أهم الأخبار
إيران تتهم الولايات المتحدة بالتواطؤ في الهجمات الإسرائيلية عليهاإطلاق خمسة صواريخ من المحويت.. الحوثيون يشاركون في الرد الإيراني على إسرائيلقراءة أولية في الضربة الإسرائيلية المركبة: تصفية النخبة.. وتآكل الردع.. وانكشاف القوة الإيرانية… فماذا بعد؟"سام" تعزز حضورها الدولي عبر المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدةالسفارة الأميركية في جيبوتي ترفض طلبات فيزا لليمنيين بينهم أقارب لمواطنين أميركيينقائد القيادة المركزية الأمريكية: قتلنا خبير حوثي في الطيران المسيّر بالعراق ولم نتمكن من تدمير قدرات الجماعة كما حدث مع حزب اللهمن الوديعة إلى عرفات ثم مدينة الرسول والعودة.. رحلة إيمانية تُجسد الوفاء السعودي لتضحيات أبطال اليمناليمن في اجتماع مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية: نطالب إيران بالكف عن سلوكها المزعزع لأمننا واستقرارناالسعودي بـ690 ريالًا.. العملة الوطنية تسجل أدنى قيمة لها على الإطلاق مقابل العملات الأجنبيةكتيبة الحماية بمنفذ الوديعة تعلن ضبط مليون قرص مخدر كانت في طريقها من صنعاء إلى السعودية
أحمد عبدالملك

أحمد عبدالملك

الاستعمار بالإرهاب !

2017-06-18 الساعة 01:28م

مئتا عام استمرت الحروب الصليبية على البلاد العربية و الإسلامية . و كانت تلك الحروب القذرة حربا دينية مقدسة في نظر الغرب .

فالراهب الفرنسي بطرس الناسك ، طاف أوروبا للتحريض ضد الإسلام و المسلمين ، و استنفار أوروبا لغزو بلاد العرب و طرد الأمة الكافرة الملعونة - بحسب و صفه - من بيت المقدس ؛ و راح يبشر في أوروبا بزعم أن ورقة أتته من المسيح تقول له يجب تحرير بيت المقدس من المسلمين الكفار !

و حركت هذه الورقة المزعومة و أنها من المسيح كل أوروبا في زمن البابا الكاثوليكي أوربانوس الثاني ، الذي ألقى خطبة شهيرة في مؤتمر مجمع ( كليرمونت ) و دعا فيها إلى ما سماه تحرير بيت المقدس من الكفار المسلمين ، مستشهدا من إنجيل لوقا : ( و من لم يحمل صليبه و يأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذا ) !

كان هذان : أوربان و بطرس الناسك اللذان تعاصرا أول من قادا الحملات الصليبية إلى بلاد المسلمين .

و قد منيا بانكسار كبير ، وهزيمة أكبر مع من جاء من بعدهم ، من حملات صليبية ، يضع بعضهم نهايتها بأسر لويس التاسع ملك فرنسا في المنصورة بمصر ، و الذي وصل إلى قناعة في حبسه بدار ابن لقمان و هو يستعرض تاريخ هزائم الحملات الصليبية المتعاقبة ، أنه لابد من مواجهة هذه الأمة من خلال العمل الهدام من داخلها ، وهو ما تم فيمابعد - للأسف - و ما يزال .

و بعيدا عن الاستطراد التاريخي ، فإن بطرس الناسك تكرر في الحملات الصليبية المختلفة ، و لم يكن الجنرال الفرنسي غورو آخرهم ؛ و هو الذي ذهب إلى قبر صلاح الدين بعد معركة ميسلون و دخول دمشق ؛ ليقف على القبر و يقول : ها قد عدنا يا صلاح الدين !

كما لم يكن الجنرال الإنجليزي اللنبي هو ( بطرس الناسك ) الأخير  المهووس بالحروب الصليبية ، حين قال عندما دخل القدس عام 1917 الآن انتهت الحروب الصليبية !

لن أذهب بعيدا ، إذا قلت أن هذه الروح الصليبية المتوارثة في الغرب تقمصت جورج بوش الابن الذي صرح على الفور يوم 9/11 و تفجير برجي منهاتن ، بقوله : إنها إذن حرب صليبية ! و ذلك قبل أن يعرف أحد من يقف وراء الحدث !! بصرف النظر عن التفسيرات التي ذهب إليها مراقبون و محللون (غربيون) بين كون الحادث عمل استخباراتي ، أو اعتداءات حقيقية . لكن ما هو مؤكد أن جورج بوش الابن صرح علنا أن الحرب على العراق في 2003 كانت بأوامر من الله !

هذا التاريخ المتوحش منذ بطرس الناسك و البابا الكاثوليكي أوربان الثاني ( من لم يحمل صليبه و يأتي ورائي فلا يقدر أن يكون تلميذا لي ) وصولا إلى (بوش الناسك) و تنفيذه لأوامر الله بزعمه في غزو العراق ليس إرهابا ، بل نشر للعلم و السلام و الحضارة !!!

إننا مع عدوانية بطرس الناسك المتكررة ، يطبق علينا المثل القائل : رمتني بدائها و انسلت .

في الفترة الاستعمارية ، كان المستعمر يصنع أتفه الأسباب ؛ ليجعل منها مبررا ساذجا و سمجا لاستعمار بلدما .

و لا تعجز عقلية بطرس الناسك ، بل لم تأبه أن تكرر  تلك التوافه القذرة و الإرهابية من الأسباب ؛ لتجعل منها المبرر الاستعماري الجديد ، فهي تخلق التهمة و تتذرع بها !

إنه عصر الاستعمار بالترهيب و الإرهاب !

لقد وضع المصريون لويس التاسع في الحبس بدار ابن لقمان ، و بعد إطلاقه بسنوات سرت أخبار أنه يفكر بإعادة الكرة ، فقال لسان حال المصريين يتوعده :

 

دار ابن لقمان على حالها

و القيد باق و الطواشي صبيح

 

يبدو أن الوضع انعكس اليوم، فصار العرب في حبس دار ابن لقمان ! فهل إلى خروج من سبيل ؟

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص