2017-05-16 الساعة 02:37م
هادي هو الرئيس الشرعي لليمن وبقائه هو بقاء للمبرر الشرعي لتدخل التحالف في اليمن عبر دعوة الأول الخليج لإنقاذ دولته..لكن ماذا سيحدث في حال اغتياله أو استقالته.
....أولا وأخيرا.. وقبل أي شيء لن يكون هناك حسم عسكري ولن ينتهي أي طرف على حساب الآخر. ..والسبب .. ليس عجزا عسكريا .. بل مخاوف وحسابات سياسية لبعض الدول في التحالف فحواها سؤال عريض وهام هو : "من التالي ..؟ أي من الذي سيحكم اليمن بعد الحسم.؟ .. فالإصلاح أو "الأخوان" كما يطلق عليهم البعض غير مرحب بهم وفكرة حكمهم لليمن مرفوضة تماما عند البعض ، وإذا ما تم القضاء على أعدائهم - الحوثي وصالح- فسيكون رافدا كبيرا لمضاعفة قوتهم و رفع احتمالية وصولهم للحكم.. و بهذه الحالة لابد من الحفاظ على الندية بينهما وأيضا تكافؤهما بالقوة لكن بالشكل الذي يضمن عدم خطورة أي منهما على المنطقة وضرب أحدهما بالاخر اذا ما شعرت هذه الدول بالخطر من احدهما .. إذا..فالحل هو سياسي و سياسي فقط.. ولكن بعد أن يكتمل حفر الحفرة للهدف التالي بعد الانقلابيين أو بالأحرى" الحوثيين" وهم الإسلاميين الصاعدين ممثلين "بحزب الإصلاح".وهو حاليا الطرف الاكثر حظا و تهيئا للحاكمية ... لكن ماذا إذا ما تم اغتيال هادي أو استقالته تحت ضغط فهل هذا من ضمن خطة منع الاصلاح من الحكم..؟ وكيف..؟
... بعد الاغتيال ...
- سيتم الضغط الدولي على التحالف بايقاف تدخله العسكري في اليمن واقتصاره على حماية حدوده فقط أو على الأقل الحد من تدخله لأن شرعية الحرب ذهبت بذهاب هادي الشرعي.بالتالي انتظار شرعية اخرى وبهذا إتاحة فرص لتقدم الانقلابيين عسكريا وسياسيا وترتيب اوراقهم للمرحلة القادمة.
- طبعا سيصعد النائب " علي محسن" رئيسا وفي ظاهر الأمر لن يكون في صالح الانقلابيين لأن هادي أرحم مليون مرة من محسن .. لكن إذا ما تم إخراج وترتيب المتغيرات السياسية والعسكرية والدولية بتعاون بعض الدول مع الانقلابيين وتجهيز طبخة سياسية للحل حينها سيكون اغتيال هادي هو أول وأهم فرصة لنجاة الانقلابيين بل وربما لتمكينهم من الحكم.... فماذا سيحدث ..؟
- سيعلن الانقلابيين خضوعم للحل السياسي بشرط العودة لمرجعيات ما قبل الانقلاب وهي "المبادرة الخليجية " وهذا سيحظى بترحيب ودعم دولي وأممي بحجة سرعة الخروج لحل سياسي في اليمن بالتالي يكون الرئيس الشرعي بعد هادي حينها هو رئيس مجلس النواب "يحيى الراعي" -الموالي لصالح- حسب الدستور وما اتفق عليه قبيل الحوار الوطني وليس "علي محسن" النائب المعين من "هادي" عوضا عن ثورة الرفض والجنون الجنوبي ضد ترأس "محسن" الشمالي لحكم اليمن وتصبح الوحدة مهددة بالانفصال بالتالي يصبح تنازل "محسن" عن الرئاسة وتنصيب الراعي أو غيره ضرورة وطنية للحفاظ على الوحدة وتجنب الحرب والخروج لحل سياسي وهكذا تسقط الورقة الرابحة الثانية و الأهم للشرعية ولمناهضي الانقلاب .
- يليها الدعوة لإقامة انتخابات رئاسية عاجلة بعد تشكيل حكومة توافقية بين بقايا الشرعية والانقلابيين لتسيير أمور البلاد حتى انتهاء الانتخابات وفق آلية معينة ومحبوكة جيدا تضمن عدم وصول مناهضي الانقلاب أو بالاصح - الإصلاحيين- للسلطة أو الحد منها على الاقل.
- سيتم تجهيز و تقديم نجل صالح كمرشح بعد أن يتم تنظيفه واظهاره بطريقة "قابوسيه" أي كأنه انقلب على والده واظهر نواياه الحسنة للشعب وتقديمه كمنقذ وعصى تضرب الحوثيين و الاصلاح بنفس الوقت بالتالي ينال رضا الجميع ويحظى على دعم غالب الاطراف الدولية والخليجية فيأمن الخليج من المد الفارسي و المد الاخواني بآن واحد...
- الإعداد لسلسة من القرارات الدولية للتقليص من قوة الاسلاميين وضمان عدم سيطرتهم على الجيش ومفاصل الدولة وربما السعي لتصنيف الاصلاح كحزب أو كقيادات او رموز بالإرهاب وبذلك اعاقة وصوله للحكم أو مشاركته سياسيا بل واستهدافه عسكريا.
- إعداد طرف احتياطي ثالث و مكون بديل جاهز لتقديمه حاكما لليمن في حال تم رفض فكرة عودة أحمد علي للرئاسة أو للجيش وسيكون البديل غالبا من اطراف يعادون الاصلاح ومقربين بشكل أو آخر من صالح ونجله حتى وإن كانوا ممن أبدوا تأيد الشرعية وستكون مهمتهم هي ذاتها ولكن مع تغيير الوجوه والمسميات.
- تصفية الجيش من الرموز والقيادات وربما حتى الافراد المحسوبين على الاصلاح والموالين لهم بطريقة أو بأخرى.
- دعم كل من يعارض الاصلاح حتى التيارات الإسلامية .
- تزوير الانتخابات وافتعال المشاكل اغتيالات . تفجيرات. حروب داخليه ووو.الخ وإلصاقها بالاصلاح .
في الأخير .. إنهاك الإصلاح وإقناع الرأي العام بعدم صلاحية الإصلاح للحكم بالتالي إغتياله سياسيا
قد يكون كل ما سبق من باب التحليل والتكهن السياسي.. لكن يبقى التساؤل ملحا هل الإصلاح قادر على تجاوز كل مايحاك له ؟.. وكيف سيقدم الإصلاح نفسه سياسيا كحاكم أو كشريك حكم؟