2017-06-06 الساعة 01:49م
الملاحظ للحوار والتصريحات والمداخلات التي أدلى بها الرئيس السابق علي عبدالله صالح اثناء اجتماعه بالإعلاميين التابعين له قبل بضعة أيام ، سيجد ان هناك سياسة جديدة ومسار مختلف وتوجه آخر لصالح اتخذه من خلال مستجدات جديدة طرأت على الواقع العربي الخليجي وأحداث بين دول التحالف العربي ، وهو ما نستطيع ان نقول ان كلام صالح الأخير هو عبارة عن استغلال واستدراج وهدف عام .
استغلال : صالح استغل الخلافات التي حدثت مؤخراً بين دول الخليج العربي المتمثلة بخلافات قطر مع الإمارات والسعودية بسبب تصريحات إعلامية منسوبة لقطر وعلى إثرها الخلاف بين دول الخليج ودول التحالف التي نعتبر تلك الدول يجمعها مجلسها التعاون الخليجي والتحالف العربي ، فسعى صالح لاستغلال ذلك الخلاف لصالحه واطلق عبارات حمل بها نوع من التقارب مع قطر والتعاطف معها ، ولعل ما قاله انه حذر قطر من الانقلاب والمؤامرة عليها هو دليل على المغازلة الواضحة والتوجه البين لانظار صالح نحو قطر .
استدراج : كلنا يعلم حجم الحقد الدفين الذي يحمله صالح ضد قطر وحزب الإصلاح ، ولكنه الآن يريد استدراجهم لجانبه لاستغلالهم والاستفادة من مواقفهم السياسية الجديدة التي سيتم اتخاذها في حالة نجاح السياسة الجديدة لصالح ، وهو ما سيجعله ينتقم منهم بطريقة أخرى وسيكون المستفيد إذا حقق نصراً من خلال التسلق على اكتافهم واستخدامهم كورق لمصلحته ، وإذا خسر ولم يحقق نصراً فقد استغلهم واستنزفهم وزجهم في مواجهات اخرى ، ولهذا دعا صالح حزب الإصلاح للحوار وذكرهم بالتحالف القديم معه المبني على الشراكة وغيرها.
هدف عام : صالح يهدف إلى قيام تحالف يمني خليجي متمثل بتحالفه مع قطر لمواجهة السعودية ومن معها ، وبتحالفه مع حزب الإصلاح المتقارب والمنسجم مع قطر لمواجهة الشرعية ومن معها ، وفي هذه الحالة سيكون تحالفه مع إيران سري وقد تحدث بينهما نوع من المشادات الاعلامية التي ستكون كمسرحية تحمل في الاختلاف وخلف كواليسها الاتفاق ، وهذا بهدف ابراز ان تحالف صالح الجديد هو تحالف يمني خليجي ولا علاقة له بإيران حتى لا تقف ضده الدول الكبرى المختلفة مع إيران كأمريكا وغيرها ، واما بالنسبة لجماعة الحوثي فصالح سيتخذ طريقة مناسبة نحوها يجعلها كمكون صغير له حصة صغيرة من الشراكة وهذا بالطبع ناتج عن اتفاق سري بين الطرفين .
خصمان رئيسيان لصالح اظهرهما حواره وكلامه من خلال تحميلهما مسؤولية ما حدث من انقلاب وحرب ودمار ، فالخصم الأول : هي المملكة السعودية قائدة التحالف العربي .
والثاني : هو الرئيس عبدربه منصور هادي الرئيس الشرعي لليمن وقائد معركة الشرعية .
ولهذا يسعى لاضعاف هؤلاء الخصمين من خلال استغلال اي خلافات تحدث بين دول التحالف وبين الاطراف الداخلية للشرعية ، وهو ما يجعله يسعى لفتح خطوط تواصل ويطلق عبارات تعاطف وحوار وفتح صفحات جديدة واغلاق صفحات قديمة مع اي طرف داخلي يقف مع الشرعية او طرف خارجي يقف ويشارك مع التحالف العربي ، وهذا ما يعني خلخلة الشرعية والتحالف من الداخل واستثمار اي خلافات بإسلوب سياسي وخطاب إعلامي مناسب .
كان صالح من قبل يسعى لمغازلة مصر بهدف كسبها لصفه وخلخلة التحالف العربي من داخله .
ولكن بعد الخلافات الاعلامية التي حدثت بين قطر والامارات والسعودية ، اتجه صالح نحو مغازلة قطر كونها دولة غنية قادرة على دعم مشروعه مالياً ، وعلاقاتها قوية مع حزب الإصلاح باليمن ، وإذا نجح في خداعه بتحقيق تحالفه معها فقد استطاع ان يشق الصف الخليجي والتحالف العربي في آن واحد .
وهذا ما يجعلني اقول ان اي خلافات حالياً بين دول الخليج العربي او دول التحالف او اطراف الشرعية فلن يخدم إلا الانقلاب ومشروع إيران في اليمن ، فهل يتنبه الجميع لذلك ويقوموا باحتواء خلافاتهم قبل ان تتطور اكثر وتدفع البعض للتعاطف مع الشيطان إيران وصالح ومن معهما .ً
كلام صالح الذي اشار فيه لالغاء اللجان الثورية الحوثية وتكلم عن ثورة سبتمبر وغيرها ، هو بمثابة ترتيبات يظهر من خلالها انه الأقوى والاجدر وصاحب القرار ولديه القدرة على فرض دولة حقيقية عبر المؤسسات القانونية وانهاء كل مظاهر الانقلاب في الادارة المتمثلة بكيفية وانفراد عناصر جماعة الحوثي ، وهو ما يعني اثبات نفسه كحليف سياسي لاي اطراف جديدة يمتلك القدرة والتحكم على حليفه الانقلابي الحوثي الذي ان كان ظهوره هو الاقوى وصاحب القرار سيشكل عقبة امام اي تحالفات جديدة يطمح لها صالح .
باختصار شديد صالح يسعى لخدعة قطر وحزب الإصلاح وجرهم لمواجهة السعودية والشرعية وهذا مستحيل جداً ان يتحقق لصالح .
بل انه ربما يريد من خلال سياسته الجديدة ان يستخدم حزب الاصلاح في القضاء على الحوثي ومواجهة الشرعية كما استغله في حرب 94 وحرب المناطق الوسطى من قبل .
صالح يريد ان يكرر سيناريو سياسي قديم ولكنه لن يستطيع .
تحية خاصة لكل دولة مشاركة مع التحالف العربي .
تحية لكل طرف يمني يقف مع الشرعية .
حافظوا على وحدة الصف ولا تنشغلوا بالخلافات الداخلية ، وكلنا سنقف صفاً واحداً خلف فخامة الرئيس هادي .. واحذروا ان تشهد الايام في صفكم تحت السماوات انقساما.