أهم الأخبار
سامي غالب

سامي غالب

المغامرة الحوثية تغرق في عدن

2015-07-15 الساعة 02:34ص

المغامرة الحوثية في عدن، أم الحواضر في اليمن والجزيرة والخليج، بدأت في رحلة الغرق في مياه خليج عدن كما هو متوقع منذ اليوم الأول لاقتحام قوات تحالف الحرب المحلي لبعض مديريات عدن.

ما كان أغنى الحوثيين وحلفائهم عن هذا النزيف في الدم والوطنية والأخلاق والسياسة! 3 أشهر من التدمير والتقتيل في هذه المدينة الساحرة التي تستحق ان تسكن حدقات العيون لا فوهات البنادق.

الحوثيون يندحرون جزيئا في عدن. ما من مفاجأة حتى الآن. اليمن تغير كثيرا خلال العقدين الماضيين. والسيطرة عليه لا تتأتى من مجرد اعلان "البيان رقم 1" من إذاعة هنا أو هناك. والمغامرة الحوثية ليست منبتة الصلة عن مسار وسياسات ومناورات واستراتيجيات في الاقليم والعالم.

واندحار تحالف الحرب المحلي في مدينة عدن متغير كبير في الحرب الداخلية، وما استتبعها من حرب سعودية_ عربية لدعم "الشرعية" في اليمن.

هناك فرحة عارمة في عدن. لا أحد يماري فيها.. فتحالف الحرب المحلي لم يدخل عدن إلا بدعاوى الحق والتحكم والتسلط والتفرد. وإلا بروحية الاستعلاء والاستقواء بالسلاح؛ سلاح الدولة الذي صار سلاحا ميليشياويا جراء الانقلاب على الشرعية الدستورية (التوافقية). وإلا باستسهال اقتحام المدن التي يستنكف أهلها حمل السلاح ويستهجنون "التبجح" به والعربدة بفضله في الشوارع العتيقة التي تجهل الجماعات المسلحة أية كنوز تستبطنها وأية معان تجسدها لأهليها.

الفرحة عارمة في عدن، عدن التي لما تتحرر كليا بعد، من "المستعمر البلدي"! إذ أن الحرية الناجزة تتحقق ساعة انسداد آخر فوهة بندقية ومدفع ودبابة في "عين اليمن" ثم في "كل اليمن".

على طرفي التحالف الحرب المحلي، الحوثيون وصالح، قراءة اللحظة جيدا، قراءة الفرح العارم (الذي يضع حدا لأية ادعاءات عن حلفاء جنوبيين او حيثية شعبية لحربهما المدمرة في عدن) وقراءة التحول النوعي في مسار الحرب، حربهما التي اضطرت المدنيين والمسالمين وكارهي السلاح إلى الانتظام في طوابير "المقاومة" انتصارا للكرامة، الوطنية و"المحلية" والشخصية.

القراءة أولا. ومن ثم المراجعة والتراجع من أجل الجند والشباب المجيشين ضد أبناء بلدهم باسم الحق في السلطة والحق في احتكار "الوطنية" والحق في استحلال "اليمن" بدعاوى دينية أو "وحدوية".

عدن تنتصر، يقول العدنيون والجتوبيون التي كانت هذه المدينة عاصمتهم السياسية (عاصمة الجنوب السياسي).

عدن تنتصر، يقول اليمنيون الذين يقاتلون تحالف الحرب المحلي في محافظات يمنية أخرى. عدن تنتصر، يقول كل يمني، وغير يمني، أحبَ هذه المدينة واستطاب سكناها وأستعذب ثقافتها وتحضر اهلها.

عدن ستنتصر إذا انتصر "المقاومون"، قوات نظامية ولجان شعبية، لروحها وتاريخها ومدنيتها وعبقريتها التي استعصى على "الحاربين" فك شفرتها.

عدن تنتصر إذ توفر لمن انتهبها ودمر معالمها وروع اهلها، فرصة للتراجع انطلاقا منها، التراجع عن لغة القوة وسياسات الإخضاع قبل التراجع من المكان، فهل يتشبثون بالفرصة، من أجلهم هم لا من أجل أي طرف آخر؟

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص