2015-02-06 الساعة 03:45م
دأبتْ على: بث سمومها داخل الجسد اليمني، وضرب نسيجة الاجتماعي، وخلخلة وتفكيك تماسكه وتوحده، واختلاق الفتن، والسعي الى خلق حالة من الاحتراب الداخلي، والفتنة، وساهمت كثيرا بل كانت الواجهة لكثير من الحروب، وباركتْ كل خطوة تدفع بالوطن الى الهاوية..
كان هذا بعض ما "غرفته" لكم من التهم التي حملها بيان اللجان الشعبية التابعة لجماعة الحوثي والذي بررت فيه قيامها باقتحام وإغلاق صحيفتي "أخبار اليوم" و"الشموع" الليلة. وحين تفرغ من قراءة التهم الكثيرة الواردة في البيان، فإن أول شيء ستشعر به هو أن هذه التهم موجهة إلى ميليشيا مسلحة وليس الى صحيفة ورقية!
ومن المفاجئ جداً أنه موجه من ميليشيا مسلحة الى صحيفة ورقية!
"وحرصا على المصلحة الوطنية واللحمة الداخلية- يقول البيان- سارعت (اللجان الشعبية) الى إنجاز ما كان يتمناه الكثيرين المحبين لوطنهم ومجتمعهم وانتظروه كثيرا"، وأيش هو هذا الذي كان يتمناه الكثيرون من المحبين لوطنهم ومجتمعهم والذي انتظروه كثيراً؟ إغلاق صحيفتي "أخبار اليوم" و"الشموع" طبعاً! ليش طيب؟ يجيبكم البيان قائلاً: "بإعتبار تلك الصحف والوسائل الاعلامية تعد جزءا أساسيا من مخطط جر اليمن الى حالة اللا استقرار والاحتقان الدائم".
بربكم، بماذا يمكن أن نعلِّق؟
إذا كانت صحيفتان ورقيتان تشكلان كل هذا الخطر، فكيف يمكننا وصف خطر ميليشيا الحوثي نفسها؟
دعوا هذا السؤال جانباً!
وركِّزوا على كلمة "إنجاز" في الفقرة السابقة!
جماعة الحوثي قد تكون أول قوة في التاريخ تعتبر إغلاق صحيفتين "إنجازاً"! أغلب الأنظمة القمعية تصفه بـ"العمل الإضطراري". لكن، جماعة الحوثي... ماذا نقول؟ كل ما يمكننا قوله في هذا الخصوص، هو: اللهم لا ترينا ولا تري هذا البلد المزيد من إنجازات الحوثي! اللهم احفظنا من إنجازات الحوثي! اللهم نجّنا من إنجازات الحوثي! اللهم يا مجيب دعوة المضطر إذا دعاك "خارِجنا" من إنجازات الحوثي! (اللي يحب يواصل الدعاء، لا ضير).
بيان اللجان الشعبية تحفة، وما يدهشك أكثر أنه مكتوب "بمزاج" و"مخمخة". اللي كتبه حرص على أن "يتفنّن" في كتابته، ومن الواضح أن كاتبه يتمتع بحسّ أدبي ما، وأنه من هواة "الجماليات الشعرية". خذوا مثلاً اشتغاله على مفردات "الشموع" و"الذوبان" و"الإضاءة" في هذه الفقرة:
"ذلك الإعلام الأصفر والأسود المتمثل في أخبار اليوم والشموع التي ذابت في مشاريع الفتنة وأصبحت من يضيء لمشاريع أعداء اليمن التفتيتية طريقها وتريد أن تذيب معها اليمنيين في براثن تلك المشاريع".
أخشى أن يتم إدخال بيانات اللجان الشعبية ضمن نصوص الأدب المقررة على طلاب المدارس!