أهم الأخبار
ياسين التميمي

ياسين التميمي

غرفة نوم الديكتاتور المنكسر!

2015-08-17 الساعة 06:43م

 

جزء كبير من أجندة الثورة المضادة، كانت إهانة وإذلال الذين قادوا ثورة الحادي عشر من فبراير 2011 المباركة، أو مَن دعموها أو أيدوها أو وقفوا إلى جانبها أو مولوها.. تجلت عملية الإذلال هذه في دخول البيوت وإطلاق قطعان الثورة المضادة ليعبثوا فيها وفي أدق تفاصيلها وليلتقطوا الصور التذكارية في غرف النوم.

كان الأستاذ محمد قحطان، القيادي في التجمع اليمني للإصلاح قد هدد  في لحظة عنفوان ثوري بأن الثوار قادرون على الوصول إلى غرفة نوم المخلوع صالح، وكان للحظة التهديد تلك ظروفها وملابساتها ودواعيها..

وكان بوسع هذا القيادي النبيل، أن يقتحم دار الرئاسة ويدخل غرفة نوم المخلوع، عندما كان الموج الهادر من البشر لا تحده حدود ولا تصده قوة مهما بلغت، لكنه لم يفعل، لأنه رجل يتمع بأخلاق عالية، مثله مثل بقية الثوار الذين كانوا يتطلعون فقط إلى إنهاء الوضع السيئ الذي تمر به البلاد، بدليل أنهم منحوا المخلوع حصانة ما كان يستحقها، إلى أن خلع هذه الحصانة بيده ورجله وقالها واضحة، "أنا قاتل وخائن لا أستحق هذه الحصانة".

خطط المخلوع بمعية مليشيا الحوثي وزعيمها الإمامي الأرعن عبد الملك الحوثي، للثورة المضادة ونفذوها بإشراف إيراني مقيت، وحدث ما حدث فقد أعلنوا الحرب على اليمن، وحركوا كتائبهم من المعسكرات وعززوها بالمقاتلين من محيط صنعاء وخاضوا حرباً أهلية عبثية بشعة، أكلت الأخضر واليابس، ومن ضمن ما أكلته أو عصفت به مشروعهم السياسي المناطقي الطائفي ذاته.

دارت الدائرة عليهم، وحقق مدنيو عدن وتعز انتصارات مذهلة، على هذه الكتائب المدججة بالسلاح، توكلوا على الله وعلى إرادتهم الصلبة وقاوموا ببسالة حتى أسقطوا هذا المشروع الطائفي المقيت.

انكسر المخلوع صالح والحوثيون من حيث أعتقدوا أنهم أقوياء، وهزموا وتشتت شملهم وتبعثرت قواهم، ودُمر كلُّ شيئ كانوا يعتقدون أنه عماد قوتهم وسطوتهم ونفوذهم..

دخل شباب المناضل والسياسي المحنك محمد قحطان قصر المخلوع صالح في تعز، وهو لا يقل أبهة وفخامة وثراء عن قصره في الكميم بصنعاء، كلاهما بنفس المستوى، حتى في الرمزية، فتعز بالنسبة له مهمة كصنعاء بحساب النفوذ والسطوة والسيطرة.

لكن الشباب المقاتلين الأطهار الذين يدينون بالولاء والمحبة للأستاذ محمد قحطان لم يدخلوا غرف نوم المخلوع ولم يعبثوا بأثاثه ولم ينهبوه أبداً، كان بوسعهم أن يفعلوا ذلك ولن يلومهم أحد بعد كل القتل الذي أحدثه مقاتلوا المخلوع وزبانيته ومرتزقته في تعز وأبنائها.

حان الوقت الآن لتفهم أيها الديكتاتور المنكسر المهزوم أن هناك بوناً شاسعاً بينك وبين الأستاذ محمد قحطان، ومنظومة القيم التي يمثلها ويجسدها هو ورجاله. علماً بأن رجال محمد قحطان ليسوا أولئك الذين يقاتلون في تعز فقط، بل أيضاً الذين وقفوا ضدك من صعدة إلى عدن، هؤلاء هم رجاله موجودون في كل قبيلة وعشيرة وقرية ومدينة، تحكمهم منظومة قيم واحدة وانتماء وطني واحد وهوية واحدة.

سارعتَ إلى وصف اقتحام قصرك المنيف في تعز بأنه عمل طائفي، لماذا تصفه بالعمل الطائفي، إنه ليس كذلك، هم دخلوا باحة هذا القصر، وكلهم يقين أنهم دخلوا منشأة رئاسية بامتياز كانت مختطفة وليثبتوا لك أنك هزمت وفشلت، لكنهم لم يكونوا معنيين بدخول غرف نومك والعبث بالملابس الخاصة لعائلتك، هذا عمل سيئ ومقيت وغير مقبول، ولن يقدم عليه هؤلاء الفتية المخلصون الذين قاتلوا في تعز من  أجل اليمن، وليس من أجل المنطقة والانتماء الجهوي الذي تغرق فيه أنت وزبانيتك حتى الآذان.

لقد حان الوقت لكي تأمر زبانيتك بإطلاق سراح الأستاذ محمد قحطان، كما أمرتهم أن يقتحموا منزله ويدخلوا غرفة نومه ويلتقطون صوراً تذكارية فيها..أعرف أنك لا تقيم أي اعتبار للقيم وللفضيلة وللشرف.. تباً لك.. المجد للأستاذ محمد قحطان..  

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص