أهم الأخبار
رداد السلامي

رداد السلامي

أميركا وروسيا تبادل ادوار القوة والهيمنة

2016-02-10 الساعة 05:26م

السياسة الخارجية الامريكية حيال تركيا منذ عام ٢٠٠٢م تأثرت بجملة من المتغيرات الداخلية والإقليمية والدولية كان لها الأثر الأكبر في صياغة توجهاتها بحسب مدى قوة تأثير كل متغير من هذه المتغيرات بها، والموقف المتبلور عنه، والناتج عن تفاعل معطياته وتأثيره في المصالح العليا للسياسة الخارجية الامريكية وأهدافها.

 

تتعامل أميركا بحذر وغموض وعدم ثبات وتقلب في المواقف مع قيادة تركيا الحالية كونها قيادة طموحة وناجحة وتنطلق من هويتها التاريخية الأصيلة التي حققت نهضتها مستفيد من جُملة عناصر قوتها الذاتية والموضوعية المختلفة ، وتريد اميركا بالشراكة مع روسيا ان تعمل على إضعاف تركيا ومنعها من التقدم نحو امتلاك قوتها الذاتية وتحقيق تفاعل إيجابي مع عمقها ومحيطها العربي والإسلامي .

 

وتسعى الى تقوية الدور الايراني مع روسيا لسبب يتعلق في ان روسيا واميركا غير راضيتين عن وجود دولة تركية قوية ومؤثرة ، وغير راضيتين عن كون قيادة تركيا الحالية ذات توجهات نهضوية واسلامية وهو ما أفصح عنه بوتين بعد اسقاط المقاتلة الروسية في اجواء تركيا حين قال ان قيادة تركيا الحالية تسعى الى اسلمة الدولة التركية ..

 

ان حالة التحالف والتضامن الاسلامي ولد لدى روسيا واميركا مخاوف حقيقية فهذه التحالفات استراتيجية وذات توجه اسلامي ودليل عودة حتمية واعية لممارسة دور القيادة العالمية للعالم الاسلامي .

 

يقول كسينجر :"ليس من شأننا .حل قضايا العالم من شأننا الإمساك بخيوط قضايا العالم وإدارة الأزمات وفق ما تتطلبه المصالح القومية .."

 

وهو ما يعني ان عليها ان تستخدم دول المنطقة استخداما يحقق فقط جملة مفهوم "الأمن القومي الامريكي" ولم تعد قادرة على التدخل اكثر لحل ما تعتقد انه يتوجب عليها حلها بنفسها كما كانت تفعل من قبل .

 

بشرط ان لا تخرج دول العالم ومنها منطقة الشرق الأوسط عن التبعية لها .

 

ويمكن القول أن أميركا وروسيا تلعبان لعبة تبادل أدوار القوة في العالم ، فمثلا في منطقتنا أفسحت أميركا لروسيا أن تحل بدلا عنها كما يحدث في سوريا ، وتسعى الى إضعاف دول المنطقة القوية والذاهبة نحو القوة والتأثير كتركيا والسعودية وبقية دول العالم الاسلامي ..

 

ولأن ايران تعمل وفقا لسياسة الإضعاف لدول المنطقة بتبعية مزدوجة لكل من روسيا واميركا فإنها المفضلة الان لدى أميركا وروسيا في هذه المرحلة ولذلك فإنهما يدعمان دورها الفوضوي المضعف لدول المنطقة المركزية وتدخلاتها

 

وزير خارجية فرنسا فابيوس قال أن "روسيا وإيران" متواطئتان بإطالة "وحشية" الأسد وموقف "أمريكا" بشأن عملية السلام غامض وموقفها لا يبدو قويا"

 

إذ لا مشكلة لدى أميركا أن تهيمن روسيا المشكلة والاهم بالنسبة لها أن لا يتمكن العالم الاسلامي من استعادة قدرته على تنظيم ذاته وتوحيد جهوده وتحقيق قوته ...

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص