2015-11-26 الساعة 10:37م
القرار 2216 مخرج النجاة الوحيد المتوفر راهنا لحقن دماء اليمنيين واستعادة التوافق
رطانات "الشرعجية" وطنطنات "الثورجية" ستدفعان اليمن إلى حضيض الاقتتال الاهلي !
القتال في اليمن هو في الأساس اقتتال بين يمنيين بصرف النظر عن الأحكام القيمية والتعصبات والتحيزات السياسية والاستقطابات الحادة التي تحفر صدوعا في الأرض وأخاديد في الوجدان.
الاقتتال يمني_ يمني. والقتلى يمنيون. والضحايا المدنيون هم يمنيون من صعدة إلى عدن. من يحمل ذرة ولاء لهذا "اليمن" الذي يتنازعونه، لن يبدد أية فرصة توقف هذه الحرب الأهلية اليمنية _ الاقليمية.
هذه، أساسا، حرب داخلية بين اليمنيين.
لكنها، أيضا، حرب على "اليمن":
_ هي حرب سعودية على "الدولة الحاجز"؛
_ وحرب إيرانية، بالوكالة، من أجل "مركز الحراسة _ أو التغلغل_ المتقدم" في جنوب السعودية.
ليس مهما تصورات كل طرف من أطراف الحرب عن نفسه وعن "الآخر الجواني" اليمني.
ليس مهما ما يقوله أي طرف محلي عن نفسه وعن استقلالية قراره وعن "السيادة" التي يحرسها و"الشرعية" التي يتخندق داخلها أو يتمترس وراءها أو يحارب من أجل استردادها.
المهم، الآن، أن هناك فرصة لوقف الحرب وإحلال السلم من خلال التحضيرات الجارية ل"جنيف 2". وأن مآلات هذه الحرب _ أيا تكن دوافع وأهداف اطرافها، يمنيين وعربا_ لن تكون صفرية كما هو واضح بعد 9 أشهر من اندلاعها. والحكمة تلزم هذه الأطراف باستثمار التوافق الدولي في مجلس الأمن والمسارعة إلى تنفيذ بنود القرار 2216 قبل أن تتخذ هذه الحرب طورا أكثر بدائية ووحشية.
القرار الدولي هو مخرج من الحرب فقط.
لكن السلام يتطلب ما هو أكثر من قرار دولي.
يتطلب إرادة وطنية تسمو على الغرائز والأحقاد والثأرات والصغائر.
يتطلب تصورا متكاملا لبناء السلام واستعادة التوافق واستنقاذ الكيان الوطني لليمنيين.
***
هذه الحرب أراقت دماء غزيرة.
من الفاجع ان يستمر المحتربون في اجترار شعارات وعناوين أظهرت المرحلة الانتقالية ثم هذه الحرب الكارثية، أنها لن تتنزل على "جغرافيا" اليمن أبدا_ اليمن الكبير أقصد_ سواء تدثرت بلبوس "الشرعية" أو تشدقت بدعاوى "الثورية".
خرافات السلطة الانتقالية والمسيرة الحوثية ليس لها محل من "اليمن": لا بالرطانة "الشرعجية" ولا بالطنطنة "الثورجية".
من صفحة الكاتب على فيسبوك