2015-07-03 الساعة 02:27ص
من يبحث عن تشخيص للمشكلة اليمنية، سيدرك حقائق مؤلمة ترتب المأساة منذ زمن، والحقائق تظل حقائق راسخة، ولو تجاهلها نجوم الشاشات الفضية خلال احاديثهم القشرية عن الشأن اليمني.
فلنعترف بفشل النظام الجمهوري اليمني طيلة نصف قرن في تحصين الوطن المهدور من خطر مليشيات الإمامة، وتغلغل الجماعات الإرهابية، والتدخلات الإستعمارية .
ما تعيشه بلدنا من حروب عدمية، وكوارث إنسانية، وتدخلات خارجية نتيجة نصف قرن من ضياع الذات الوطنية بسبب اداء أطراف الصراع والحروب، وإرتهانهم لحسابات الخارج .
تناقش نخب الخواء واقع اليمن بسطحية تعبر عن جهلهم بأداء سلطة العصابة خلال العقود الماضية، وتسبب ذلك بفشل النظام الجمهوري - ممثلا بحكوماته المتعاقبة-في اخراج البلد من مستنقعات الماضي، والإنطلاق نحو المستقبل بمؤسسات دولة قادرة تحقيق تطلعات الشعب .
نصف قرن من اللاستقرار، عجز خلالها النطام الجمهوري عن القيام بواجباته جراء الصراعات في شطري اليمن قبل 22 مايو 1990 وتجذريهم للمشكلة اليمنية، وافسحوا الطريق لعودة مشاريع ما قبل الدولة الى البلاد.
ومثّل إنقلاب عصابة 7/7 على دولة الوحدة صيف 1994 بداية الشتظي الوطني المرعب، وعلى هوامش المأساة تنامت الإصفافات الطائفية، والجهوية، والإفسادية في البلد.
لقد تعمدت العصابة إدارة البلد بالأزمات، وتفجير الحروب، ورعاية جماعات الإرهاب بسبب حاجتهم - الزعيم وأركان نظامه - لإذكاء الصراع من خلال حروب صعدة على خلفية مساعي صالح للإنفراد بالحكم، وتحقيق حلمه بتوريث البلد لإبنه من بعده.
كما مثلت مبادرة وأد ثورة 11فبراير 2011 لعنة سياسية عمت البلد، وتوجت كارثة الوفاق بإنقلاب تحالف (صالح/الحوثي) على العملية السياسية، ومن ينقب عن خفايا تحالفهم يكتشف حقائق صادمة حول طبيعة تحالفات قوى النفوذ داخل عصابة الهضبة .
وللأسف، ألتهمت الحرب الراهنة مكتسبات النضال السلمي بعدما تجسدت الإرادة اليمنية بأبهى صوره في ثورة 11 فبراير 2011، والثورة ضد مليشيات عصابة الأمر الواقع آواخر 2014 وبداية 2015.
وبعيدا عن النهاية المتوقعة لهذه الحرب الإنتقامية، لن تتعافى البلد من لعنة الرصاص، واللافت في كل مقترحات الحل السياسي ابقاء فتيل الحرب بيد ذات قوى الصراع والنفوذ.
يقول شاعر اليمن المرحوم عبدالله البردوني في قصيده « كانوا رجالاً» :
بــلادنــا كــانــت ، وأبـطـالـنا
كـانوا رجـالا قـبل أن يحكموا
يـقال : كـانوا فـهماء الـحمى
والـيـوم لا يـنـوون أن يـفـهموا
ثـاروا صـباح الـقصف لكنهم
يوم انتصار الثورة استسلموا
وبــعــد عـــام غــيـروا لـونـهـم
وبـعـد أيّــام نـسوا مـن هـموا