2017-11-10 الساعة 05:10م
تشهد العاصمة المؤقتة عدن موجة جديدة من الاحتجاجات نتيجة تردي الخدمات ونعدام المشتقات النفطية وتدهور الأوضاع الأمنية في ضل غياب محافظ عدن الأستاذ عبد العزيز المفلحي خارج اليمن.
ويبدوا أن هناك من يريد أن يدفع بمدينة عدن إلى أتون صراع سياسي عسكري، ومن ثم يتحول الصراع الى حرب أهلية لاسمح الله، تُسقط المحافظات الجنوبية في أتون صراعات تتزعمها قوى عسكرية يتخذون من معاناة الناس وسيلة لتحقيق مصالحهم.
وكما هي العادة، يحاول اليمنيون في مجمل خلافاتهم الداخلية الى تعليق أخطائهم على الخارج، بحيث تعتقد عامة الناس أن مايجري في عدن من إضطرابات أمنية وعسكرية إنما هو قدرٌ قادم من الخارج! ونسي أو تناسا الجميع أن التدخل الخارجي ماكان ليكون لولا إرادة داخلية وبيئة جاذبة. قد يقول البعض:
أن عدن كانت ومازالت محل أطماع قوى إقليمية ودولية منذ عهد طويل، لكن الحقيقة أن هذه القوى استطاعت تحقيق مخططاتها بأيدي يمنية.
وعلى هذا الأساس، عندما تخسر القوى الإقليمية واذُرعها في الميدان السياسي، فإنهم يلجؤن لحلفائُهم العسكريين الأمنيين كي يقوموا بإضطرابات كي يفرضوا واقعا جديد، يهدف هذا الواقع الجديد إلى إضعاف الحكومة الشرعية و إستمرار تنفيذ الأجندة الخارجية.
ومن ثم فإن التعاطي الأمني والإعلامي والاقتصادي للحكومة الشرعية ودول التحالف العربي مع أزمة المناطق المحررة وخصوصا العاصمة المؤقتة عدن، لايرقى إلى مستوى المعالجة و الحل لها، بل على النقيض من ذلك هناك قصور وخلل وعدم الإعتراف بالأزمة. ويبدوا أن الحل المنظور لدول التحالف في الوقت الحالي هو تمكين النُخب العسكرية والأمنية من إدارة شؤون المحافظات الجنوبية على حساب الحكومة الشرعية وسلطلتها المحلية، وهذا ما دافع النخب العسكرية والأمنية للتستر وراء واجهة مدنية (المجلس الإنتقالي) جرى إنشاؤها وحاولوا إعطائُها طابع المشروعية القانونية،
وبذلك لا يظهر العسكريين بمقتضاها بطريقة مباشرة وإنما يديرون الوضع عبر هذه الواجهة المدنية متخفيين وراؤُها. مايجري في عدن من تقويض السّلم والأمن الإجتماعي يخدم بالدرجة الأولى المشروع الإيراني كونة يُضعف من تواجد الحكومة الشرعية، الأمر الذي سيؤدي إلى إطالة عمر الإنقلاب الحوثي وقوات صالح و إستمرار المشروع الإيراني في تهريب الأسلحة ، وللأسف عبر المناطق المحررة، فهناك مسافة بحرية طويلة تمتد من محافظة المهرة
وحتى باب المندب، إلى جانب إستمرار تواجد الحوثيين في شْبوة تحديداً من أجل تهريب الأسلحة. في ضل هذا الوضع، سيضل أبناء العاصمة عدن يحلمون بالكهرباء والماء والوقود، ويعانون من تردي الخدمات وتدهور الأوضاع الأمنية حتى تُمَكن الحكومة الشرعية من إدارة المحافظات الجنوبية بشكل حقيقي وجدي يُمكنها من إحداث تغير جوهري في بنية الأجهزة العسكرية والأمنية، ودفعهم بعيدا عن العمل السياسي كي تجعلهم يتجهون نحو الأشتغال تحت سلطة الحكومة الشرعية. إن محافظة عدن خصوصاً والمحافظات المحررة عموماً هي البوابة التى يجب ان يبداء منها التحالف العربي للتحرير و إصلاح اليمن.