"ليس جندياً إسرائيلياً يصلح التستر عليه"... الشنقيطي: الحوثيون خيبوا ظني برفض الإفصاح عن أدنى معلومة عن السياسي قحطان

عبر الدكتور محمد مختار الشَنقيطي الكاتب والأستاذ بجامعة قطر، عن خيبة ظنه في جماعة الحوثي برفضها توفير الحد الأدنى من المعلومات عن السياسي محمد قحطان المخفي لديها قسرا منذ اختطافه قبل تسع سنوات، مقارنة بالتعاطي الإيجابي من الحكومة الشرعية والإصلاح مع مبادرته، وإبداء الفريق الحكومي لاستعداد التواصل المباشر مع مصطفى المتوكل المحتجز لدى القوات الحكومية في مأرب.

وفي الخامس من أبريل الجاري، انتقد الأكاديمي الموريتاني، إصرار جماعة الحوثي على تغييب القيادي الإصلاحي محمد قحطان وعدم كشف مصيره، قائلا إنه "لو فكر الحوثيون بعقلانية، وتصرفوا كرجال... لكانوا أطلقوا السجناء السياسيين، وأولهم محمد قحطان، وأعلنوا مبادرات مصالحة تسع الجميع".

هذا الانتقاد من الذي أشاد بهجمات الحوثيين في البحر الأحمر التي يزعمون من خلالها "مناصرة غزة" والتي تزامنت مع الذكرى التاسعة لاختطاف وإخفاء قحطان، دفعت بعبدالقادر المرتضى القيادي المسؤول عن ملف المختطفين والأسرى لدى مليشيا الحوثي للرد عليه مقترحا أن يكون وسيطا بينهم وبين من أسماهم "حزب الإصلاح في مأرب وغيرها للاتفاق على صفقة تبدأ بكشف مصير المفقودين من الطرفين، وتنتهي بإجراء صفقة تبادل تشمل جميع الأسرى والمعتقلين من الطرفين.."، مؤكدا أن هذا المقترح "لكي يتضح (للشنقيطي) وللجميع من يعيق ويعرقل هذا الملف الإنساني.؟؟".

وقال الشنقيطي في مقال نشره موقع الجزيرة نت "تواصلت مع الطرفين، واقترحتُ عليهما البدء بتوفير معلومات عن اثنين من أبرز الأسرى، وهما الدكتور مصطفى المتوكل من جهة أنصار الله، والدكتور محمد قحطان من جهة حزب الإصلاح، تمهيدًا لإطلاق سراحهما، أملاً في أن يفتح ذلك ثغرة تتوسع مع الوقت".

وأضاف: "جاء رد الإصلاح/الشرعية، إيجابيًا جدًّا على مبادرتي بشأن محمد قحطان، و د.مصطفى المتوكل، وذلك على لسان الشيخ هادي هيج رئيس مؤسسة الأسرى من جهة الشرعية، ونائبه العميد يحيى كزمان، فقد أكدا لي -عبر الأستاذ بلغيث- أن الدكتور المتوكل بخير وصحته جيدة، وأن أسرته على تواصل معه".

وأردف أن "العميد كزمان عرض عليّ -مشكورًا- الحديث مع الأستاذ المتوكل مباشرة حالما أرغب في ذلك".

واستدرك الشنقيطي: "لكني حين طلبت من عبد القادر المرتضى توفير الحد الأدنى من المعلومات عن الأسير الذي بأيديهم، الدكتور محمد قحطان، ولو مجرد التأكيد بأنه على قيد الحياة، مقابل هذه الروح الإيجابية من الطرف الآخر، لم يتجاوب مع الأمر على نحو ما توقعتُ، بل اعتبر قضية قحطان "أصعب نقطة في الملف"".

وأشار الأكاديمي الموريتاني إلى أن القيادي الحوثي ربط قضية قحطان "بشروط أخرى تتجاوز المقترح الذي تقدمتُ به كثيرًا، منها تمكين جميع أسرى الأنصار من التواصل مع أهلهم، أو تحديد مصير 100 مفقود منهم، مقابل الكشف عن مصير شخص واحد هو الدكتور محمد قحطان! وقد بينتُ للأستاذ المرتضى أن رده خيَّب ظني".

ولفت إلى أن المسؤول الحوثي رد عليه بعد رفض الكشف عن قحطان مقترحاً ما وصفها "صفقة صغيرة، "تلطِّف الأجواء، وتعزِّز الثقة"، يتم بمقتضاها تبادل 400 أسير، بمعدل 200 أسير من كل طرف، وتأجيل موضوع قحطان لمرحلة لاحقة"، مشيرا إلى أن رد الشرعية والإصلاح على هذا المقترح "بأنه يقبل كل التبادلات، وبكل الأعداد، لكن "بعد الاتصال بقحطان وزيارة عائلته له".

وأوضح الشنقيطي وهو أكاديمي وكاتب موريتاني يقيم في قطر ويهتم بالشأن اليمني، في خلاصة رؤيته الشخصية غير الملزمة للطرفين أن "أنصار الله خيبوا ظني في رفضهم توفير المعلومات عن قحطان. فإن كان الرجل على قيد الحياة – كما نرجو ونأمل- فالأفضل سياسيًا الكشف عن ذلك، ووضْع اسمه ضمن صفقة تبادل، خصوصًا مع الأمل في الجهد الذي قد يسهم به في المصالحة اليمنية، نظرًا لمكانته السياسية. وإن كان قد توفي في السجن -لا قدر الله- فليس من الحكمة السياسية، ولا من المروءة اليمنية، جعْلُ الكشف عن حقيقة وفاته موضوعَ تفاوض وصفقات".

وأردف الشنقيطي في مقاله، قحطان "هو أكاديمي وسياسي يمني، وليس جنديًا إسرائيليًا قد يصلُح التستُّر على خبَر وفاته -أو على وجود رُفاته- من أجل تحرير أسرى المقاومة اللبنانية أو الفلسطينية من سجون الاحتلال".

واعتبر استاذ الجامعة رفض الشرعية/الإصلاح لصفقة التبادل البديلة التي عرضها المرتضى "خيبت ظنه"، مؤكدا أن قحطان ما "كان سيرضى بتأخير إطلاق 400 أسير يمني من أجل الكشف عن وضعه، أو حتى إطلاق سراحه".

واتهم الشنقطي طرفي الحكومة والحوثيين "قد تعاملا مع هذا الموضوع بدافع تسجيل النقاط على الخصم في حملات العلاقات العامة على وسائل التواصل الاجتماعي، أكثر مما تعاملا معه بدافع التخفيف من معاناة إنسانية أليمة، يعيشها الأسرى اليمنيون وذووهم"، مؤكدا أنه لن يستسلم "ولا يزال لديَّ أمل كبير في أن الطرفين سيفكران في الموضوع كرجال دولة، يعوِّل عليهم شعبهم في تضميد جراحه، وبناء مستقبله، بدل التفكير كأطراف متخاصمة في حرب أهلية عدمية"، حسب المقال.

وكانت مليشيا الحوثي أقدمت عشية الخامس من أبريل 2015، على اختطاف وإخفاء المناضل محمد قحطان، ومنذ ذلك الحين ترفض الإفصاح عن ظروف احتجازه ووضعه الصحي، وتحرم أسرته من زيارته والتواصل معه، وتتلاعب بمشاعر عائلته ومحبيه وزملائه، في إمعان وإصرار كبيرين على استمرار تغييبه عن المشهد اليمني.