2016-10-15 الساعة 07:19م
كان التحالف صادقا امام مشهد كبير ومؤلم كفاجعة القاعة الكبرى في صنعاء ، كان للحدث رغم المه ان يتوه بين اللجان ككثير من فجائع اليمنيين التائه في دهاليز لجان التحقيق الي يومنا هذا ، كان يمكن للحدث ان يغطى بالأعذار او ان يأخذ زمنا كبيرا حتى يسكن في ذاكرتنا كماض مؤسف ، لكن التحالف كان صادقا بإعلانه القبول بنتائج لجنة التحقيق واعتذاره عن الحادثة غير المقصودة وسرعة اعلان ذلك للراي العام رغم ما به من اتهام .
فاذا كان التحالف ليس له مصلحة في استهداف الابرياء فلم اذا يتوارى عن قول الحقيقة وها قد فعلها وعلنا وعبر جميع وسائل الاعلام ..
وفي المشهد ايضا نقيضان فالتحالف طالب بلجنة تحقيق ووافق على قراراتها وصالح والحوثي يطالبون بالاحتشاد والتعبئة والقتال وجر البلاد الي مزيد من الضحايا والدمار ..
العالم يضع بين ايدي الانقلابين قراراته الدولية ومخرجات ما ارتضاه ابناء االيمن في مؤتمر الحوار الشامل لكن هناك من لا يريدون لليمنيين الا ان يقاتلوا الي يوم القيامة وان تصبح السعيدة خيمة عزاء كبرى كل يوم نودع فيها ثلة من ابنائها ..
ومع هذا لابد لنا ان نتوقف امام هذه الحادثة لنؤكد انه لا بد من اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق الأشخاص الذين تسببوا فيها و تقديم التعويض المناسب لذوي الضحايا وسرعة علاج الجرحى ووضع حد لإراقة الدماء.
ما حدث في حزن صنعاء يقودنا الي القول انه في كل الحروب ثمة اخطاء مؤلمة هناك من يسميها نيران صديقة وهناك من يصفها بمعلومات خاطئة ، لكن ما ليس خطأ ان من جر البلاد الي الحرب يتحمل وزر اي فعل يحدث
فالذي صنع المشاهد الدامية في كل محافظة عبر رسل الموت واصحاب الصرخة وسلطة الانقلاب الغاشمة هو من يتحمل الضحايا الذين يسقطون دون ذنب هنا او هناك
من عطل الدولة وافرغ الخزانة واعتقل الالاف ودمر الحياة وفكك نسيج مجتمع متعايش يجب ان يمثل للعدالة وان ياخذ ايضا جزاءه العاجل ومع ذلك الذي يجب التنبه له ان ما حدث في القاعة الكبرى يكشف لنا اننا امام بعض منافقي العصر الحديث تجد وجهه مع الشرعية ويداه مع الحوثي وصالح .
فالذي سوق الاحداثيات لطيران التحالف واصرعليها بموعد التنفيذ هو عين من دفع القيادات العسكرية الي حضور العزاء واصر على بعضهم الا ان يشاركوا فيه .. هؤلاء الذين يتواجدون في صفوف الشرعية لكنهم يرصدون اخبارها وتحركاتها الي اعدائها ، والا كيف انهالت على مراسم عزاء الشدادي الصواريخ البالستيه وكيف تحركت الايادي الاثمة التي زرعت عبوات الموت في خيمة عزاء اسرة الشدادي ..
اننا امام مراجعات لابد ان تنبه لها بعد هذه الحادثة فسيناريو استهداف القاعة الكبرى حيك بدقة هدفت للتخلص من بعض الشخصيات واستهداف التحالف عالميا والقضاء على اي تعاطف مع الشرعية سواء عبر اسرة الرويشان الصابرة وقبائل خولان او حتى اولئك الذين ضاقت بهم الاحوال وكادوا يخرجون للشوارع مطالبين برواتبهم .
والامر هنا لا يطرح لشن حملة تخوين او تفكيك صف الجيش والمقاومة فربما يكون هذا ايضا هدف استراتيجي للذين خططوا للجريمتين معا .. لكننا نضعه لكي نكون حذرين ومدركين لتعقدات المرحلة القادمة
وختاما تظل فاتورة الحرب وكلفتها باهضة جدا لكن السلام الذي ينتظرنا لا يحتاج سوى لضمير حي وافعال صادقة