2017-08-08 الساعة 01:25م
من الجميل جدا أن يتفاعل الشباب اليافع مع أي حركة تغيير أو التفكير بقمع الظلم وعدم اﻹنجرار للصمت والتسليم كما يفعل كبار السياسيين عادة من قد تعفنت بهم الكراسي في ظل الحزب أو أي منصب في الدولة، خوفا على مناصبهم وضمانا ﻹستمرارهم.
يعتزم بعض اﻷشخاص التابعين لحزب المؤتمر الشعبي النزول إلى ميدان السبعين بعد ان نزلوا مرة تلو اﻷخرى و يكتب البعض على صفحات التواصل اﻹجتماعي أنهم سينزلوا من أجل المطالبة بالتغيير فقد بلغت الحلقوم كما يقال من ممارسات الفساد التي تطال الدولة من قبل مليشيات الحوثي، على اﻷقل هذه المرة تم توضيح هذا الهدف في هذه المرة.
تكررت النزلات السابقة للاحتفاء والتجمهر حول علي صالح، أي حول شخص وليس نزولا لصالح قضية أو هدف معين، كما انه اصبح من المعروف عن ما سيتم الحديث عنه في الخطابات المكررة للمخلوع حول ما يسميه (العدوان الغاشم )، ورغم ان شباب المؤتمر في صنعاء يعتزمون هذه المرة قلب الطاولة والنزول لغرض الاستماع لخطاب آخر "فساد الحوثي ومليشياته" كما يقولون ولننتظر ونرى .
ما يحزنني أكثر هو اﻹستخفاف الذي يبديه علي صالح بهؤلاء الذين لا يزالون يؤمنون به، فبينما يشن حرب إعلامية على المليشيات الحوثي وتبيين العداء بينهم، يمسك بكلتا يديه على يد رئيس حكومة اﻹنقلاب "صالح الصماد" ويتجولوا سويا ما بين السفارات الروسية واﻹيرانية ﻹقناعهم بزيادة الدعم لضمان إستمرار الانقلاب .
من الناحية اﻷخرى يحاول علي صالح أن يلاطف دول التحالف تارة وأن يهددهم تارة أخرى لعله يضمن رجوعه أو رجوع إبنه للحكم إذا ما سقط اﻹنقلاب الذي لم يعد يعول عليه كثيرا، خاصة بعد الأحداث اﻷخيرة وباتت نهايته وشيكة .
فمنذ تأسس حزب المؤتمر الشعبي، نصت لائحته الداخلية على أن رئيس الحزب هو رئيس الجمهورية كحزب شمولي ، مع أنه يمنع منعا باتا لرئيس الجمهورية أو نائبه مزاولة أي نشاط حزبي قانونيا ،فرؤية الحزب ومواقفه السياسية عملت على الخلط بين اﻷدوار ما بين القرارات الرئاسية والقرارات الحزبية فعلي صالح ومنذ انشاءه الحزب قام بفرض الانتماء الاجباري من خلال قطع بطائق عضوية في حزب المؤتمر لمشائخ القرى وعقال الحارات ومساومة الطلاب المتقدمين على منح دراسية بالانتماء لهذا الحزب، حتى وصل به اﻷمر إلى رفض تعيين أكاديميين أو استمرار السابقين بمزاولة التعليم دون اﻹنتماء والعضوية لهذا الحزب.
وهاهو اليوم يعاود موجة التنسيب بشكل ملفت ، إذا ما الحاجة الى الجماهير السياسية في مدينة بلا سياسة ووطن لا دولة حيث واﻻنقلاب هو الحاضر الوحيد فيها واﻻحتفاء بذكرى حزب سياسي ساهم في الانقلاب على العملية السياسية والتعددية السياسية .
بل ما الحاجة ﻷن تستمر هذه الجموع التي يغرر بها لاستمرار هذا الحزب الذي أنشئ من البداية ليسخر كل الطرق لخدمة شخص ولضمان بقاءه في الحكم لفترة طويلة.