2017-12-25 الساعة 02:08م
نجحت قوات الجيش الوطني من استكمال تحرير ما تبقى من قرى ومناطق مديرية بيحان غرب محافظة شبوة والانتقال إلى محافظة البيضاء وتحرير مديرية النعمان أولى مديرياتها .
كل هذا جاء بفضل الله ثم بفضل استمرار القيادة في مواصلة المعركة ضد المليشيا وعدم الاكتفاء بتحرير مركز مديرية بيحان (مدينة العليا) يوم الجمعة الماضية وترك المليشيا في الجبال المتاخمة له من الغرب والجنوب .
خيار موصلة المعركة ضد المليشيا نجح في طردها كلياً من محافظة شبوة ونقل المعارك إلى محافظة البيضاء، كونه لم يترك للمليشيا الفرصة الكافية لاستعادة ترتيب صفوفها وإنشاء خطوط دفاعية لها عن محافظة البيضاء في الأودية والجبال والقرى التي بقيت تحت سيطرتها على مشارف مدينة بيحان العليا .
وبالانتصار العظيم الذي حققه رجال الجيش والمقاومة اليوم الأحد أثبت قدرتهم على استعادة محافظة البيضاء عسكرياً كونه كشف مدى قوتهم العسكرية وجدارتهم في القتال، كما كشف في المقابل مدى ضعف وهشاشة معسكر المليشيا الانقلابية، ليكون ذلك عامل من عوامل إمكانية استعادة محافظة البيضاء خلال فترة وجيزة .
يضاف إلى ذلك الخسارة العسكرية الكبيرة التي تعرضت لها مليشا الحوثي في مديريتي عسيلان وبيحان بشبوة، خلال معركة الجمعة التي انطلقت بشكل مفاجئ بالنسبة للمليشيا استطاعت قوات الجيش من خلاله فرض حصار مطبق على كافة قوات المليشيا في المديرتين ولم تسمح لأي قوة عسكرية بشرية أو عتاد عسكري تابع للمليشيا من الانسحاب، ما يعني ان المليشيا فقدت قوة جبهة عسكرية مكتملة الأركان والعدة والعتاد كانت تشغل جغرافيا واسعة ولم يعد منها ولو جزء بسيط كي تعيد ترتيبه كخط دفاع عن محافظة البيضاء .
بعد ان فقدت مليشيا الحوثي كافة قوتها البشرية وعتادها العسكري في محافظة شبوة وجدت نفسها أمام إعادة بناء من الصفر لقوة عسكرية مكتملة الأركان لتسد الثغرة بدلاً عن تلك القوة التي هلكت في شبوة .
لو أن مليشيا الحوثي في محافظة شبوة وجدت الفرصة للانسحاب من مديريتي عسيلان وبيحان إلى محافظة شبوة بعتادها العسكري لاستطاعت ان تضع خط دفاع أول عن محافظة البيضاء .
مليشيا الحوثي في الوقت الآني أصبحت تعاني كثيراً من الضعف الكبير في الجانب العسكري بعد استنزفتها كافة الجبهات، ويوجد لديها ما هو أهم من الجبهة الشرقية التي ترى بأنها الأبعد عنها والأقل خطراً على كيانها، ولا جدوى من خوض معارك فيها والدفاع عنها والاستماتة فيها بعد فقدان شبوة، ووجود ما هو أهم من البيضاء لدى المليشيا سيكون عامل آخر من عوامل قد تعجل باستعادة البيضاء .
مليشيا الحوثي تتخذ من محافظة البيضاء منطقة عبور إلى محافظة شبوة التي كانت من خلالها تستقبل الأسلحة المهربة القادمة من إيران عبر الساحل الشرقي للبلاد، وبعد طردها منها لم تعد هناك أي أهمية لمحافظة البيضاء التي استنزفتها كثيراً على مدى أكثر من 3 سنوات .
ومن الاسباب أيضاً التي ستعجل بتحرير البعض عدم قدرة المليشيا على السيطرة على كافة مناطق المحافظة وإخماد مقاومة الداخل، والتي لا زالت تقاوم بشراسة واستطاعت ان تكبد المليشيا خسائر كبيرة جداً في الأرواح والعتاد .
لا توجد هناك أي سيطرة محكمة للمليشيا على محافظة البيضاء سوى على الطرق والمدن، نتيجة مقاومة الداخل التي تقارعها في أكثر من مديرية، وهو ما سيساعد على امكانية استعادة البيضاء بشكل سريع وبتكلفة أقل مما قد يمكن قوله .
ولا ننسى ان لطيران التحالف دور كبير في استنزاف مليشيا الحوثي ونسف كل تعزيزاتها التي كانت تصل تباعاً إلى مشارف مديرية بيحان من محافظة البيضاء عبر عقبة القنذع حاولت المليشيا من خلالها استعادة ترتيب صفوفها وتشكيل اول نواة لخط دفاعها الأول عن محافظة البيضاء، إلا أن ضربات التحالف وقوات الجيش تمكنت من القضاء عليها وتبديد كل احلامها، مما جعلها تؤمن انها تحتاج إلى قوة هائلة كلتك التي فقدتها في بيحان وعسيلان .