2017-11-25 الساعة 01:14م
الحد الأدنى ليكون المرء - فردا أو مجموعا ، أو حتى حزبا - مشاركا فاعلا في مواجهة المشروع الظلامي للحوثي و المخلوع ؛ هو ألا يفتعل معارك جانبية تؤثر سلبا على مقاومة الوطن للمشروع الظلامي ، و أن يكون داعما و مساندا لصف الشرعية بكل ما يستطيع ، فإن لم يستطع تقديم شيئ ، أو فعل ما ينفع ، فعلى الأقل عليه أن يكف لسانه و يحبس قلمه من التعريض لها أو طعنها .
قد يقول قائل أنتم تتسترون على المخطئين بمبررات عدم شق الصف و نحن إنما نكشف و نفضح و نعري هؤلاء .
و الأمر الذي يحتاج إلى فهم ، هو أن فضح الفساد و تعريته شيئ ، و استهداف المقاومة و صف الشرعية بغرض تصفية الحساب مع شخص أو أشخاص -أو حتى حزب - شيئ آخر . فما يجمع صف الشرعية هو إسقاط الانقلاب و التحرر من مشروع ظلامي تدميري يأتي على الوطن حاضرا و مستقبلا ، وفكرا و هوية، وهو ما يحتم علينا الوقوف صفا واحدا تجاه الهدف الأسمى، والذي لا يقبل المساومة ، وعار على أي إنسان أن يتخذ منه وسيلة للمساومة او المناكفة .
غرور و تعال مفرط أن تضع نفسك في منصة القاضي لتصدر الأحكام المدينة للآخرين و تقديم نفسك على أنك الأطهر و الأنقى !
إن حسن إدارة الخلافات الجانبية في صف الشرعية و جعلها في إطار السيطرة أو تحت السيطرة - كما يقال - هو عمل كبير يخدم الشرعية و يسهم بفاعلية في التصدي للمشروع الظلامي و مقاومته و التعجيل بإسقاطه .
و هذا الأمر يتطلب من قيادات العمل السياسي في كل الأحزاب و التنظيمات أن تقود قواعدها ، لا أن تنقاد هي لها ، و لا يعني هذا عدم الالتفات لرأي القواعد ، بل المطلوب هنا تحديدا الأخذ بعين الاعتبار لرأيها و طموحاتها ، و قواعد أي حزب أو تنظيم ، هي تلك المساحة العريضة و التي لا يعبر عنها آحاد منتسبيها ممن لهم مشاكلهم الخاصة التي لا يرون انتماءاتهم التنظيمية إلا من خلال مشاكلهم تلك ، أو من أولئك الذين يتمتعون بنصيب وافر من الرؤى الحدية ، أو ذوي الجدل و المناكفات التي تملي عليه بردود فعل لحظية غير مدروسة، أو غرض نفسي يريد من حزبه و تنظيمه أن يتبناه ، فتقف بعض قيادات في الحزب أو التنظيم ليداهن و يتساهل أمام أفراده الذين يصل ببعضهم الحال - على قلتهم - إلى إصدار أحكام غاية في التطرف و هي أن المشروع الظلامي أخف ضررا و أقل (شرا) من علان ، أو من الجهة الفلانية !!
مثل هذه الأصوات المحكومة بردود الأفعال او منافسات الأقران في إطار القواعد و بالرغم من قلتها إلا أنها تحدث تأثيرا و بلبلة و تجر إليها من يتعصب لمناصرتها بحكم الانتماء، فيكون هذا النوع له شلة داخل هذا التنظيم او ذاك الحزب ، وتكون هذه الشاة مضرة بالحزب او التنظيم أكثر من إضرارها بالآخرين، فتشتعل جبهة المناكفات و القصف الإعلامي الذي يظهر المسار الإعلامي في تعز مثلا و كأنه حرب شعواء مدمرة و جبهة ممزقة .
هنا يبرز الدور المطلوب من القيادات السياسية و التنظيمية التي يفرض عليها الواجب الوطني وضع حد لهذا (السفه) الإعلامي المضر بالجميع . و أن يتنادى الجميع لتهديف الأداء الإعلامي نحو العدو المشترك و توجيهه لذلك الامر باستمرار .
من الظلم أن تهدر طاقات وجهود في المعركة الخطأ، ويوم تسير في المكان الخطأ فمعنى ذلك أن المستفيد الوحيد هم أصحاب المشروع الظلامي .