2016-02-14 الساعة 10:28م
قرأت مقال الاستاذ يحيى الثلايا حول نقده لدعوة الحسن أبكر قائد المقاومة في الجوف وقال عنها كارثية كونها دعوة " للعفو" عن الحوثيين ، لكنها لم تكن كذلك ، وإنما دعوة لمن تورط من ابناء الجوف في دعم الإنقلابيين الحوثيين بالتخلي عن الحوثي والعودة مسالمين الى منازلهم ولهم السلام ولم تكن دعوة للعفو عن الحوثي كمشروع انقلابي واتتقامي وهي من ابجديات الأخلاق في الحروب ، ناهيك عن كونها تعطي المقاومة تفوق أخلاقي وتجسد في اذهان الناس نُبل المشروع الذي تحمله المقاومة وعندما غابت هذه الروح لدى الحوثي سارعت في إتجاهه نحو الإنتكاسة والهزيمة والإنكشاف ..
بإمكاننا قراءة دعوة الشيخ ابكر في نطاق الجوف وحاجتها لتضميد الإحتقان وحبس مشاعر الإنتقام التي تدفع المجتمعات نحو فتح صراع مفتوح يصعب معه التأسيس للحياة لاسيما ونحن في مرحلة تحللت فيها مظاهر الدولة وبالتالي مثل هذه الدعوة تحفظ للمجتمع مصادر تماسكه اضافة الى كونها تعطي المقاومة تفوق اخلاقي ومشروعية خصوصا والمقاومة قد انتقلت الى مرحلة القوة والقدرة وأن تكون المقاومة انتقلت الى موقع القوة والمقدرة فهذا يعطي سماحتها وزنها ووقعها في إصلاح الأفراد العاديين المتورطين مع الحوثي ودعوة المقاومة لا تأتي ضعفاً وإنما سماحة رجل بعد ان انتصر على خصمه وهذا يجعل الفرد المتورط مع الحوثي يخجل ويستحي ويشعر بأن المقاومة التي انتصرت ولم تنتقم من منزله ومنه هي الأعلى والأقوى .
دعوة ابكر لا يمكن فهمها انطلاقا من مخاوفنا وهواجسنا وحساسيتنا تجاه مشروع الحوثي الامامي ، فهذه مسألة تتطلب مزيد من اليقظة والنباهة بحيث يتم التخلص من مورث المشروع الحوثي الإمامي الإنتقامي ، لكن دعوة ابكر تخاطب المجتمع المتنوع من داخله وتجعلنا بحاجة لفهم الحيثيات والتفاصيل التي تعطي مثل هذه الدعوة قيمتها وربما اهميتها .
يوجد تنوع نسبي في الجوف من حيث العرق والمذهب وهذا يحتاج تفوق اخلاقي بعد الانتصار للحيلولة دون الدفع بالكثير من المحسوبين على الحوثي نحو صراع مفتوح يأخذ طابع الانتحار .