2017-01-23 الساعة 05:59م
تم تطويق حضرموت وتجريم الإصلاح فيها والآن تنتهج عملية نزع القيم المدنية من المجتمع وتحويله إلى كيان قهر بوليسي مرعب .. نفس الإجراء بحدود ضيقة يطبّق في عدن .. وسيقوم الإماراتيين بنفس الأمر في الحديدة حينما يصلوا إليها .. سيجد الإصلاحيين أنهم امام تجريم مجتمعي عام ومنفيين -بعيداً عن مدنهم وقراهم- في مأرب وصنعاء وهي مناطق مضطربه وتعاني من الصراع في سيطرتها بين المؤتمريين والحوثيين والقبائل والنفوذ المحلي والدولي ..
المعروف أن عودة هادي إلى اليمن جاءت بضغوط دولية بعد تخويفه بأنه قد يتم إبعاده عن السلطة .. وتحركاته الأخيرة إثبات للمجتمع الدولي الذي كان يرغب في التخلي عنه بأنه جدير بإدارة البلد .. ويبدو ان نفس الضغوط الدولية هي التي توجه هادي بتحجيم نفوذ الإصلاح .. وهادي يستجيب ..
كما اشرنا من قبل بأن إطالة زمن المعركة في الأماكن التي يقاتل فيها الإصلاحيين جاءت محرقة لهم وللحوثيين معاً .. مد جبهات الإصلاحيين في ميدي بسلاح فاسد وتعزيز قيادات فاسده وجنود غير منسجمين هناك مما اوجد جبهة مضطربة .. أضف إليها خسارة قيادات مواليه للإصلاح في أكثر من منطقة بالقنص والتفخيخ والضربات الخاطئة ، هذا بالإضافة إلى منع السلاح عن تعز ووقف الحسم فيها وتأخير تقدم جبهة صرواح وعدم السماح للجنود في إستغلال ثغرات تقهقر الحوثيين وضرب الجنود بالطيران إن تقدموا أكثر من سبعمائة متر في الجبهات .. كل ذلك لم يعد أمراً قابل للتصديق ومستحيل أن يكون بلا مقصد..
مع تقدم السلفيين في جبهات صعدة والمقاومة الجنوبية في المخا وعلى الساحل الغربي وصولاً للحديدة سيتم إستخدام ذريعة "تأخر الحسم" في جبهات الإصلاحيين ضدهم وستخرج أبواق الإمارات في تجريمهم وتحويلهم من شهداء وضحايا إلى مجرمين وخونة.. وما نعرفه عن مسلك قيادة الإصلاح أنها غير حاسمة وتتوهم الحكمة ولا تسيطر على قواها المدنية جيداً ولا تستخدمها في تغيير الواقع بقدر ما ستعمل على الرضا بالأمر والتكيف مع الوضع القائم ولذلك لا أعتقد بأنها ستقوم بالتحرك الاستباقي الجيد في الوقت الحالي بقدر ما أنها ستبحث عن حلول في لملمة جراحها في الجبهات المتأخرة مستقبلاً وفي إخراج ناشطيها وأعضاءها من المعتقلات والسجون في الجنوب والغرب ..
إن لم يتحرك الإصلاحيين اليوم بجد ومثابره للتفاوض الجاد والمقايضة الذكية مع السعوديين والإماراتيين فإنهم في طريقهم إلى ايام صعبه .. وكان الله في عونهم ..