2015-06-08 الساعة 02:43ص
عمليا، ووفقا لمؤشرات عديدة، تتعامل الأطراف الدولية الأكثر تأثيرا مع الأزمة اليمنية، لا على أنها أزمة بين " شرعية " و " إنقلاب " ، كما يظن ويأمل الكثير من حسني النوايا، بل على أساس أنها بين دعاة الإقليمين ودعاة الستة الأقاليم.
ومن المتوقع أن تتمحور مفاوضات جنيف، على الرغم من كل مايقال، حول هذا أساسا، فضلا عن جهود الإغاثة.
والملاحظ أن " جبهة هادي " تشهد إرتباكا شديدا بين مختلف مكوناتها.
وهو ارتباك ناجم عن إلتباس مؤسس على إختلاف هذه المكونات حول الموقف من مسألة الأقلمة ذاتها، من جهة.
وعلى الخلط بين مسائل الأقلمة والشرعية والموقف من " الإنقلاب" من جهة أخرى.
مايفسر الشلل البادي بوضوح، وافتقاد روح المبادرة لدى هذه الجبهة، بمختلف مكوناتها.
فضلا عن موقفها الموارب، المتردد، والمتخاذل تجاه " المقاومة الشعبية" في المحافظات.
ويبدو أن الأقلمة هي الطعم الذي ستخترق به جبهة هادي في جنيف، في جولة أولى أو حتى ثانية، بغية تفكيك وحدتها " الظاهرية " المتمترسة حول المرجعيات وشرط تنفيذ قرار مجلس الآمن الآخير.
خاصة إذا ما أستمر الوضع على ماهو عليه، دون حدوث متغيرات على الأرض، بفعل تأثير لاعبين محليين أو إقليميين، تتفارق مواقفهما، بدرجة أو بأخرى، مع مواقف الأطراف الدولية الأكثر تأثيرا تلك.