2018-01-02 الساعة 01:25م
المراحل الاستثنائية في حياة الشعوب و تاريخ الأمم هي الفرازة الحقيقية للقيادات التاريخية لأن القيادة في الظروف الطبيعة قد يتقنها الكثير و يستطيع ايا كان التعاطي مع مقتضياتها أن امتلك أبجديات الإدارة و أسس القيادة لكنها في الأوقات الصعبة امتياز حصري للعظماء من احلاس الرجال و دهات العصر إلا أن السلوك الإنساني الراقي مع الخصوم في ظروف الحرب و عقب الصراعات السياسية و العسكرية الطويلة على السلطة و الحكم هي امتياز حصري لفئة قليلة و نادرة تتربع على قمة هرم المنظومة الأخلاقية و الوطنية و الانسانية دون منازع ،
الفريق الركن / علي محسن صالح نائب رئيس الجمهورية نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أحد هؤلاء القلة النادرة نتفق أو نختلف مع الرجل سواء كنا من غلاة محبيه أو عتاة مبغضيه فبقراءة منصفة لتاريخه السياسي و الوطني الطويل و مراقبة سلوكه الإنساني الحافل بكرم اليمني الأصيل نجد أنه يملك أكثر من غيرة براءة وطنية عالية الامتياز في التعاطي الإنساني و الوطني لا يجيدها ألكثير في الساحة الوطنية و المساحة الزمنية التاريخية الحديثة ،
لم تكن صفة التسامح الوطني و السمو الإنساني إلا أحد تجليات تلك الشخصية و التي بسبب هذا السلوك الراقي يتعرض للنقد بين الفينة و الأخرى من الاضداد فعند ما تضيق الدنيا في وجه أي طرف سياسي وطني تعرض لنكبة تاريخية و ظلم وقتي مفرط من أي طرف نجد أن المظلوم و المضطهد سياسيا أو عسكريا يؤمم وجهته شطر هذا الكريم المحسن و شواهد التاريخ الوطني الحديث لهذا العطاء الإنساني للرجل كثيرة لا تتسع المساحة هنا لسردها لكن القلم التحليلي و التشخيصي المنصف له أن يقف عند آخر هذه الأحداث المتمثل فيما تعرضت له قيادات و ناشطي و منتسبي المؤتمر الشعبي العام من ظلم و تعسف و اجتثاث مادي و معنوي ،
هنا جاء الدور الإنساني و الوطني المسؤول للفريق محسن فاحتضن المتضررين و فتح صدره و فؤاده و قلبه لتلك القيادات لم تؤثر فيه أو تقيد من مسؤوليته الوطنية مواقف بعض تلك القيادات ضده و ناصبته العداء دون أسباب وجيهة ،
سمى على حظوظ النفس و قدم منظومة القيم الوطنية و الانسانية التي يؤمن بها
فضمد جراح الوطن و وجه البوصلة نحو الخيارات الوطنية المتمثلة باستعادة الدولة و عودة الشرعية و بناء المنظومة السياسية الوطنية و إعادة اللحمة الوطنية و تجسير روابط السلم الاجتماعي من موقع المسؤولية و القدرة على الفعل ،
أن يتعرض هذا السلوك الوطني للنقد و التجريح هو لعمري تطفيف و تصادم واضح و جلي مع مجموعة السلوك الإنساني الذي تجمع علية كل قيم و أديان السماء و تغن به فلاسفة الأرض و عشاق القيم اي ضير في التسامح الذي هو جوهر الدين و أحد محاور النبوة كيف تكون فضيلة العفو و المعروف و اسداء الخير محل نقد و تجريح انه سلوك يحتاج إلى إعادة نظر خصوصا من أولئك الذين يظنون أنهم يحسنون صنعا أو من يملكون نوايا حسنة و يقعون تحت تأثير آلة الدجل و أهواء النفس ،
ينبغي أن لا تنسينا أنانيات الأنفس و وسوسة شياطين البشر الانحياز للقيم الأسمى و الارقى في حياة الإنسانية
حفظ الله اليمن من كل سوء و مكروه ،،،