2016-02-23 الساعة 06:40م
لو كان علي محسن أعلن ولاءه للحوثيين وأرتبط بالحبل السُري الإيراني، لكان قائدا كبيرا ضمن عصابة الحوافيش.. !
كان يمكن أن يلقب بـ " روح الله" ومدائح المتحوثين لا تتوقف في إحصاء مناقبه بعد "التوبة" ..
أما متحوثي تعز وأدعياء اليسار المتبتلين في محراب سيد العرق والسلالة، فسيعدونه وكيل الإمام الغائب الذي نصر به الله أحفاد النبي !
فعلوا ذلك مع صالح الذي كان يقتل رفاقهم في الساحات، وأصبح لاحقا مخلصهم من
الدواعش !
كل مافي الأمر إنه وفر لهم شكلا من الرضى بالإنتقام لأمراضهم النرجسية وبعدها فليذهب اليمن الى الجحيم!
مادام أنه يخلصهم من عدو شخصي وأيدلوجي إضطهدهم في الساحات، فهو نبي بلا وحي ، وجيفارا آخر لم يحظ فقط بمرافقة كاسترو..!
لقد أصبح صالح، "أيقونة" كثير من المناضلين المزعومين الذين صرخوا كثيرا ضده بلغة زاعقة قبل الثورة، ليس رغبة في الخلاص منه، بل طمعا في جيبه، فسقطوا عند حذائه. بعد الإنتفاضة سكنتهم النقمة من طرف سياسي وواصلوا عروض السيرك ضمن فرقة صالح الحوثي بلغة مخادعة، بينما تعرى بعضهم على الملأ وتحولوا الى أبواق رخيصة لجماعة طائفية وميليشيات تعمل ذراعا لدولة معادية لا تخفي أطماعها وتتبجح باحتلال اليمن !
لكن المشكلة أن أكثر المعارك في هذا البلد لا تدور حول مستقبل اليمن وقضيته المصيرية بل حول شخص أو لافتة، أو هوية فرعية متعصبة.
يمكن للكثيرين أن يغفروا للشيطان إذا كان يعمل بجانبهم، أو تربطهم به صلة أيدلوجية سابقة قبل التحول، وفي نفس الوقت على إستعداد لأن يخسروا البلد برمتها لتحقيق نقمة شخصية أو أيدلوجية...
لو لم يكن لعلي محسن فضلا سوى أنه آخر من قاتل العصابة الإيرانية ودافع عن صنعاء رفقة آحر وحدات جيش وطني ينتمي لكل الأرض اليمنية، لكان جديدرا بالغفران عن كل شيئ..
من هو الشخص القادر في هذه اللحظة على تفكيك شيفرة العصبية المقيتة التي تخنق صنعاء من كل صوب؟
إقرأوا الامور بصورة أعمق من ردة الفعل العاطفية، وستكتشفون في التفاصيل أن البلد بحاجة الآن وليس غدا، للاعب نافذ ومتغلغل في تفاصيل الهضبة، مؤثر وديناميكي يستطيع أن يكون حاسما في تحرير العاصمة.
إعطوني رجلا بمواصفات ناشطي الفيسبوك ، وسنكون معا الى جواره في العالم الإفتراضي، لكننا نريده أن يقود المعركة على الأرض!
أي قائد سيكون مع اليمنيين في إستعادة دولتهم، ومع ما توافقوا عليه جميعا، لتنفيذ مخرجات الحوار وبناء الدولة الإتحادية، فلنكن جميعا في هذه اللحظة الإستثنائية صفا واحدا.
لكننا يجب ان نصرف إهتمامنا بصورة رئيسية الى التركيز على إجراءات بناء مؤسسات الدولة السيادية كالجيش الوطني، وأجهزة الأمن الأخرى. يجب ان تبنى على أسس أحترافية ووطنية، لأنها الضامن للتحول، اليوم أو في المستقبل .. الأشخاص راحلون ..
شخصيا كتبت ضد علي محسن مرارا، منذ 2011 وماقبله، وكنتُ سخرت من قوله ذات مقابلة في 2013 مع صحيفة الشرق الأوسط ، بأنه باق" لأن دوره مطلوب لمواجهة المد الإيراني " !
لقد كان بالفعل آخرالمقاتلين في صنعاء لمواجهة الإجتياح الإيراني بواسطة الميليشيات الطائفية الإرهابية وعصابة المخلوع الإنقلابية.. كان يدرك المخطط وبعيد النظر وكنا عاطفيين أكثر مما ينبغي.
لنكن مع الموقف، وليس مع الشخص، فالحاجة ملحة لأن نعبر الى دولة يمنية إتحادية تنتهي معها سطوة الأشخاص ومراكز النفوذ، وتبني سورا كبيرا لحماية البلد بالمؤسسات الوطنية الراسخة..