن انتزعت منها المليشيات كل شيء!
تبدو القصة مرعبة، وتظهر أحداثها أشبه بفيلمٍ تراجيديٍ حزين..
قد لا تجد شركة إنتاج لتصوير كل هذا ، لكن همجية المليشيات قادرة على صنع ما هو أكثر إرعاباً من هذا..
أكثر بكثير!