2016-12-18 الساعة 10:49م
لستُ هُنا بصدد الحديث عن الآيةِ الكريمةِ التي جاءت في سياق قصة ملكة سبأ ولقائها بنبي الله سليمان عليه السلام واختلاف الروايات عن سبب كشف ملكة سبأ ساقيها - تلك أمة قد خلت - ولكن الحديث هُنا عن حكومتنا الشرعية وتقديمها للتنازلات تلو التنازلات من أجل اخراج اليمن الى بر الأمان وحرصها لوقف اراقة الدماء والحفاظ على ما تبقى من وطن يئنُ من جراحاته رغم معرفتها حق المعرفة ورغم معرفة كل احرار اليمن ان هذه المليشيات لا ينفع معها الا لغة القوة والحسم العسكري وان لغة الحلول السياسية مجرد تضييع وقت لا أقل ولا أكثر..
🔹 من خلال تقديمي للبرنامج التفاعلي (نوافذ حُرّة) على قناة اليمن الفضائية واستقبالي العديد من المشاركين معنا واعطائهم فرصة للتعبير عن أرائهم حول مستجدات الاوضاع على الساحة اليمنية وجدتُ ان كل المشاركين في كل حلقة من حلقات البرنامج و بمختلف اطيافهم السياسية والاجتماعية والقبلية والقيادات العسكرية وقيادات وافراد المقاومة الشعبية والصحفيين والاعلاميين والحقوقيين يتفقون جملة وتفصيلا على أن الحل الأمثل لما يجري في اليمن هو الحسم العسكري وليس هناك أي خيار آخر وأن من يؤمل على الحلول السياسية مع المليشيا الانقلابية اما أن يكون جاهل بما يدور حوله أو انه متعاطفا مع المليشيا لسببٍ أو لآخر !!
🔹نحنُ أُولُو قُوةٍ وأُولُو بأسٍ شديد ..هذا هو لسان حال أحرار اليمن خصوصا اولئك الابطال في ميادين الشرف الذين يسطّرون أروع الملاحم البطولية ويقدمون التضحيات الجسيمة من أجل استعادة الدولة المنهوبة ..وكلما أحرزوا انتصارات على الأرض يأتي الانقاذ الأُممي لهذه المليشيا والحديث العقيم عن المفاوضات والحلول السياسية .. وهكذا يستمر المسلسل الأُممي في تعاطفها مع الانقلابيين وعدم الاستنكار لكل ما ترتكبه هذه المليشيا من جرائم ضد الانسانية بالقصف على الاحياء السكنية والمدنيين والاختطافات وتفجير المنازل ونهب الثروات العامة والخاصة ولم يتركوا جريمة الا وارتكبوها أمام مرئ ومسمع العالم !!
🔹ومازالت الحكومة الشرعية تكشف عن ساقيها ليس لإنها تحسب بأن الذي أمامها ( لُجّة ) وليس جُبناً أو ضعفاً .. ولكنها تتعامل من منطلق مسؤوليتها كدولة يهمها مصلحة الشعب اليمني شماله وجنوبه شرقه وغربه .. وأيضا لتعرية هذه المليشيا أكثر أمام كل الذين لم تتضح لهم الصورة بعد .. ولكن باعتقادي الى هُنا ويكفي .. والصورة باتت واضحة للقاصي والداني .. وان التباطؤ في تحريك عجلة التحرير يُزيد الطين بلّة .. لقد تعب المواطن اليمني وهو يعاني من الظلم والإستبداد والقتل والتدمير والفقر والأمراض لقد اشتاق المختطف ليرى نور شمس الحرية.. لقد تعب المشرّد من الغربة بعيدا عن وطنه وأهله ..والله يكفي ياشرعيتنا ..
🔹 وعجبي من بعض المحسوبين على الشرعية ويغردون خارج السرب بتسخير أقلامهم ضد هذا الحزب أو ذاك وضد فلان أوعلّان ونحن جميعا في خندق واحد ! فإما انكم لا تدركون خطورة سلبياتكم في هذه المرحلة الحساسة (وتلك مصيبة) وإما انكم بالفعل تتعمدون خدمة المليشيا من عُقر دار الشرعية ( فالمصيبة أعظمُ).. ومع ذلك يبقى الأمل بالله ثم بمساندة قوات التحالف العربي وبتضحيات المخلصين للوطن .. في ان القادم سيكون يمناً آمناً ومستقراً ومزدهراً (ولو كره الحاقدون) !
إعلامي وصحفي يمني