الهوية الوطنية التي تتشكل في مأرب

زرت أمس قبر شقيقي الشهيد عمر في مقبرة الشهداء بمارب.

كم هو موجع أن تقف على قبر أخيك الذي كنت تظن أنه من سيقف يوما هذا الموقف على قبرك لا أنت.

موجع ومؤلم وانت تقف على ساحة كبيرة يرقد فيها خيرة وأطهر وأشجع شباب اليمن ورجالاتها الذين قتلتهم يد حقد وعنصرية واجرام لصوص بني هاشم ..

ماهو لافت أن اسماء وألقاب الشهداء المكتوبة على قبورهم تكشف ان الشهداء ينتمون إلى كل اليمن.

رأيت أسماء لشهداء من مارب والجوف وصنعاء وذمار والحديدة وتعز وريمة والضالع وحجة وصعده وشبوه وإب وعمران... الخ.

رأيت كثير من أصدقائي ومعاريفي وقد اصبحوا اسما في جدارية تشعرك بالألم والوجع العميق.

جمعهم هنا الألم والبحث عن وطن فقط.

المدينة ايضا شوارعها ممتلئة باليمنيين من كل منطقة.

من مدنيين وعسكريين وحزبيين ومستقلين ونخبة وعوام وباعة ونازحين ...

يشعرون جميعا بالوطن الذي يقبل ابناءه ..

رغم انها مقبرة .. لكنها لوحة تكشف كيف وزعت الامامة جرمها بين كل اليمنيين وكيف تلاقت جهودهم في مواجهتها.

قصص الشهداء يجب ان تدون للتاريخ .. وهذه المقبرة وغيرها من مراقد الشهداء يفترض ان يتم الاهتمام بها لتتحول لمتاحف ومحطات تحفيز لليمنيين ليقولوا لأجيالهم:

من هنا مرت اﻹمامة .. وهنا ولدت الجمهورية.

رحم الله كل الشهداء.