2015-02-28 الساعة 12:18م
كل من يجد خطأ في سلوك الحوثيين عليه ان يبادر إلى نقد هذا الخطأ علنا دون خشية من اية اتهامات بالمناطقية او الطائفية او اتهامه _ لانه من ابناء المناطق الشمالية او من اليمنيين الزيدية أو حتى من آل البيت_ بالانشقاقية أو بمحاولة التميز أو التبرؤ منهم، بنقدهم.
شخصيا اعرف على وجه اليقين، أن ضحايا هذه الجماعة هم من تصنفهم باعتبارهم "داخليين"، من الداخل وليس من الخارج أو من الخوارج (الدواعش التكفيريين!)، أي من المناطق التي يريد الحوثي احتكار تمثيلها باسم المذهب او الجهة.
الضحية الأولى للدواعش في العراق هم أهل السنة.
الصحية الاولى للقاعدة في اليمن هم اهلنا في أبين وشبوة وحضرموت ولحج والبيضاء وغيرها من المناطق غير الزيدية.
كذلك الحال بالنسبة لضحايا التطرف الديني والعقائدي للحوثيين.
الناس في العاصمة والمدن الرئيسية ما يزالون يغنون في احتفالاتهم، ويرقصون.
لكن الغناء والرقص والموسيقى من المحرمات في عمران وصعدة.
***
أعرف قيادات بارزة في الجماعة تستمتع بالغناء والرقص ... ومتع الحياة الدنيا الأخرى.
لكن هذه القيادات_ كما هي غالبا قيادات الجماعات الدينية المسيسة_ تبارك المنهج التثقيفي للجماعة الذي يحرم الغناء استنادا إلى فتاوى من النصف الأول من القرن العشرين.
***
التطرف والانغلاف وإعلاء الجدران والحواجز بين اليمنيين خطر عظيم على الحوثيين وغير الحوثيين.
والإرهاب الآن في أشده.
الجماعة تتوسع وتنشر مسلحيها وتواصل تعبئة شبابها بمفاهيم شديدة الانغلاق والظلامية.
ويصعب أن تجد قياديا حوثيا يتحدث بمنطق السياسة.
خطاب الحوثيين مرصع بالأساطير ومفعم باليقينيات.
إنه خطاب يصطفي الذات ويشيطن الآخر.
والمصيبة ان "الآخر الجواني" للحوثي هو كل من لا ينتمي إلى جماعته.
من يطلق على نفسه اسم "أنصار الله"، يكون كل من هو خارج جماعته من "أعداء الله".
***
جماعة أنصار الله في مسيس حاجة للنقد، من خصومها ومن أنصارها. وبخاصة من النخب المتعلمة والمثقفة التي يتوجب ان ترفع صوتها الآن قبل أن تأخذ الجماعة اليمنيين إلى "ثقب أسود" يبتلع الجميع.