2017-02-21 الساعة 06:50م
الكثير منا يخلط بين الأمرين.
عندما نقول اننا مع الشرعية فنحن لا نقصد هادي على الإطلاق وإنما نقصد شرعية الدولة ومؤسساتها وتأييدنا للشرعية لا يعني بالضرورة أن نكون مؤيدين لهادي وإذا انتقدناه قامت القيامة.
في كل بلدان العالم التي تحترم نفسها يعطو حكامهم الشرعية ثم ينتقدوهم ويحاسبوهم على تقصيرهم وهذا لا يعني ابدا إنكار شرعيتهم.
لقد ابتلانا الله في يوم #٢١_فبراير باختيار الكارثة التي حلت على الجمهورية ومن يقول غير ذلك فالواقع خير شاهد ودليل بيننا وبينه.
كانت هنالك فرصة للدنبوع أن يكون نافذة مضيئة في جدران البلد المظلمة لكنه لم يفعل فبدأ يتآمر على هذا ويلعب على ذاك ويفرح في هذا ويقرب ذاك.
كان معه شباب الثورة جميعا وقوات الفرقة الأولى مدرع وبعض قوات الحرس الجمهوري وبقية الوحدات وكانت كلها تحت أمره وحينها لم يظهر أحد التمرد على أوامره ولكن رغم ذلك ورغم أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة لم يصدر حتى أمرا واحدا للجيش بأن يواجه ميليشيات الحوثي عندما بدأت في عمران وصعده بل إنه كلف رجاله بالنزول في وساطة ابتدأت بتسليم دماج ثم عمران وكان هادي شاهد على كل هذا ان لم يكن شريك ومع ذلك لم نسيء الظن فيه وقلنا عسى انه فقط يلعب سياسة.
مرت الأحداث وتحاصر قائد اللواء 310 الشهيد العميد حميد القشيبي ورأينا وزير دفاع هادي يزور ابو علي الحاكم الذي يحاصر أبناء الجيش في عمران بينما لم يقوم هذا الوزير الخائن بزيارة اللواء فقلنا ربما أن خيانة الوزير بدون علم الرئيس لكن الرئيس حينها لم يصدر قرار في حق الوزير الخائن ولم يصدر صوت في التلفاز يوضح للشعب حقيقة ما يجري وواصل اللعب حتى استشهد العميد القشيبي ويوم تشييعه بدلا من أن يكون أول من يشارك في جنازته ذهب إلى المكان الذي استشهد فيه القشيبي وبرفقته قيادات حكومية وحوثية وقال قولته المشهوره أن عمران عادت إلى حضن الدولة.
ثم دخل الحوثيون صنعاء وسيطروا عليها فدعاهم إلى دار الرئاسة لتوقيع السلم والشراكة وكان يظن انهم سيكتفوا بالفرقة وجامعة الإيمان ولكنه لم يطول بهم الوقت حتى حاصروه في منزله.
هل أصدر هادي قرارا بإقالة خائن واحد في الجيش حينها،؟؟؟ هل معقول أن كل هذه الأحداث لم تبين له أن هناك خونه ام انه كان على اتفاق معهم؟؟
هل ألقى هادي كلمة للشعب اليمني وطلبهم لنصرته ومواجهة الميليشيات المسلحة؟؟
لم يفعل شيء مع كل هذه المراحل.
ومع ذلك فنحن مع الشرعية!!
نعم مع شرعية الدولة ومؤسساتها ، مع شرعية الانتخاب لأنه الطريق الوحيد للحكم وليس العنف لكن تأييدنا للشرعية لا يجعلنا نقدس هادي أو نحتفل بذكرى تنصيبه ونعلق صوره في الشوارع العامة.
مريت اليوم في شوارع برلين وخطر في بالي انه تم انتخاب رئيس جديد لالمانيا قبل اسبوع فقلت ربما أرى صورة معلقة في الشوارع لكي اعرف وجه هذا الرئيس لكني لم أجد صورة واحده ولم يحتفل أحد حتى يوم انتخابه.
معقول زعماء اوصلوا ألمانيا إلى دولة عظمى لا تجد لهم صورة في شارع ولا منشور تطبيل في الفيس ولا فعالية احتفال؟؟؟
نعم معقول عندما يكون الشعب واعي.
ونحن نحتفل بذكرى انتخاب زعماء جعلوا بلداننا من أعظم الدول المصدرة للفقر والبطالة.
ان الاحتفال بذكرى تنصيب هادي تحت أي مبرر ليس إلا تكريس لثقافة حكم الفرد وهذا نذير شؤم.
انا مع شرعية هادي وليس لليمن مخرج ولا حل الا عن طريق الشرعية لكن هذا لا يعني أنه يجب علينا أن نطبل ونقدسه مع تقديري لموقف أولئك الذين يكتبون المديح والتطبيل لأنهم أما قد حصلوا على قرار أو قد قدموا اوراقهم وينتظروا قرار.
طبعا هذه وجهة نظر وانا احترم كل صوت يؤيد هادي لكن ادعوهم الى احترامنا وإعطائنا حق انتقاده.
انا احتفل بمرور خمسة أعوام على خلع عفاش من الحكم.
#مع_الشرعية_من_اجل_بلادي