2015-02-28 الساعة 06:44م
من يبالغون في تقديس الأخ عبدالملك الحوثي لا يخدموه ولا يخدموا مشروعة، فقط يرسخونه في أذهان الآخرين كزعيم لطائفة، وعندها لا يمكن مقارنته بالشهيد الحمدي مثلاً، الذي أحبه اليمنيون، بمختلف مذاهبهم ومناطقهم.
هل تعرفون أنكم بذلك الردح والتمجيد المُستند الى أسس عقائدية مذهبية تقللون من امكانية تحوله الى قائد سياسي وطني يحبه حتى المختلف معكم مذهبياً، يحبه اليساري والعلماني واللبرالي؟.
تحدثوا عنه كقائد سياسي يدعو لمشروع وطني والذي عبرت عنه الرؤية التي قدمها أنصار الله في الحوار، ولا تتحدثوا عنه كزعيم مذهبي يدعو للولاية الشرعية، تحدثوا عنه كـ "عَلَم" سياسة، لا كـ "عَلَم" هدى، واتركوا حفلات التمجيد لمجالسكم الخاصة ومناسباتك الدينية.
نحن نتعامل مع عبدالملك الحوثي كمواطن يمني أولاً وكقائد سياسي ثانياً، ونحترمه ونقدره على هذا الأساس، وننتقده مثله مثل أي سياسي، فمن يتعاطى السياسة عليه ان يتقبل النقد الموضوعي، وهو يتقبله شخصياً وصدره رحب، انما تضيق قلوب بعض الأتباع الطيبين والمخلصين الغير مسيسين، أو بعض الرداحين الذين ينبرون للدفاع عنه والتهجم على من ينتقده بأقذع الألفاظ، لا لشيء الا ليقولوا نحن هنا، اين سيتم تعييننا؟.
والى من يتداولون صورة قائد أنصار الله مع القيرعي أقول لهم: وصل الافريقي "الأسود" اوباما الى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية بعد ستين عام فقط من وصول والده الى جزيرة أمريكية نائية وصوت له عشرات الملايين من الأمريكيين "البِيض"، ونحن نمن على أحد الإخوة اليمنيين من ذوي الأصول الحبشية بأنه صافح قائد سياسي مع أنهم في صنعاء منذ أكثر من 1500عام، وبالتالي فإننا نحتاج الى ملياري سنة ضوئية لكي يصل أحد "المهمشين" الى رئاسة اليمن.
لم تكن تلك المِنة حتماً في مخيلة عبدالملك الحوثي، لكنها حضرت في مخيلة فرقة الردح، وأكثر من أشفقت عليهم هم الرداحون من النخبة، الذين تظاهروا كثيراً بالمدنية والمواطنة المتساوية.