تعظيم سلام لـ " شرطة أمن تعز"
لم يكن اليوم عادياً في تاريخ العمل الأمني بتعز ، بل كان استثنائياً بكل المقاييس ، إذ فيه تخرّجت الدفعة الثانية من شرطة الدوريات وأمن الطرق وعددهم 300 فرد ، بالإضافة الى سرية مهام خاصة .
كان لي الشرف بحضور حفل التخرج ، وهناك وقف الجميع إجلالاً وتقديراً لجهود قطبي هذا الإنجاز ( مدير عام شرطة تعز العميد منصور الأكحلي ، وقائد شرطة الدوريات وامن الطرق العقيد محمد مهيوب الجندي )
وعكس العرض المهيب الذي ظهرت به القوات الامنية الروح المعنوية العالية التي تتمتع به هذه القوات ، ومستوى التدريب والتأهيل العالي الذي تلقته في هذه المرحلة ، كما أرسلت رسائل ايجابية وتطمينية لابناء تعز بعودة قوية لمؤسسات الدولة الرسمية بقدرات نوعية .
على صعيد جهد المؤسسة فقد عبرّ هذا الانجاز عن كم هائل من الجهد والمعاناة والصبر لأجل استعادة روح العمل الأمني وبسط هيبة الدولة عبر المؤسسة الأمنية بمختلف تشكيلاتها ، والتي تمس في مجملها حياة المواطن بشكل مباشر .
الذي لا يمكن انكاره أن المؤسسة الامنية شهدت في عهد العميد/ الأكحلي نقلة نوعية على أصعدة عدة من البناء المؤسسي والاداري والتدريب المهاري والتخصصي والامني ، بالاضافة إلى تنفيذ مهام ميدانية بكفاءة واقتدار ، ونجاح وتميز في الاداء ، شهد بها الجميع ، كما استطاع بحنكة من توفير بعض الامكانيات اللازمة لتسيير العمل وتنفيذ المهام ، وشمل ذلك الأطقم العسكرية ، والاسلحة المتوسطة والخفيفة ، وإعادة الترميم للمؤسسات والمباني الامنية ، وعلى الصعيد الإداري تمكن من بناء قاعدة بيانات للأفراد والتشكيلات الأمنية و أوجد إرشيفاً شاملاً سواءً للأفراد أوللقضايا والمعالجات الأمنية المختلفة .
بحسب ما أعلم فإن العميد/ الأكحلي سخر جهداً ومالا ووقتاً غير عادياً لاعادة البناء ، وبجهود ذاتية بحتة ، وبمتابعة مستمرة للجهات المعنية ، ولكل مجتهد نصيب .
إن إعادة بناء هذه المؤسسة الامنية الخدمية من الصفر بعد أن دمرها الانقلاب المليشاوي لم يقتصر على جانب دون آخر ، بل شمل مختلف الفروع الامنية والإدارت الخدمية التي تتبع شرطة امن تعز ، ومن ذلك الاحوال الشخصية والسجل المدني ، وإدارة الجوازات ، و البحث الجنائي ، و شرطة السير "المرور سابقاً" ، والامن العام ، وقوات الامن الخاصة "الامن المركزي سابقا" ، و شرطة الدوريات وأمن الطرقات "النجدة سابقاً" .
كشهادة للتاريخ فقد كنا إلى ما قبل عشرة اشهر تقريباً لانستطيع توفير طقم شرطة للدوريات الامنية ، وكنا نغطي عجز الامن من قوات الجيش ، اليوم اصبح الأمن مؤسسة قائمة بذاتها ، بل ومساندة للجيش في مهامه، وقادرة على تنفيذ المهام الامنية الداخلية ، ليتفرغ الجيش لمهامه السيادية الذي أنشئ لأجلها .
ولأجل الإنصاف أكثر ، ومما الحظه وأعيشه فإن العميد/ الاكحلي رجلا عملياً يؤثر الصمت ، وينجز بعيداً عن الاضواء وحب الظهور ومرض الزعامة الفارغة ، وعلى الصعيد الشخصي تجده متواضعاً وسهلاً وقريباً من الناس، يتواصل به كل اصحاب القضايا والحاجات فيجدون فيه ولديه حلا لقضاياهم ..ا
رغم كل هذه الديناميكية -وكعادة الناجحين- تتناوش الرجل بين الفينة والأخرى أقلام حاقدة ، وأنفس مريضة تحاول التقليل من حجم البناء والانجاز الذي حققه ، وتود لو تمحي بصماته وماقام به في مجال العمل الامني ، ويسوأها انه لا يمكن تجاوزه حين الحديث عن استعادة المؤسسات وانهاء الانقلاب بتعز ، ويؤلمها أن التاريخ سيسجل دوره باحرف من نور تعتز به الاجيال ويكون نبراسا وقدوة لكل الوطنيين الشرفاء الاحرار .
قناعتي الراسخة وخلاصة خلاصتي من تجربتي ويمكنكم القياس عليها ، أننا في تعز نملك نوعين من المسؤولين و القيادات :
النوع الاول ، يعمل للظهور الاعلامي وليتحدث عنه الاعلام فقط ، وكل انتصاراته وكل انجازاته ومنجزاته حديث اعلام وكفى .
والنوع الاخر ، يتحدث عن اعماله الميدان ، ويشهد لانجازته الواقع العملي على الارض ، ومع ذلك لا يسلم من أنفس السوء ، ومواقع الارتزاق ، واقلام الارتهان .
عقيد/عبدالباسط البحر
السبت27/ 10 / 2018 م