أهم الأخبار
رداد السلامي

رداد السلامي

ما الذي على السعودية أن تفهمه؟!

2016-01-24 الساعة 03:54م

تحتاج السعودية إلى الوعي بمكر الأمريكيين وعدم الاستسلام لطمأنتهم التي تهدف إلى تخديرهم بكونها معهم حتى لا يعملوا على حيازة أسباب القوة الذاتية ومنها بالطبع سلاح الردع النووي .

يجب أن لا ينسى السعوديون أن الأمريكيين وأوروبا هم من رفعوا العقوبات عن إيران لتخفيف وطأة المقاطعة العربية لهم وتحقيق نظرية "التوازن السلبي المتوتر " .

الليبراليون السعوديون والعرب ككل يدينون بالولاء المطلق للفكر الليبرالي الامريكي وهم عامل سلبي في المواجهة الفكرية مع ايران كون الليبرالية تنطوي على ذات الأفكار التي ينطوي عليها فكر التشيع المتعة والحريّة الجنسية والاباحية وتهجين القيم والكثير من الانحرافات القيمية والأخلاقية التي يحفل بها الفكر الليبرالي وتنسجم مع فكر التشيع ،كما أن الليبراليون سواء كانوا قوميون أو يساريون يجيدون صنع الخلافات بين قيادة المملكة والتيارات الاسلامية المسيّسة في المنطقة تلك التي تملك استراتيجية مواجهة منظمة ووعي استراتيجي بالتحديات ، بهدف قطع الطريق نحو تكوين تحالفات وثيقة معها تهدف لمواجهة المد الايراني ومسعاه الدؤوب من أجل تشكيل اختراقات في منظومة الفكر الاسلامي واستحداث خارطة ذهنية طائفية تهيأ لتشكيل خارطة جغرافية مقسمة ، تخدم الاجندة الإيرانية وتعمل على تفكيك دول المنطقة وحربنتها من الداخل ونشر الفوضى والارهاب فيها .

قلاع القوة في المواجهة اليوم هي تفعيل التحالف الاسلامي وتأسيس قوة مشتركة لمواجهة التحديات بالتركيز على القضاء على الاٍرهاب الذي تصنعه إيران والقوى الدولية تحت مسميات إسلامية بهدف ضرب الاسلام ذاته وإيجاد المبررات للتدخل في شؤون المنطقة وتمكين إيران من تحقيق لعبة هذه القوى في إعادة رسم المنطقة على نحو أكثر تمزقا واقتتالا .

إن الملاحظ جيدا لما يحدث في العراق أن هناك تحالفا "شيعيا مسيحيا" ملحقا بتواطؤ أميريكي ورضى روسي وأن البعد الديني حاضر أيضا في أحداث القتل والارهاب التي تمارسها هذه الطوائف هناك ويجب عدم تصديق الليبراليين العرب الذين يروّجون لمسألة أن ما يحدث يتمعير وفق المصالح فحسب ، وأن الدين لا يحتل موقعا مركزيا فيما يحدث في المنطقة .

لقد طمست الهوية العربية الاسلامية الحقيقية للعراق وثمة توطين للإيرانيين والمسيحيين بدلا عن العرب السنة ، فيما العرب الشيعة هم حواضن التكاثر الشيعي الايراني الخطير هناك ،العرب السنة في العراق يتناقصون بشكل مخيف .

إن الخليجين بحاجة إلى فهم حقيقة مفادها: أن أميركا لن تكون يوما سوى عدوة للإسلام والامة الاسلامية، وأن ما يحدث في سوريا والعراق هو نتيجة للسياسة الامريكية هناك وأن الأمر لن يتوقف هناك وسيأتي الدور عليها إذ لم تكن دول الخليج وخصوصا السعودية ذكية بما يكفي كي تمتلك القوة اللازمة لمواجهة حقيقية تقلب موازين القوة وتفشل المخططات الرامية لابتلاع المنطقة وتقاسمها .

وعلى السعودية أن تعي جيدا أن تركيا أبرز قوى المنطقة التي يمكن الاعتماد عليها في تحقيق شراكة مواجهة منظمة ومستمرة على كافة الاصعدة والمستويات كونها البلد السني الوحيد الذي يمتلك مؤهلات القوة ويحتاج الى مساندة في تحقيق مواجهة فعالة لمختلف التي التحديات التي تواجهنا كأمة إسلامية جميعا.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص