2017-11-06 الساعة 01:43م
أريد معارضة تعرف ماهية الديمقراطية، وتُطبّقها في حياتها الداخلية قبل أن تُطالب السلطة بتطبيقها.
أريد معارضة تُزاول الصحافة الحرة بالمعايير المهنية والأخلاقية الحقّة.
أريد معارضة قادرة على التشخيص قبل أن تزعم القدرة على المعالجة.
أريد معارضة لا تكذب على نفسها.. ولا تكذب على الآخرين أيضاً.
أريد معارضة لا تُساوم، ولا تبتز.. ولا تُداهن، ولا تهتز.
أريد معارضة تنحت في الصخر، وتحفر في الجدار.. ولا تضع العربة قبل الحمار.
أريد معارضة لا تستدعي الذئاب لتطرد الكلاب عن القطيع.
أريد معارضة تتّقي الله في الجماهير.. وتتّقي الجماهير في نفسها.
أريد معارضة تُجيد فن صناعة الحلم، وتفقه علم تحقيقه في الواقع.
أريد معارضة تقرأ موجة الرأي العام على طريقة أورويل، لا طريقة برايل.
أريد معارضة تسعى دوماً إلى أن تكون جزءاً من الحل، وليس جزءاً من المشكلة.
أريد معارضة تدرك جيداً أنها -لو أستلمت الحكم- ستُجيد بيع السياسة لشراء الاقتصاد، وليس العكس.. وستعرف جيداً الحدّ الفاصل بين خزينة الدولة وجيب الحاكم، وبين ديوان الحكومة ودار الأسرة، وبين الدستور والفاتورة.
أريد معارضة تحترم حسن البنّا (ليس المقصود أنا) وكارل ماركس وميشيل عفلق وجمال عبدالناصر والخميني وتشي جيفارا وأحمد ياسين وحسن نصرالله وجورج حبش وساطع الحصري وعبدالله باذيب وماو تسي تونج.. ولكنها تحب محمد وعيسى وموسى.
أريد معارضة تُجيد فن خلط ألوان قوس قزح السبعة، لتخلص إلى اللون الواحد الموحد الذي خلص إليه العلماء.
أريد معارضة لا تُمارس قانون الطرد، بل الجذب.. ولا تعتقد -على نحو راسخ، وبالضرورة- أن نفي النفي يعني اثباتاً.
أريد معارضة لا تفرش لي الورود، بل تنتزع عني الأشواك.
أريد معارضة لا يفسد رأسها كالسمكة، ولا يتقشّر جلدها كالأفعى.
أريد معارضة لا تُشاركني كسرة الرغيف إلاَّ اذا شاركتني قارعة الرصيف.
أريد معارضة لا تأكل بثدييها أو تنام في أحضان قائم مقام بيت المال العام.
أريد معارضة أقوى من الحكومة.. أنظف من الحكومة.. وأثقف من الحكومة.
أريد هذه المعارضة..
وأعرف أنني لن ألقاها إلاَّ في الحلم.. ولكن -للأسف الشديد- باتت أحلامنا مجرد كوابيس!
* عن (يمن مونيتور)