2017-05-21 الساعة 10:32م
وسط هذا الاحتفاء المستحق بالزيارة التاريخية بامتياز التي يقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية، سأحاول إعادة طرح التساؤل الخجول بشأن الانعكاسات المحتملة لزيارة بهذا الحجم على الأزمة اليمنية.
أقول ذلك لأن أولويات ترامب في هذه الزيارة ترتبط بشكل أساسي بمزاجه كرجل أعمال وشخص اعتاد عقد الصفقات التي تدر المليارات، ولهذا ليس غريباً أن تتصدر هذه الزيارة عناوين عن اتفاقيات بمليارات الدولارات.
لا أعتقد إلا أن هذه الاتفاقيات قد صُممت لتلبية حاجة ترامب لتحقيق عوائد اقتصادية يعزز فيها موقعه في الداخل الأمريكي الذي يتعرض لاهتزازات خطيرة في ظل مواصلة الحزب الديمقراطي مهمة تقويض العهد الرئاسي لترامب.
ودَّعت الرياض مرحلة صعبة من العلاقة مع واشنطن في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وهي حقيقة أقر بها وزير الخارجية السعودي نفسه، وتتطلع حالياً إلى عهد أكثر استقراراً في العلاقة مع أمريكا، وتود أن تطمئن إلى أن ظهرها محمي بما فيه الكفاية في مواجهة تحديات لا تكاد تتوقف وتستهدف وجود السعودية نفسه كأهم وأكثر الدول العربية ثقلاً سياسياً واقتصادياً ودينياً، وهي حقائق يستوعبها ترامب نفسه.
من سوء حظ الرياض أن أبو ظبي دفعت بالوضع في اليمن إلى مستويات غير مسبوقة من الخطر. فالحكومة الشرعية ومن خلفها السعودية قائدة التحالف، يواجهان اليوم تمردين أحدهما في الجنوب ويحظى بدعم القوة الثانية في التحالف العربي.
أبو ظبي قررت أن تحارب السلطة الشرعية وهي مهمة تعني بكل وضوح التوقف عن تنفيذ الأهداف التي جاء من أجلها التحالف إلى اليمن، والتي تشمل إنهاء الانقلاب وتمكين السلطة الشرعية من أداء مهامها الدستورية من العاصمة صنعاء، ومساعدة اليمنيين على استئناف عملية الانتقال السياسي إلى مرحلة الدولة الاتحادية متعددة الأقاليم وفقاً للصيغة التي أقرها مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
سيكون من الخطأ الفادح ألا تضع الرياض ملف الأزمة في اليمن على رأس أوليات البحث مع الرئيس الأمريكي، وإذا لم تمرر صفقة إنهاء الأزمة في اليمن وفق أولوياتها، ضمن الاتفاقيات المكلفة التي ستوقعها مع واشنطن.
لكن هل ستنجح الرياض في تأمين هذه الفرصة في ظل اختلاط الأوراق في اليمن، خصوصاً بعد أن تمكنت أبو ظبي من بناء جبهة مناهضة للحكومة الشرعية من صنعاء إلى عدن، وعززتها بصفقات تسليح ومعاهدات تعاون وتحالفات عسكرية مع واشنطن خلال الزيارة التي قام بها ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد إلى واشنطن، والتي أثارت استهجان النخب السعودية خصوصاً وأنها استبقت زيارة ترامب، وربما كان واحدا من أهدافها ترسيخ تصورات محددة في ما يخص قضايا بعينها مثل مكافحة الإرهاب والترتيبات بشأن الحل السياسي في اليمن.
"عربي21"