2015-11-08 الساعة 10:17م
نبأ وصلنا كالصاعقة، قرأته وهول الفاجعة يخرس لساني، وما أقسى رحيل سياسي يمني بهذا الحجم..
نبأ فاجعاً لي في عام المواجع و الفواجع:" وفاة عبدالكريم الإرياني بعد صراع مرير مع المرض".
كان داهية في العمل السياسي وإدارة الدولة، ويعد أحد أبرز الساسة اليمنيين في العقود الماضية.
يحضى الإرياني بثقة وتقدير مختلف القوى السياسية في البلد، ولديه نفوذ واسع داخل حزب المؤتمر، ولطالما ظل نقطة توازن في سنوات الصراع السياسي بين اللقاء المشترك والمؤتمر.
وعندما خرجنا بثورة سلمية ربيع 2011 ضد زعيم حزبه كان لديه موقف مشرف ومنحاز لثورة التغيير رغم مآخذه على وأد مشروع ثورة 11 فبراير من قبل العصابة.
كنا نلتقي بالإرياني خلال الثورة، وبعدها أثناء الحوار في مرحلة الوفاق، تحدث لنا بدهاء سياسي محنك حول كافة القضايا.
بعد سقوط عمران واجتياح العاصمة صنعاء رفض الدكتور عبدالكريم الإرياني أن يدنس تاريخه بمساندة الإنقلاب، وشكل مع قيادات مؤتمرية أخرى جناح سياسي منحاز للدولة ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي.
وجد المخلوع نفسه في مأزق كبير بسبب وقوف الإرياني مع شرعية الدولة، ولهذا شنت وسائل إعلامه حملة شتائم سافلة بحق الرجل تؤكد شعور الإنقلاب بخسارة سياسي موثوق لدى عديد من دوائر صناعة القرار في الدول الغربية.
برحيل الدكتور عبد الكريم الإرياني خسرت اليمن قيادياً فذاً وعنوانا للعمل السياسي في بلدنا المنكوبة منذ سنوات طويلة بعصابة من القتلة واللصوص والمفسدين.
وداعاً إيها السياسي الفذ..
وداعاً إيها المعلم الفاضل..
وداعاً إيها اليمني الكبير في زمن الأقزام.
وداعاً دكتور اليمن الملوث بالساسة الجهلة.