2017-02-14 الساعة 02:49م
رغم أن هامش المناورات السياسية يضيق يوماً بعد يوم أمام الانقلابيين على الشرعية في اليمن من جماعة الحوثي وأنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بالتوازي مع الضربات المتتالية التي تلقوها من قوات الجيش الوطني والمقاومة إلا أن قادة هذه المليشيات يصرون على المضي قدماً في عملية الانتحار السياسي التي يقودهم إليها صانعُ قرارهم في طهران.
فرغم تقلص مساحة الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها لصالح الشرعية، إلا أن الباب الصغير الذي كان متاحاً أمامهم للخروج بعد نهاية مغامرتهم الانقلابية في طريقه للإغلاق، فلم يعد مبعوثو المنظمات الدولية، ووسطاء الدول يرون في قادة هذه المليشيات إلا مجموعة من الدمى المفخخة التي تحركها إرادة خارجية لتنفجر في الجسد اليمني، وهو هدف يلغي أي وساطة أو مهمة لمبعوث سلام يحمل بارقة أمل أمام هؤلاء للخروج من محرقة أشعلوها بأيديهم ولن تقضي إلا عليهم في دولة الشرعية والشعب الراغب في السلام والتعايش بعيداً عن أجندات الملالي التخريبية.
ويأتي طلب الحوثي وحليفه المخلوع بإقالة المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد كإشارة جديدة على قرب النهاية، وهو الأمر الذي رأت فيه الأمم المتحدة أنه غير جدير حتى بالنظر فجاء رفض الطلب سريعاً قبل أن يجف حبر كتابته، وذلك بالتزامن مع إصدار مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بياناً أكد فيه اتخاذ المليشيات الانقلابية للمدنيين دروعاً بشرية، ورصد قيام قناصة مرتبطين بالحوثيين بإطلاق النار على أسر أثناء محاولتها الفرار من بيوتها في مناطق تحت سيطرتهم خلال معركة المخا.
المحاولات اليائسة لقادة المليشيات الانقلابية تأتي قبيل معركة الحديدة المرتقبة التي تحظى بأهمية إستراتيجية في عملية "الرمح الذهبي" لعودة الشرعية إلى جميع أقاليم الساحل الغربي للبلاد تشبه إلى حد كبير طوق نجاة مثقوب تقدمه طهران لمرتزقتها في اليمن، فالخبرات التي اكتسبتها القيادة الإيرانية مع الفشل تمكنهم من الانسحاب بهدوء من المعارك الخاسرة.