أهم الأخبار
هائل سلام

هائل سلام

إقتصاديات "الهنجمة"

2015-03-02 الساعة 01:43م

ذات يوم من أيام الوحدة الوليدة أُبلغ علي صالح بأن دول الخليج تعتزم عزل اليمن سياسيا ومحاصرته إقتصاديا عقابا على موقفه المؤيد للغزو العراقي للكويت فوقف مختطبا ، وبالأحرى محتطبا ، فقال : طز . سنستخدم الحطب وسنغتسل بالطين، وكان ان طُرد مئات الآلاف من العمال اليمنيين من السعودية ودول الخليج ، ليدخل اليمن بعد ذاك أزمة إقتصادية وسياسية وإجتماعية طاحنة وخانقة .

في مناسبة أخرى ، ذات صلة ، تحدث صالح عن التكامل الإقتصادي العربي قائلا أن على الدول العربية أن تنسق في مابينها فتشتري الرز مع بعض ، تحقيقا للتكامل، لا أن تشتري كل دولة الرز لوحدها .

وربط بالراهن فهاهو عبدالملك الحوثي يحدثنا بالطريقة العربية الأثيرة ،ذاتها، تسمية الأشياء بغير أسمائها ، وغالبا بعكس أسمائها ، واصفا العزلة التي فرضت علينا نتيجة مغادرة البعثات الدبلوماسية للعاصمة ، بسبب من رعونته ومقامراته ومغامراته المنفلتة والمتفلتة من حساب العقل والمنطق، واصفا اياها بأنها " إنفتاح على أفق واسع " ، ما يعني ، في الواقع ، أننا على وشك الدخول في مغارة لها أول وليس لها آخر ، ومتحدثا عن بدائل إقتصادية ليس من شأنها سوى اثارة روح التهكم والسخرية .

" ثقافة " متأصلة، تعتمد الإرتجال والعشوائية والفهلوة والشطارة ومنطق تدبير الحال ، كطريقة للحياة ومواجهة مشكلاتها العويصة .

الإستسهال والإستخفاف في العلاقات الدولية له أثمان باهظة تدفعها ، في النهاية، الشعوب المغلوبة على امرها، المنكوبة بقادتها " الزعران " نتيجة لمغامرات ومقامرات غير محسوبة.

العنتريات الصبيانية الطائشة تخلق مشاكل وأزمات إقتصادية ، وسياسية وإجتماعية ، يتعذر حلها بالخطب المنبرية العصماء ، وبالفذلكة اللغوية اللفظية. إذ ليس بوسع كل البيان العربي البليغ أن يحد من تضخم العملة ، ولا بإمكان المعلقات السبع وضع حدا للبطالة .

ثم ، لماذا على المواطن الغلبان أن يدفع ثمن حماقات وسياسات خرقاء، لم يكن طرفا مشاركا فيها ولا مؤيدا لها ؟! ولماذا على كل المجتمع أن يعاني الويلات في سبيل إختيارات وتفضيلات مكون واحد من مكوناته المتعددة ؟!

***

اقتصاديات الهنجمة ، اصطلاح يمني موازي لـ " إقتصاديات المعرفة " ، مع التحفظ بالطبع على سياسات " طويلي العمر " تجاه اليمن خصوصا.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص