أهم الأخبار
إيران تتهم الولايات المتحدة بالتواطؤ في الهجمات الإسرائيلية عليهاإطلاق خمسة صواريخ من المحويت.. الحوثيون يشاركون في الرد الإيراني على إسرائيلقراءة أولية في الضربة الإسرائيلية المركبة: تصفية النخبة.. وتآكل الردع.. وانكشاف القوة الإيرانية… فماذا بعد؟"سام" تعزز حضورها الدولي عبر المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدةالسفارة الأميركية في جيبوتي ترفض طلبات فيزا لليمنيين بينهم أقارب لمواطنين أميركيينقائد القيادة المركزية الأمريكية: قتلنا خبير حوثي في الطيران المسيّر بالعراق ولم نتمكن من تدمير قدرات الجماعة كما حدث مع حزب اللهمن الوديعة إلى عرفات ثم مدينة الرسول والعودة.. رحلة إيمانية تُجسد الوفاء السعودي لتضحيات أبطال اليمناليمن في اجتماع مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية: نطالب إيران بالكف عن سلوكها المزعزع لأمننا واستقرارناالسعودي بـ690 ريالًا.. العملة الوطنية تسجل أدنى قيمة لها على الإطلاق مقابل العملات الأجنبيةكتيبة الحماية بمنفذ الوديعة تعلن ضبط مليون قرص مخدر كانت في طريقها من صنعاء إلى السعودية
هائل سلام

هائل سلام

عن الحياد المغشوش والمحايد الغشاش

2016-01-08 الساعة 06:35م

الحياد بمعنى اللاموقف، مفهوم دائما، ومبرر غالبا.

لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ولا يكلف الناس بما يشق عليهم ويوقعهم في الضيق والحرج

 

مثلما أن من حقك أن تنحاز فمن حق الآخر أن يلزم الحياد، من باب أولى.

وكذا الحال بالنسبة للحياد، بمعنى الإنحياز لموقف جديد، ثالث، في صراع بين طرفين.

 

هناك ضبابية واضحة في تحديد وضبط المفاهيم ومن بينها، وعلى رأسها - بالنظر إلى الجدل الدائر حاليا - مفهوم الحياد.

معظم المنشورات الناقدة للحياد، تنتقده بمعناه العام، في حين أن دافعها، على نحو مايظهر من خلال الرصد والتدقيق، نقد المواقف المخادعة للبعض، تلك التي تضمر إنحيازا لطرف ما، ولكنها تتلفع بالحياد أو تتقنع به، في سعيها الدائب لتسمية الأشياء بغير أسمائها، وغالبا بعكس أسمائها، فتسيئ لنفسها وللحياد، كحق مكفول، وموقف يحترم.

ما يستثير حفائظ الناقدين، حسبما أفهم، ليس الحياد الحقيقي، بل الحياد الزائف، وليس المحايد الفعلي بل المحايد الغشاش، أي ذاك الذي يتقنع بالحياد ليخدع الناس ويستغفلهم، فيما يخفي إنحيازا متسترا، ساما، وأشد خطورة من الإنحياز المعلن بوضوح.

 

***

وهو يصف حادث الإعتداء الغادر عليه، حدثني العزيز نبيل سبيع، ضاحكا وساخرا رغم ألمه، عن كافة التفاصيل، لكنه توقف فجأة عن الضحك وهو يسرد تفصيل صغير، معبرا بأسى عن إستيائه فقط من " المفارع " الذي أقبل مهرولا أثناء الإعتداء عليه، صائحا في المعتدين :

مالكم عليه .. ماتشتوا به.. اتركوه.. ريحوا لكم منه، فإذا به يباشره، هو نفسه، بضربات أشد وأنكى مما فعل من ظن أنه سيفرع له منهم.

 

***

الحرباويون المتلونون، أدعياء الحياد - وليس المحايدون حقا - هم من يستثير الغضب والمقت، وهم الجديرون بالنقد والكشف والفضح.

 

المحايد حقا، متسق مع ذاته، مقتنع بموقفه، وليس لديه ما يخفيه، فلا يعبأ بسخرية مجردة، ولا يأبه بنقد عام.

 

عكس المحايد زيفا " المحايد الغشاش" فلأن لديه ما يخفيه، يلسعه النقد - وان كان عاما ومجردا - يشعره بالتعري والإنكشاف، ويستثير حفيظته، كما لو أنه هو، شخصيا، المستهدف المقصود.

لا شيئ يربك المخادع أكثر من إفهامه بأنك تفهمه.

هكذا أفهم، مثلما أفهم أن لي مطلق الحرية في الإنحياز أو في الحياد، ولكن ليس في الإستغفال والتدليس والتحايل والخداع.

* من صفحة الكاتب على الفيس بوك

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص