2017-03-25 الساعة 11:56ص
أول مرة أرى أن علي البخيتي يتعاطى مع القضية الجنوبية ويذكر الإخفاقات والإرهاصات التي ترافقت مع الوحدة منذ بزوغها في العام 90 كلما ذكرته في نقاطك العديدة بعضه صحيح والبعض الآخر فيه السم الزعاف فما ذكرته من الإخفاقات في مسار الوحدة حقيقة ثابتة فالمخلوع مارس على الجنوب سياسة المحتل وأفقد الجنوب من كل عناصر القوة وجعل الجنوب ساحة لتصفية الحسابات وبؤرة توتر وصنع فيه جماعات ارهابية ليفقد الجنوب التوازن وقد فعل ذلك ونفذه منذ أيام ولادة الوحدة ومنذ نشوئها ولكن هادي جاء بمخرجات الحوار لتعيد للجنوب توازنه والتي يريد صالح وأدها وهي التي تعطي الجنوب كيانه السياسي وتخرجه من حكم هظبة صنعاء وصعدة .
وكل ماحصل عليه الجنوب اليوم من حرية هو نتاج لمشروع الرئيس هادي في تطبيق مخرجات الحوار الوطني وهذا مايثير الرعب لديكم حوثيين ومؤتمريين ولقد جاءت مبادرتك لتضع السم في العسل فهذه المبادرة وانا أجزم أن المخلوع قد وضع فيها لمساته فهي تحمل في طياتها خبث وخساسة لأنها - أي هذه المبادرة - تريد أن تجعل من الرئيس هادي وتصوره بأنه عدو الحراك الجنوبي وعدو الشعب الجنوبي وتريد أن تصدم بين الرئيس هادي الذي يمثل الشرعية وبين القيادات الحراكية الجنوبية وهذا هو هدف المبادرة
فبعد قرائتي لها بتمعن وجدت أن هدفها إيجاد شرخ بين قيادات الحراك وجماهيره وبين القيادة الشرعية متمثلة بالرئيس وهي بهذا تصرفهم عن معادات العدو الحقيقي للقضية الجنوبية وهم المخلوع والحوثيين وتركز على جرهم إلى حرب مع الشرعية والتحالف العربي والذي من خلالهم إستطاع الجنوبيون أن يتنفسوا هواء الحرية بعيدا" عن المخلوع والحوثيين وزبانيتهم
فالمخلوع اليوم يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد أن وأد التحالف العربي كل أحلامه وبعد أن داس هادي على رأس المخلوع وأنهى كل أمانيه وطموحاته
لكن المخلوع وكعادته يناور إلى آخر رمق وهاهو يوفد علي البخيتي كطوق نجاة يحاول أن يتشبث به لينقذه من الغرق
وأنا هنا اعجب من إخواننا في الحراك الجنوبي وبعض المكونان الشعبية الجنوبية الذين تعاطوا مع ماسمي بمبادرة علي البخيتي وهذا إن دل عن شيء فإنما يدل على غباء وعدم فطنة , فهذا الإمعة التافة الذي تتبنون مبادرته وكأنها قرآن يتلى جاء ليفقدكم ماحققتموه من إنتصار للقضية الجنوبية من خلال تعاطيكم مع الشرعية وقيادة التحالف العربي فبعد كل ماحققتموه يريد يسلبه منكم بوضعكم في مواجهة مع الشرعية والتحالف ويريد أن يصرف عداءكم عن صالح والحوثيين ويثير العداء بينكم وبين التحالف والشرعية هذا هو السم الزعاف في مبادرة صبي صالح ••
الا فهل يعي إخواننا الجنوبيين خطورة هذه المبادرة على ماحققوه من نصر وهل يعي الشعب في الجنوب مايراد لهم ويحاك ضدهم ؟؟
والحقيقة ان القضية الجنوبية هي محور إهتمام العديد من القوى السياسية والعسكربة المنضوية تحت لواء الشرعية والتي تخشى أن يكون هناك سيناريو دولي لبناء دولة جنوبية مستقلة وهذا الأمر هو مايعيق تقدم القوات المسلحة في جبهات الشمال وعلي البخيتي يصب الزيت على النار في هذه النقطة ويصور أن الخلاف بين هادي والقيادات العسكرية هو أن هادي من يتحكم بالدعم المادي وينسى البخيتي أن هناك غرفة عمليات هي التي تنظم هذا الدعم بحسب المعطيات على الساحة العسكرية
وفي النقطة السابعة عشر يقول فيها لايمكن ان تتقدم جبهة الشمال نحو صنعاء إلا إذا غلت يد هادي عنها وأعطيت القيادات العسكرية الدعم مباشرة من التحالف وعقد تحالف مباشر بينها وبين قيادة التحالف بعيد عن هادي والسماح لها بالتفاوض مع القوى المتحالفة مع الحوثي كصالح والمؤتمر والقبائل الاخرى وذكر أن هذا سبب تأخير التقدم من تلك القوات باتجاه صنعاء !!
وهذا غير صحيح البتة وتباطؤ تلك القوات ليس بسبب الدعم الذي يأتي عن طريق هادي وليس لأن القيادة العسكرية تريد أن تعقد تحالف مع قيادة التحالف بعيدا عن هادي هذا لا أساس له من الصحة ••••••
والحقيقة أن تلك القوات بقيادة المقدشي تأتمر بأوامر التحالف غير أن البعض يروج أن هذا التباطؤ ناتج عن تخوف تلك القيادات من سيناريو الجنوب وهي تنتظر حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود في سيناريو الجنوب وهذه القوات تترقب فيما قد يتمخض عن أي تسوية في الشأن الجنوبي فصنعاء غاب قوسين أو أدنى من تلك القوات التي يقودها اللواء المقدشي ولكنها لن تتقدم حتى يتضح الافق السياسي حول قضية الجنوب
وماقد يتبلور في الخارطة السياسية هو ماقد يحدد تقدم تلك القوات من عدمه فإذا حملت أي تسوية سياسية مشروع دولة جنوبية بعيدة عن سلطة الهضبة فهنا قد تتقدم تلك القوات ولكن بأتجاه آخر غير إتجاه صنعاء إذا" هذا ماذهب إليه علي البخيتي الذي يذكي الفتنة وزرع عدم الثقة بين القيادات العسكرية الميدانية وبين قيادة الشرعية والتحالف ويقول أن التباطؤ هو فقط ترقب للوضع الجنوبي ومايحمل من مفاجأت وأيضا" لمعرفة مايخطط له هادي بهذا الخصوص ومايختمر في الأروقة الدولية ••
ونحن نعلم أن لقضية الجنوبية قضية محورية وقضية سياسية بامتياز وعلينا أن نتعاطى معها بواقعية وعلى القوى السياسية والعسكرية أن تعلم أن الدولة الإتحادية بنظامها الفيدرالي الذي سيعطي لكل إقليم حقه في السلطة والمال ولكن ربما أن تخوف بعض القيادات العسكرية والسياسية أعاق
التقدم صوب صنعاء لخشيتها أن يكون هناك سيناريو دولي لفصل الجنوب وهذه النقطة هي التي يحاول علي البخيتي أن يركز عليها ليدق إسفين الخلاف بين الشرعية وقياداتها العسكرية ولكن هذا الأمر الذي يريد ان يثير من خلاله الفتنة سيفشل لأن الإجماع على بناء دولة إتحادية من ستة أقاليم هو ماجاءت به وثيقة مخرجات الحوار الوطني التي أشعل الحوثيون والمخلوع الحرب لوأدها ولكنهم فشلوا واليوم هاهم يترنحون وهم في الرمق الأخير وقد بعثوا صبيهم في محاولة أخيرة لإنقاذهم ولكن هيهات هيهات فقد آلوا إلى الزوال •••
وبعد كل هذا ياعلي البخيتي نرى بوضوح في كلامك ومبادرتك التسويق لصالح كشريك في أي تسوية وطرحه كواقع سياسي وعسكري بينما الرجل ومن معه من أعضاء المؤتمر والحوثيين مدانين بجرائم حرب لاتسقط بالتقادم وهو وهم سبب بؤس وشقاء الشعب اليمني ويتحمل وزر تحالفه مع قوى الشر القادمة من كهوف الكهنوت والضلال •
ولكنك في طرحك تضع العديد من المفردات التي تحاول من خلالها طرح صالح كشريك وتريد عودته إلى الواجهه بعد أن أفل نجمه وفي هذه المبادرة تشم رائحة المخلوع وكأنك إنما انت رسول تطرح ما أملي عليك فالمخلوع يريد الاحتفاظ بالشمال ككتلة سياسية واحدة بعد أن رأى أن الجنوب لن يعود إلى حكم الهظبة وان مخرجات الحوار قد اعطت الحقوق لأصحابها واعطت للأقاليم كيانها وحصرت العتاولة في مستطيل تحيط به الجبال وهو أشبه بمحمية لمخلوقات تكاد أن تنقرض .