2017-06-01 الساعة 02:16م
المبعوث الأممي إلى اليمن قال أنه نجح في إيقاف عملية عسكرية كانت تستهدف تحرير ميناء الحديدة من قبل الجيش الوطني وقوات التحالف العربي.
في المدارس يكتب في نتيجة نهاية العام الدراسي للطالب الناجح: ناجح ومنقول إلى الصف الذي يليه. بالطبع كان هذا يحدث أيام كانت هناك دراسة حقيقة -قبل أن يفسدها المخلوع- وكان هناك نجاح ورسوب، وتعليم محترم!
المبعوث الأممي، قال إنه نجح في إيقاف عملية عسكرية وشيكة (كمان )، كانت تستهدف ميناء الحديدة. هذا منطوق القول الصادر عن سعادة المبعوث، لكن مفهوم القول أنه نجح في إبقاء الحديدة وميناءها تحت سيطرة الحوثي والمخلوع.
الناجح دائما يستحق المدح و الثناء، وهذا المقال سيتحفظ عن كيل المديح والثناء؛ لأن من ينبغي أن يكيل المديح للنجاح المزعوم هم مليشيا التمرد والانقلاب؛ لبقاء الميناء تحت سيطرتهم كباب مشرعة لتوريد السلاح واستثمار موارده؛ لما يسميه المخلوع والحوثي المجهود الحربي! وبقي أن ندرك من هم الجنود المجهولون في تحقيق هذا النجاح (المذهل) الذي يبقي ميناء الحديدة بابا مفتوحا، ومددا دائما، يزود الحوثي والمخلوع بما يحتاجان إليه في حربهما ضد اليمن واليمنيين، فضلا عن بقاء الميناء مصدر تكسب وارتزاق لهما.
يبقى السؤال الأهم : ناجح ومنقول الى اين!؟
نعرف أن جهود المجتمع الدولي فشلت في إدخال أي مواد أو مساعدات إغاثية إلى محافظة تعز، منذ أكثر من عامين، وأن عشرات من قواطر الإغاثة كانت وفي مرات متعددة تصل الى مداخل المدينة فتمنع من الدخول، ثم تتحول لتباع جهارا نهارا لصالح المليشيا، وأن تعز شبه غائبة في جهود المبعوث الأممي وفي تقاريره أو إحاطاته التي يقدمها لمجلس الامن، بالرغم من الحصار المضروب عليها منذ سنتين، والحرب الإجرامية التي تشن عليها منذ مارس 2015م.
ومن هنا فالحق كل الحق لرجل الشارع في تعز أن يتساءل: كيف اكتشف مبعوث المجتمع الدولي أن مخاطر كثيرة ستقع من جراء تحرير الحديدة، ولم يكتشف أن الميناء ظل وسيبقى مصدر إرهاب لليمن واليمنيين وفي خدمة الانقلابيين !؟ بل كيف لم يكتشف أن تعز تتعرض لكارثة قائمة بسبب الحصار منذ سنتين، وأنه لم ينجح -حتى لا نقول فشل- في اتخاذ خطوة إيجابية واحدة للتخفيف من معاناتها!؟
بل كيف لم يتم اكتشاف والتحديد علنا أن كل ما جرى ويجري من كوارث في اليمن هو بسبب التمرد والإرهاب الذي يقوده المخلوع والحوثي!؟
إذن هناك ألغاز! وليس فقط -كما يردد البعض- لغز مشترك بين ما واجهته تعز وما وصلت إليه الحديدة، وربما للبيضاء لغزها الخاص!!