2016-01-03 الساعة 11:59ص
حين سقطت الدولة اليمنية بيد الميلشيا كان اليمنيون أمام كارثة مخيفة ولكنهم لم يداهمهم اليأس من استعادة دولتهم والبحث عن طرق بديلة بعد أن تسليم الميلشيا كل ادوات وامكانات الدولة لتقتل بها المواطنين.
انخرط اليمنيون طوعا في حركات مقاومة واحتجاج متعددة رغم القهر الذي فرضه اللصوص ابرز وجوه تلك المقاومة هي المقاومة المسلحة.
غاب غالبية رجالات الدولة وتركوا مواقعهم وخان الكثير منهم واجبه لكن الشعب لم يستسلم.
في مرحلة لاحقة بدأت بعض الافعال والجهود الشعبية تتشكل في كيانات ناظمة لها تنسق جهودها وتشكلت في أكثر من محافظة ما سمي "مجالس مقاومة".
حين انهيار الدول تبرز الجماعات والحركات والجهود الشعبية المسلحة في الواجهة وتتطور لتصبح كيانات مسلحة ذات هياكل وتفرض لنفسها صلاحيات ومهام تختلف من بلد وزمن إلى اخر.
اخطر ما تمثله هذه المرحلة في اي بلد هو تحول الجماعات المسلحة التي تكون متعددة الى سلطات امر واقع لا تجمعها قيادة او لائحة موحدة تسفر عن صراعات صلاحيات بينية وبروز تجارة الجريمة وامراء الحروب كما يحصل مثلا في بعض الدول الافريقية.
في الحالة اليمنية هناك متغير رئيس في المعادلة هو أن السلطات الرسمية التي انهارت في مواجهة الصدمة والمؤامرة تمكنت من استعادة هيكلها واثر تدخل التحالف العربي تمكنت السلطات من الحفاظ على شرعيتها القانونية والدبلوماسية كممثل وحيد للبلد توازيا مع خطوات تأسيس جيش يمني جديد يتبع الحكومة الشرعية التي تمكنت من تحرير مناطق يمنية والانطلاق منها لتحرير بقية البلاد.
قد نختلف مع السلطة الرسمية ونجد لها مثالب واخفاقات كثيرة، لكنها يجب ان تظل هي المسؤولة والممثلة الوحيدة ويجب المحافظة عليها.
الواجب اليوم هو دمج تشكيلات المقاومة بالمؤسسة العسكرية والامنية الرسمية وتنسيق الجهود بين الجهاز الحكومي المدني والعسكري لانجاح المقاومة وبناء مؤسسة أمنية حديثة.
تجربة التكامل القائمة في محافظة مارب بين السلطات المحلية ممثلة بمحافظ المحافظة والسلطات العسكرية ممثلة بقيادة المنطقة هي جديرة بالاستفادة منها في المحافظات الاخرى.
وبدلا من الاستغراق في انشاء مجالس وكيانات اجتماعية ومدنية خارج الهرم الرسمي للدولة فالمهم هو ايصال المقاومة فكرة وجسما الى مؤسسات الدولة وحماية المؤسسات الوطنية من اختراق العصابات السلالية والمناطقية التي تشكل الدولة العميقة والتي برزت اثارها في الية تسليم البلاد لعصابات غاشمة بكل سلاسة وهدوء.
التحية واجبة ومستحقة لكل المقاومين الشرفاء مدنيين وعسكريين، وهم يسطرون اروع صفحات النضال ويرسمون بقطرات دماءهم وعرقهم في المتارس لوحة اليمن الاجمل بإذن الله.