2016-05-14 الساعة 02:05م
لم يكن جديداً الكشف عن طريقة غريبة ينفذ فيها عناصر تنظيم «القاعدة» جرائمهم في اليمن من خلال التنكر بملابس نسائية، كما حدث في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت قبل أيام، خاصة وأن التنظيمات الإرهابية تلجأ للتمويه على عملياتها الإجرامية بمختلف الوسائل بما فيها التخفي والتنكر بملابس نسائية.
بالطبع هناك إشكالية فيما يتصل بالعادات والتقاليد في اليمن، التي تمنع قوات الأمن في أحايين كثيرة، إن لم تكن في أغلبها، من تفتيش العائلات عند المرور في نقاط التفتيش، وهي نقطة ضعف، حاولت ولا تزال التنظيمات الإرهابية استغلالها لتنفيذ عملياتها الإجرامية ضد مؤسسات ومصالح حكومية، فضلاً عن استهداف قوات الأمن والجيش والشخصيات الحكومية، كما هو حاصل اليوم في عدد من المناطق بما فيها عدن والمكلا وأبين وغيرها من المناطق التي كان لتنظيم «القاعدة» حضور كبير فيها، وتمكنت قوات الأمن بمشاركة من قوات التحالف العربي من طرده في عملية تؤكد جدية التحالف العربي في محاربة هذه التنظيمات التي عاثت فساداً طوال فترة سيطرتها على بعض المدن الجنوبية من اليمن.
في الآونة الأخيرة لجأت التنظيمات الإرهابية إلى التخفي والتنكر بملابس نسائية، ولم يقتصر الأمر على الملابس، بل امتد إلى الوجوه والأيدي باستخدام الزينة النسائية من ذهب وإكسسوارات وماكياج وحتى من الحناء التي تستخدمها النساء بكثرة في اليمن، وقد أظهرت الصور التي انتشرت في الآونة الأخيرة أن عدداً من منفذي العمليات الإرهابية تمكن من الإفلات من رقابة قوات الأمن بسبب استعمالهم للملابس النسائية والتمويه عبر إظهارها لقوات الأمن بشكل متعمد وبشكل واضح، لإدراكها أن قوات الأمن والشرطة ولأسباب دينية ومجتمعية تمتنع عن تفتيش النساء، وبالتالي يتم تنفيذ معظم العمليات الإرهابية بهذه الطريقة.
لا توفر التنظيمات الإرهابية وسيلة إلا واستخدمتها لتنفيذ مخططاتها، والملابس النسائية واحدة من هذه الوسائل لتنضم إلى وسائل أخرى، من بينها سيارات الإسعاف، كما حدث في تنفيذ العملية الإرهابية في العاصمة صنعاء عام 2013 عندما تم استهداف مستشفى مجمع العرضي، وأدت إلى مقتل وجرح المئات من المرضى والأطباء الأجانب.
ومن بين الوسائل الرخيصة التي تستخدمها التنظيمات الإرهابية استغلال الأطفال في تنفيذ مخططاتها، حيث سجل في مدينة عدن العديد من العمليات الانتحارية من قبل أطفال لا تتجاوز أعمار بعضهم ال 14 سنة، مستغلة حالة الانفلات الأمني والخطاب الديني المغلف بالعاطفة، وهو نفس الأسلوب الذي تتخذه الجماعات الدينية الأخرى، مثل جماعة الحوثي، التي تستطب الأطفال من المدارس وإرسالهم إلى ساحات القتال معرضة إياهم لمخاطر القتل الرخيص من دون قضية.
من هنا تترتب مواجهة الإرهاب وتطوير وسائل هذه المواجهة، سواء في اليمن أو غيرها من البلدان، حفاظاً على المجتمعات من خطرها وانتشارها.
الخليج