2017-09-05 الساعة 05:08م
لو كان صالح رجلَ صِدامٍ مباشر لصادم عن دولته وكرسيِّ حكمه ولما لجأ لعصابات من فصيل غير حزبه لتُصادم عنه وتنتقم له .
إنّ ضعف الإرادة المصاحب لسيرة صالح منذ صعوده عام 78م كان هو السبب الرئيس في تغوِّل مراكز القوى وتموضعها كدولة داخل الدولة ، ولقد كان صالح وهو ما يزال على رأس الحكم يتحول في أغلب خطاباته إلى ناشط يشكو من مراكز القوى والفساد وأصحاب الإمتيازات في الشركات المتنفذة الكبرى .
ربما كان ضعف إرادته سبباً في استمراره في الحكم ـ يومها ـ لأنه فتح مقدرات اليمن للعابثين من الداخل والخارج وعلى جميع الأصعدة ماليا وسياسياً وعقديّاً ، وأخيراً عسكريّاً .
غير أنّ الذي يحب صالح ان يبديه على أنه دهاء ومكر قد يكون مُجدياً حين تكون له قوةٌ موازية تسنده بأن تكون حاكماً مثلاً ، أما حين يكون الدهاء والحبك مجرداً من القوة فهو مجرد تشجيع للعدوّ على التهامك .
مقابلة صالح اليوم تظهر إلى حدٍّ بعيد أنه قائدٌ مهزوز يكذب كذباً مكشوفاً ومحرجاً لأنصاره كما ظهر بشكلٍ فاضح كيف يحاول أن ينجو بنفسه ويعطي الضوء الأخضر للحوثيين بقمع أنصار حزبه من الإعلاميين والكتاب الذين وصفهم ( بالمزوبعين والمفسبكين وأصحاب الإنفعالات ) .
حمل صالح على المفسبكين وخاصة في حزبه ونسي أنه هو الوحيد على سطح الكرة الأرضية الذي تحول من رئيس جمهورية إلى مُفسبك غير موثوق ولا مقروء .
لقد بدا صالح حريصاً أكثر مما ينبغي على نفي التهمة الموجهة إليه أنه وراء هجوم ناشطين في المؤتمر على الحوثيين ، وهو بذلك ينفى عن نفسه شرفاً لا يستحقه ، وخيبتُه ستكون أكثر حين يتخلى عن الصادقين معه من رجاله وينعتهم بالحمقى ترضيّاً للحوثيين فلا شرف الوفاء مع رجاله استبقى ، ولا الحوثيون سيصدقونه ، ولا تصديقه أو تكذيبه يشكل فارقاً في خطتهم التي تسير حثيثةً نحو تحويله إلى مجنَّد إجباري في جيش معادي مهما قدّمَه من الخدمات لا يجني سوى احتقار مَن جنّدوه .
ولمناسبة الحديث عن الفيسبوك الذي أنت دائم التذمر منه أنت وغلام الشخوة يا علي .. سأعيد لك وللناس منشوراً كتبته إليك بتاريخ 28 فبراير 2014م جاء فيه :
..
"يا علي عبدالله صالح إنّك لَتُذكِّرُني بأبي عبدالله الأحمر آخر
ملوك بني الأحمر في غرناطة عندما سقطت دولته ، وحينما
دخلت عليه أُمُّهُ في غرفته بقصره وجدته وهو يبكي أمسكته
وهزّته من أكتافه وقالت له :
إبْكِ مثلَ النساءِ مُلكاً مُضَاعاً * لم تحافـظ عليه مثلَ الرّجالِ"