أهم الأخبار

الحزب الاشتراكي تطور للخلف.. جولة في عقل محرر الاشتراكي

2020-05-21 الساعة 02:39م (يمن سكاي )

لقد انتظر الحزب الاشتراكي (اليمني) –قبل اعلان موقفه من المجلس الانتقالي الجنوبي -حتى جاءت فتاوي الشيخ هانئ بن بريك بقتل المخالفين سياسيا ودعوته لترامب الامبريالي وبوتين الشيوعي لتطهير صفوف المسلمين من دواعش ابين كالعميد سند الرهوة والصبيحي والزامكي والكازمي والعوبان والقفيش  الذين قدموا من الرياض قبل شهرين وتمركزوا في شقرة بدعم الرجعية والريالات السعودية.هنا فقط تأكد الحزب التقدمي اليمني ان المجلس الانتقالي الجنوب عربي  ليس الا(ثمرة نضال وطني سلمي ووجود سياسي هااام للقضية الجنوبية). بهذا التوصيف السياسي الايدلوجي  يضع محرر الاشتراكي نت حزبه في تناقض مع دعايته التقدمية المدنية على الاقل.متخليا عن مقولاته الثورية وشعاراته التحررية من خلال تمنطقه اليوم بفتوى زعيم (ثمرة النضال السلمي).ومن جهة اخرى يضرب  الحزب بكل تراثه الفكري ونضاله الطويل ضد الاستعمار ومخلفاته- اتحاد الجنوب العربي- يضرب  به عرض الحائط  وهو ينضوي متقزما تحت عباءة حزب رابطة الجنوب العربي.متنكرا ليمنيته  وشعاره التاريخي (بالروح بالدم نفديك يايمن). والحقيقة ان الانسلاخ عن يمنية الحزب  كان سابقا لاعلان (ثمرة النضال السلمي) في ابريل 2017م . حيث كان يكتفي علي منصر ومحمد الحامد بتوقيع بيانات الحزب الاشتراكي وكفى.

وفي تغطية المحرر السياسي للحزب الاشتراكي اليمني لجريمة الاقتتال في ابين مؤخرا حاول ان يعود لنغمة (ستين الف مسرح من الجيش والامن الجنوبي لم تحل مشكلتهم لليوم).بينما يعرف المحرر السياسي قبل غيره ان الستين الفا المشار اليهم هم في الحقيقة مسرحي صراعات الحزب الاشتراكي منذ حرب يناير 86 م وليس مسرحي الطغمة فقط الذي يتباكى عليهم. في تجاهل مريب لمصير عشرات الاف الجنوبيين من شبوة وابين مدنيين وعسكريين شردوا من وظائفهم واعمالهم. ويعلم المحرر السياسي قبل غيره ايضا ان هؤلاء الستين الف عنصر قد تبرعموا خلال ثلاث سنوات مضت ليصبحوا ربع مليون اسم ومرتب وراشن في قوام المنطقة العسكرية الرابعة وربع ترليون ريال سنويا في موازنة الدولة اليمنية.

وفي مخاتلة مفضوحة يحرض المحرر السياسي على  جنود  الجيش الوطني القادمين لعدن من الشمال وحتى العمال البسطاء بوصفهم محتلين ومتفيدين للجنوب.بينما لايقول لابناء الجنوب انه لايزال لليوم يتربع على قيادة الحزب الاشتراكي اليمني كوادر شمالية ويمسكون بمفاصل مؤسساته الاعلامية والتعبوية. ولا يفسر لابناء عدن كيف ان قياداته لليوم تعيش بامان تحت سلطة الحوثي الشمالي الذي ضرب مدينة عدن بالمدفعية الثقيلة وقتل ابناءها بقناصات طارق صالح؟

كما هو ديدن الحزب الاشتراكي في كل مرة ينعي على مؤتمر الحوار الوطني الشامل انه لم يأخذ بمقترحات الحزب بشان تقسيم اليمن لاقليمين فيدراليين بدلا عن ستة (حفاظا على وحدة الجنوب حسب زعمه) ولايخبر الجنوبيين ان قيادة الحزب كانت جزاء اصيلا من مؤتمر الوطني الشامل وعضوية لجنة الدستور الاتحادي اليمني. ورتبت وضعها القيادي في وظائف الدولة المدنية والدبلوماسية وفق هذه الترتيبات السياسية التي تدعي براتها منها اليوم. ومن المفارقات العجيبة انه يدعي تمثيل ابناء الجنوب ويدعو لوحدته الاقليمية في مواجهة المشروع الوطني الاتحادي. بينما يقف متمترسا خلف اربع مديريات بمحافظة لحج ضدا على ارادة الجنوبيين في حضرموت وشبوة والمهره وسقطرى وعدن.ويبرر لجحافل القرية حشد احزمتها الامنية لمحاربة ابناء ابين في ارضهم وبين اهلهم.

وفي تزييف للوقائع المعاشة يحمل المحرر الاشتراكي الحكومة المطرودة من عدن تبعات غرق المدينة في الاوبئة.دونما اعتبار لذاكرة العدنيين واحترام لعقولهم ومؤاساة لجراحهم وكل ابناء عدن يعرفون ان ادارة (ثمرة النضال السلمي التقدمي) الذاتية هي التي تقف مانعا لاي حضور للدولة وقد سطت على كل موارد الدولة والبنك المركزي في سلوك مليشياوي لايليق الا بقطاع الطرق. كما يحمل الحكومة تبعات الانفلات الامني وهو يعلم ان الحكومة لاياتمر بامرها جندي واحد في مدينة عدن منذ اغسطس الماضي ومستمرة في صرف مرتباتهم كل شهر حتى لايتحولون الى عصابات نهب منظمة تحت ادارة ( ثمرة النضال السلمي التقدمي).

واخيرا ينسى المحرر الاشتراكي ان حشر الحزب الاشتراكي اليمني بنضاله الطويل وتاريخه الناصع وقياداته التاريخية منذ اعلان الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل قبل ستون عاما .حشر كل هذا التاريخ من النضال الذي يحمل في كل منعرجاته اسماء كبيرة-كقحطان وفيصل عبداللطيف وسالمين وناصر وعنتر وفتاح وهيثم ومصلح وشائع ومحسن وغيرهم – ان حشر كل ذلك التراث وتقزيمة في زاوية ضيقة ضمت (كائنات لزجة) من بقايا مرتزقة رابطة الجفري وشيوخ المدخلية الجامية المشوهة امثال هانئ بن بريك. ليس صفحة عار في تاريخ الحزب فحسب .بل انها الغام متفجرة في مستقبل كوادر الحزب وطبقته المثقفة –فان اخرة المحنش للحنش- فعلى قيادة الحزب ان تفكر بعقل وشعور من ضمير لتنقذ نفسها -قبل تاريخها ومستقبل اجيالها من- من هذا المنحدر السحيق قبل ان يكون مصيرها مصير صالح مع حلفاءه من الحوثيين.

ان هذه الكائنات اللزجة لاتؤمن بالوطن ولا الوطنية ولا ترى في العمل السياسي المدني الا فقاسة للكفر والطاغوتية بحسب افكارها القروسطية المتكلسة.وسرعان ماتنفجر هذه البالونات بين يدي من يظن انه يلعب بها.ان لغة التفاهم معها منعدمة من حيث انها ترى في الحزب الاشتراكي اليمني سليل الحركة المدنية الديمقراطية وطليعة الماركسية التي يجب اجتثاثها من جذورها.ان الحزب يقامر بتحالفه مع هذه الكائنات ويبتعد عن القوى الوطنية المدنية التي تشارك معها نضال نصف قرن في سبيل الحرية والديمقراطية والوحدة الوطنية. اما اليمنيون فسيمضون في مشروع احرار سبتمبر واكتوبر لبناء اليمن الديمقراطي الاتحادي.مستلهمين كل تراث الحركة الوطنية اليمنية من كل مشاربها السياسية.غير عابهين بكل الخيانات والعثرات ولا مكترثين للمؤامرات مهما كان مصدرها وعظم كيد ممولها.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص