2015-05-08 الساعة 02:12ص
تقتضي السياسة أن تتعامل حركة الحوثي إيجابيا مع الدعوات الى هدنة إنسانية حتى لأسباب ودوافع دعائية وإعلامية على الأقل. أي حتى ولو كانت لاتريد، هي نفسها، هدنة كهذه لأي أسباب تخصها.
لكن ، لأنها حركة دينية ، طهرانية، يقينية، وخلاصية.
فالأفكار المتلقاة والملقنة لأعضائها ، من مثل: عصمة القائد، المؤيد إلهيا.. اليماني الممهد لظهور المهدي... الخ. تجعلها لاتلقي بالا للسياسة ولاتعبأ بها، إذ تستمر راكضة ، لاتلوي على شيئ ، ولاتتوقف عند شيئ، كمن يركض الى حتفه.
فالنصر ، إن حصل، تأييد إلهي . والهزيمة إن حلت ، إبتلاء ومؤامرة وخذلان، تضاف الى رصيد " المظلومية " المتراكمة عبر العصور، مايعزز نظرة تراجيدية للتاريخ، تجعل الهزيمة، بشكلها المأساوي ، معادلة للنصر.
الأفكار المتلقاة والملقنة هي ، في التحليل الأخير، عوائق " معرفية " تعطل ملكة التفكير والمراجعة والنقد " الذاتي " . فبقدر ماهي وسيلة ناجعة للتعبئة والتحشيد إبتداء ، تصبح وسيلة أكثر نجاعة للتقييد والتكبيل إنتهاء. لهذا ، على مايبدو ، يتم الإعتماد على الأطفال والمراهقين، خصوصا، في جبهات القتال.
***
وفقا لماركيز : " المتعجرفون ، الذين يعرفون كل شيئ، ولاتراودهم الشكوك ، يتلقون صدمات مروعة ويموتون بفعلها ".