2017-10-28 الساعة 02:17م
اغتيال جديد فجر يومنا هذا في عدن للشيخ عادل الشهري نائب إمام وخطيب مسجد سعد بن أبي وقاص في مدينة إنماء السكنية رحمه الله تعالى.
لقد أصبح الوضع في عدن لا يحتمل، وعلى حكومة هادي أن تشرح للشعب اليمني حقيقة ما يجري وأن تبين من وراء هذه الاغتيالات، وأن تقوم بواجبها في حماية اليمنيين وقادة المجتمع، وكشف الجناة ومحاسبتهم وإلا فإن أصابع الاتهام تتوجه إليها إما بالفعل أو التواطئ، فالسكوت عن هذه الجرائم الممنهجة في أماكن سيطرتها، وفيما يسمى بالمناطق المحررة هو جريمة في حد ذاته، ولم تعد اللامبالاة من قبلها تجاه هذه الجرائم الذي تنال خيرة أبناء المجتمع اليمني وصلحائه أمراً مقبولاً ولا مبررا، إن لم تكن هي الفاعلة فلتبين من هو الفاعل، إننا كيمنيين نحمل المسؤولية الأولى رئيس الجمهورية ثم من بعده رئيس الوزراء وكل وزير في الدولة وأجهزة الأمن التي وجدت لتأمين أبناء المجتمع دون استثناء، ومن حق كل يمني أن يعيش حراً كريماً آمناً على حياته ونفسه وأهله وماله، وإلا فما فائدة وجود دولة وحكومة لا تقوم بواجباتها؟!
إلى متى هذه الاستهانة بالدماء الطاهرة، والسماح باستمرار هذا الإرهاب ؟!
ماذا أبقى عتاة الإجرام والإرهاب للجماعات الإرهابية من سفك الدماء واستهانة بالحياة الإنسانية وتخريب السكينة العامة للمجتمع، وهدم ضروريات الحياة وخروج على الدين والمجتمع؟!
لقد أصبح هؤلاء الإرهابيون يستهدفون أئمة المساجد ونوابهم ودعاة الخير؛ لتفريغ المجتمع من دعاة الإسلام ومعلمي الناس الخير.
إلى ماذا يهدفون ولمصلحة من يعملون؟!
إن هؤلاء ينطبق عليهم قول الله عن موقف قوم لوط من نبيِّهم لوط ومن آمن معه في إرادة التخلص منهم والعلة في ذلك هي التطهر والصلاح، وهم لا يريدون إلا الانغماس في النجاسة والشرك والفواحش.
قال تعالى في سورة النمل:
{ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِۦٓ إِلَّآ أَن قَالُوٓا۟ أَخْرِجُوٓا۟ ءَالَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ}.
وينطبق عليهم ما فعله مشركو قريش من مكر برسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى في سورة الأنفال:
{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ ٱللَّهُ ۖ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَٰكِرِينَ}.
إنها تصفية وتجريف لأهل الاستقامة والصلاح في أوقات هدوء الناس وقلة حركتهم مع صلاة الفجر، وإن كان في الحقيقة لا يهمهم الوقت؛ لأن الهدف هو الإبادة، فمن لم يصطادوه في هذا الوقت تحينوا فرصة أخرى كما حدث في اغتيالات سابقة.
اللهم إنا مغلوبون فانتصر.
اللهم إنا مغلوبون فانتصر.