2016-08-21 الساعة 05:13م
إعطاء امتيازات حصرية لفئة من البشر بسبب انتمائهم العرقي او مكان ميلادهم بنصوص شرعية يتنافى و كمال عدل الله المطلق ومقتضيات الدين الخاتم الذي جاء رحمة للعالمين لا لتسوية أوضاع أسرة أو جماعة وجعل الإسلام مؤسسة عائلية وان كنا نعز ونقدر أهل الفضل ومن يحقق الله على ايدهم للأمة نصرا مؤزرا أو مجدا مؤلا او علما نافعا
الحقيقة المطلقة أن الله تعالى ساوى بين كل بني البشر وجعل التقوى والعمل الصالح ومنفعة الأمة بل البشرية بمجموعها هو ميزان التفاضل
وان الركون إلى هذه النصوص خاج سياقها الزمني والمكاني والمقاصدي وتحويلها إلى عقائد وأصول لدين الله هو ما جلب على الأمة الكوارث والنزاعات وعطل التنافس على عمارة الأرض وإقامة الحضارات و راكم حالة الاستلاب الحضاري والجمود العلمي والثقافي لأن جمهور عريض من الأمة انتظر حلول مشاكله الاجتماعية والصحية والعلمية من الفرد الذي أضفت علية النصوص القداسة واعطته امتيازات حصرية لانتمائه السلالي وهو ما يتناقض ومقاصد الدين الحنيف
وهو ما يفسر انتشار ثقافة الخرافة وطلب الرزق والصحة والمال والجاه وغيره من احتياجات النفس البشرية من هؤلاء أحياء وميتين فتعطل البحث العلمي وعوامل ازدهار وتطور الأمة لصالح الشعوذة والخرافة وانتظار الفرج من بشر لا يملك لنفسه ضرا ولا نعفعا
وأسندت إدارة المجتمع والدولة إلى قانون الأحوال الشخصية وفرع المواريث وعطلت كفاءات الأمة لصالح الميراث المزعوم
وأوقف العمل بمبدأ التنافس والفرص المتكافاءة والحقوق والوجبات داخل المجتمع في العمل العام السياسي والاقتصادي وحتى في الكفاءة العلمية التي لم يحابي الله عز وجل أحد من خلقه فيها بدليل أن الاختراعات والإنتاج العلمي والثقافي والإبداعية حق مشاع للبشرية
بل إن هذه الفكرة جنت على من يدعي الحق الإلهي في السلطة والثروة أكثر من غيرهم وكان بإمكانهم تحقيق مكاسب سياسية عن طريق الكفاءة وحب الناس لجيل النبوة أكثر بكثير من استخدام النص الشرعي لأنها جعلتهم في صدام مباشر ومعارك مستمرة مع جمهور الأمة وكل من يرى في نفسة الكفاءة والقدرة على الرياسة والحكم ومقاتل الطالبين ومعاركهم في صرعاتهم البينية ومع غيرهم شاهدة على ما قدمته الأمة من تضحيات جسام ومن تعطيل كارثي لدورها الحضاري والريادي للعالم لصالح الصراع الداخلي الذي مازال يستنزف مقدراتها وخيرة شبابها حتى اللحظة