2016-07-27 الساعة 06:46م
وأخيرا أعلن عفاش أن نجله أحمد يخضع لظروف قاهرة في الامارات، عبر تهنئة له بعيد ميلاده الذي قال إنه يصادف الـ44.
السؤال لماذا الان؟!.
هل للأمر علاقة بحضور اسم نجله للتفاوض في الكويت بشأن المعتقلين؟! ليأتي التذكير بخضوعه للإقامة الجبرية في أبو ظبي، للتأكيد بأن طلب اطلاقه هو طلب جدي مقابل إطلاق كبار رجال الدولة والسياسيين المختطفين من قبل جماعة الحوثي؟!.
أم أن عفاش قد قطع حبال رجاؤه في الامارات التي ظل يحرص على ودها على الرغم من مشاركتها في التحالف العربي؟! ليأتي الاعلان عن وضع أحمد، والذي طالما تكتم عليه، كمؤشر على وصوله إلى قناعة باستحالة التحالف معها؟! أم أن الأمر برمته مسرحية بينهما ليخفيا وراءه تحالفا تحوم حوله الشكوك؟.
قبل الإجابة عن كل تلك الأسئلة نحتاج أولا لمعرفة الوضع القانوني لأحمد علي في الامارات، سواء كان ضيفا أو معتقلا في بيته، فقد سرب – بعد تعرض القوات الاماراتية في مارب لصاروخ توشكا والذي تسبب بخسائر كبيرة في صفوفها – أنها وضعته تحت الإقامة الجبرية، إلا أن أبو ظبي لم تعلن عن ذلك بصورة رسمية كما لم توضح السند القانوني لذلك، والأهم هو أنها لم تبلغ الحكومة الشرعية رسميا بوضع الرجل، و حتى أن الحكومة لم تطلب منها اعتقاله ضمن تحرك قانوني يطال المتورطين في الانقلاب، كما أن أبو ظبي، التي لم تعلن عن الأمر برمته، لم تبرر له أيضا بأنه تحت سلطة قرار مجلس الأمن ٢٢١٦ الذي يفرض عقوبات على عفاش ونجله من بينها المنع من السفر..
يبدو الأمر وكأنه شأنا خاصا بين الامارات وعلي صالح ونجله، فالأسباب التي جعلت منها مكانا آمنا لأمواله وأسرته وهو يخطط مع الحوثيين للانقلاب، كان سرا بينهما، وكذلك فإن حقيقة العلاقة بينهما الآن، ومن بينها وضع أحمد علي، لا يمكن الجزم بشأنها أيضا..
فالقائلون بتوترها كالقائلين بانها لا تزال جيدة، كل له شواهده وحججه، دعونا نستعرض مقولات الطرفين لنخرج بمقاربة للأمر..
يدفع القائلون بسوء العلاقة بين عفاش والامارات بانحياز كل منهما لطرف في الحرب: عفاش مع الحوثي والامارات مع التحالف العربي، وبالتالي فإنهما قد صارا أعداء وبينهما دماء، ومن غير المعقول أن يكون كل ذلك مسرحية، فإن كانا حلفاء – يقول هؤلاء – كانت الامارات اقنعت عفاش بالتخلي عن الحوثي وفي المقابل كانت جنبته خسائر الحرب..!
أما حجج القائلين بوجود تنسيق بينهما فإنها تقوم على ممانعة الامارات لتوسع عمليات التحالف العربي في الشمال، ويقولون أن ذلك لمصلحة عفاش، وأن الهدف من إبقاء التحالف على المعارك في مستوياتها الراهنة هو لاستنزاف الحوثي وخصومه وانهاكهم قبل استدعاء أحمد عفاش على طريقة حفتر ليبيا.
يرى هؤلاء أن موقف المملكة من عفاش، ليس بالضرورة أن يكون هو موقف الامارات أيضا، فليس للإمارات ذات أسباب المملكة منه، وعلى العكس من ذلك يرى هؤلاء أن الامارات التي لا تتحرج من إظهار خصومتها للقوى الوطنية المؤيدة للشرعية، بسبب وبدون سبب، من غير المعقول أنها لا تحتفظ بأي علاقات جيدة مع أحد الأطراف المؤثرة على الضفة الأخرى، ولو سرا بحكم موقعها في التحالف.
وبخصوص وضع أحمد علي يرى هؤلاء أنه و إن كان قد وضع تحت الاقامة الجبرية قد يكون بضغط من المملكة، أو كانفعال مؤقت بسبب توشكا، فهو حسب هؤلاء إن كان يعكس خلافا جديا لكانت أبو ظبي قد أعلنت عنه رسميا ولأطرته في إطار قانوني سواء كدعاوى إماراتية بحتة، أو في إطار الاتهامات التي توجه له من الحكومة اليمنية، أو في إطار القرار ٢٢١٦.
ويرى هؤلاء أن طرح اسم أحمد علي عبر المفاوضات قد يكون مقصودا لإخفاء التفاهم بين عفاش والامارات بخصوص الدور المستقبلي لنجله، لتبدو عودته كصفقة عادية بين الحكومة والحوثيين..
عن نفسي، أجد مقولات الطرفين بذات القدر من الحجية والوجاهة، إلا أن من يعرف الامارات وطريقة عملها مؤخرا، يعرف أن رجلا كأحمد علي من النوع الذي تفضله وتفضل العمل معه، وحين يكون متوفرا لما قد تتخلى عنه، وهي حتى لا تمتلك بدائل غيره، ولا يبدو عليها أنها تسعى لامتلاكهم أيضا؟!..