2016-08-07 الساعة 01:02ص
بقاء هادي في الرياض هو أفضل من عودته لأي مدينة يمنية أخرى غير صنعاء وجعلها عاصمة مؤقتة والانطلاق منها لتحرير كل البلاد.
فالعودة بحد ذاتها لا قيمة لها ما لم تكن مصحوبة بوظائف دولة، وفي عمقها القدرة على تحصيل الموارد والقدرة أيضا على تأمين النفقات، وهذه الأخيرة هي أخطر من عدم عودته مع الحكومة ومن عدم مقدرتهما على انشاء مالية جديدة.
الدولة هي المال، الا أن نقل البنك المركزي من صنعاء غير ممكن مادام الحوثيون وصالح يرفضون ذلك، وانشاء بنك مركزي جديد في عدن مثلا قد لا يحظى باعتراف السلطات المالية الدولية، كونه يخلق سلطتين ماليتين لدولة واحدة، وما قد يحدثه فقط هو أن يعجل من انهيار البنك المركزي في صنعاء دون أن يحل هو بديلا.
كما أن الحكومة وفي ظل الوضع العسكري الراهن لا تمتلك القدرة على تحصيل الموارد، و التي تأتي معظمها من الصادرات النفطية وخاصة نفط مأرب الذي لا يمكن تصديره الان. فموارد المناطق المحررة بالاضافة الى استئناف تصدير نفط حضرموت قد لا تكفي لتأمين ما نسبته ٢٠٪من الموازنة العامة للدولة مقارنة بموازنات ما قبل الحرب.
كما أن تحصيل الموارد الضريبية المركزية لكبرى الشركات والوكالات والمصانع في المناطق المحررة قد يتضارب مع تحصيلها في صنعاء تحت حاجة تلك الجهات للعمل في المناطق التي لا تزال تخضع لسلطات الحوثي وعفاش واضطرارها للدفع هناك.
وكذلك فإن انشاء مالية جديدة في غير صنعاء هو يحمل الحكومة الشرعية باعتبارها حكومة كل اليمن المسؤولية عن توفير الرواتب لكل البلاد، في حين تعاني الحكومة من محدودية الموارد، وهي أيضا إنقاذ للحوثي بعد استنفاده للاحتياطي النقدي لليمن..
وفي المجمل قد تؤدي الممارسات المالية للحكومة الشرعية في المناطق المحررة على صعوبة حدوثها وصعوبة إنشاء المؤسسات التي تحتاجها لممارسة ذلك بالاضافة إلى المعطيات السياسية والعسكرية الراهنة، إلى خلق واقعين لكيانين مختلفين ولا أقول دولتين وربما لأكثر من كيان وحده الفشل هو ما يجمع بينهم.
صممت هذه الحرب لاستعادة الدولة من صنعاء، لا لإنشاء دولة جديدة في مكان آخر، فيما تشترط القوى العظمى أن تكون استعادتها بالسياسة إن أمكن، وفيما يدرك الحوثيون وعفاش هذه الحقيقة يراهنون على اختطافهم لصنعاء ولمؤسسات الدولة المركزية هناك للحصول على اتفاق يكون لشرعنة إنقلابهم أقرب منه لاستعادة الدولة.
ما يهمني هنا هو القول: إن كانت عودة هادي لليمن ستكون بدون وظائف دولة فهي لا تفرق عن بقاءه في المملكة، وإن كانت باستنساخ وظائف الدولة المركزية في مكان آخر غير صنعاء بما تحويه من مخاطر، فإن البقاء في الرياض هو الخيار الأفضل حتى يمكن العودة إلى صنعاء سلما أو حربا..