أهم الأخبار
العميد علي محمود يامن

العميد علي محمود يامن

الرئيس العليمي عوامل القوة وأهم التحديات

2024-03-18 الساعة 02:34م

 

 

الكتابة عن رئيس الجمهورية  تنطوي على قدر من المخاطرة في توثيق المعلومة او دقة التحليل خصوصا في ظل اللحظة  التاريخية الراهنة المفصلية والحرجة من تاريخ الشعب اليمني العظيم

 

قَلَّيلة هي الكتاباتٌ عن

الدكتور ( رشاد محمد العليمي   )

رئيس مجلس القيادة الرئاسي

 طول عقود من الزمن كان له حضورُ  فاعل  في الحياة السياسية اليمنية ما يصعب على اي كاتب الخوض في تفاصيل هذه الشخصية المحاطة بشيء من الغموض والمتميزة بالذكاء الحاد.

 

كان يطلق عليه الزعيم الراحل / علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الاسبق رحمه الله ( عيسى محمد سيف ) قائد حركة 15 اكتوبر  الناصرية في  العام 1978م  ضد نظام الزعيم ذاته بعد اقل من ثلاثة اشهر على توليه السلطة وذلك التشبيه من حيث الدهاء والطموح والقدرات وتشرب الفكر الناصري .

 

 سمحت لي لقاءات عابرة  من الاحتكاك بالرجل والوقوف على بعض تفاصيل عن عمق شخصيته  ومدى قدرته الواسعة في التاثير والاقناع وكسب المؤيدين له

 

فترة  وجوده في نظام الرئيس السابق  عبدربه منصور هادي

 

كان الأجدر بقيادة المؤتمر الشعبي العام الذي تنازعته مشارب شتى والعمل ضمن

 

مستشاري الرئيس لاستعاد ك  الدولة       والمساهمة  في    انجاح مهام الدولة ، 

 

 ساحاول ان اكتب عنه بحدٍ معقولٍ ومقبولٍ من الموضوعيةٍ والإنصافٍ بصرفِ النظر عن مستويات الاختلاف أو الاتفاق معه.

 

لابد أن يكون الكاتب  محايداً ونزيهاً، قدر الإمكان، وان يتسم بالموضوعية وقدر معقول من الاحترافية في التحليل .

 

الرئيس العليمي  أحد آخر الساسة الكبار  والقيادات الوازنة في منظومة المؤتمر الشعبي العام وطلائع المؤسسين للحركة  الناصرية اليمنية والشخصية اليمنية ذات العمق الاجتماعي في قلب الجغرافية اليمنية الرابطة بين المحافظات شمالا وجنوبا

تحتاج الكتابة عنه الى زوايا نظر متعددة  نظرا لموقعه اليوم كرئيس لمجلس القيادة الرئاسي

يعول عليه الشعب اليمني  العبور باليمن من النفق المظلم الى رحابة استعادة ألدولة وترسيخ النظام الجمهوري وبناء ألدولة الاتحادية المنشودة في المقام الاول

 وبوصفه شخصيةً عامةً، وطنية وإنسانية ، وسياسية في تاريخ اليمن المعاصر .

 

    

 

تعد  تجربته  منذ عقودِ، مثاراً

للاعجاب خصوصا في قدرته على التوازن الدقيق في العلاقات وتعامله الاكثر دهاءً واتزان مع كل القوى السياسية والاجتماعية الوطنية

  احد زوايا النظر الى  الرجل انه سياسُ مثقف انحاز الى البعد السياسي العميق في  علاقاته وتحركاته  ، وايضا مثقفاً عضوياً مهماً ابحر في عالم السياسة والاجتماع سلوكا وممارسة دراسة وبحث .

 

يملك رصيد  من الخبرات اكتسبها من داخل اليمن وخارجه، اتاحتها له فترات الدراسة والتأهيل في الكويت والقاهرة وتجربة العمل في اكثر من محافظة وعلى مستويات مختلفة من المواقع القيادية والتنظيمية في المستويات المتوسطة والعليا للدولة اليمنية . 

 

،  يجمع الرجل بين المنهج الأكاديمي الذي تعلمه في الخارج، والتنشأه السياسية والاجتماعية التي تربى عليها  في الواقع اليمني  وعززها بالخبرات والعلوم العسكرية والامنية والقانونية .

 

تحتاج الكتابة عنه الى  فهم طبيعة ومنهج تفكير وخبراته الطويلة في العمل في دواليب الدولة واستنتاج المآلات التي يمكنه من خلالها حل معضلة القضية الوطنية التي نعايشها اليوم بكل تعقيداتها ومآسيها وارتداداتها الداخلية والخارجية .

 

 

 

الحديث معه يعطيك انطباعا عن  مثقفٌ أكاديمي ورجل دولة ، يذهب إلى    عمق النظر في القضايا  السياسية والاجتماعية الوطنية باقتدار

 

 بِتشبث الرجل بمشروع  "الدولة.

الاتحادية  الذي توافق عليها. اليمنين في مؤتمر  الحوار الوطني الشامل

قادر على الإمساك بطرفٍ من الفكر أولاً ، ومن صلابة الموقف العسكري والسياسي ثانياً، ثم الديبلوماسية في التعامل مع المحيط  ثالثاً.

 

 

 

من أهم  المحطات التاريخية والسياسية   التي يمكن الوقوف عليها في مسيرة الرجل  أنه كان  على  قدر عالي من  من الدهاء والحكمة. في التعامل

.

واخر واهم تلك المحطات مواجهة الانقلاب والتمرد الحوثي منذو بدايته الاولى في صعدة منذو الحرب الاولى وحتى مرحلة تسليم العاصمة 

وقد روى لي  الصحفي المخضرم والسياسي الحصيف علي الجرادي اثناء احد زياراته الى الرياض قبل تولي

الدكتور رشاد العليمي  الرئاسة

عن انطباعات جيدة عن الدكتور وادراكه المبكر  ووعيه  لخطورة الفكر الامامي الكهنوتي ولخطر المليشيات الحوثية الطائفية على الدولة اليمنية وانه وجه بطباعة

كتاب خيوط الظلام

لعبدالفتاح البتول

في مطابع وزارة الداخلية عندما كان وزيرا للداخلية بطلب من الاستاذ علي الجرادي واسهب الجرادي في الحديث عن قدرات واتزان الدكتور وانه رجل دولة وسياسي محنك في كلام طويل لا تتسع له المساحة التحريرية هنا

 

واتذكر هنا ان كتاب الزهر والحجر للكاتب عادل الأحمدي قد طبع ايضا في مطابع وزارة الداخلية.

 

يملك الرجل عددا من عوامل  القوة واسباب  النجاح اهمها الاتي :

 

اولاً:

القدرات والسمات الشخصية

القيادية والعقلية المتميزة بالذكاء والفهم العالي  والدهاء العميق والثقة بالنفس التي تؤهله لاستقطاب اذكى وافضل القيادات للعمل ضمن فريقه والاستفادة من الطاقات الفاعلة

 

ثانياً :

الخبرات العسكرية والامنية والسياسية والاجتماعية  التراكمية والطويلة من خلال مشاركته الفاعلة في السلطة في العديد من المجالات والمواقع  والتاهيل العلمي والاكاديمي العالي والارضية المعرفية الممتازة

 

ثالثاً :

 

ميل القوة السياسية والاجتماعية الوطنية وخصوصا التجمع اليمني للاصلاح الى التحالف مع القيادة العليا للدولة لتحقيق نجاحات للمشروع الوطني الجامع والاستفادة من قدرات واخلاص قيادة الاصلاح في التحالفات وضعفهم في ادرة المشهد السياسي منفردين او التصدي للقيادة المباشرة .

 

رابعاً :

 

عدالة القضية الوطنية التي تحارب من اجلها الشرعية ومعها كل القوى الوطنية والاقليمية المدركة لخطر توسع النفوذ الشيعي ومقاومة سيطرته على اليمن

 

 

خامساً :

 

 منظومة العلاقات الدولية الجيدة للرئيس وخصوصا مع قيادة المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والعلاقات الداخلية الجيدة مع معظم القوى السياسية والفاعلين الوطنين وعدم وجود اي فيتو عليه من القوى الرئيسية في المجتمع  قلة  الخصومات مع القوى الوطنية  وهو ما يقلل اعاقة  مساعيه للنجاح في ادارة الدولة

 

سادساً :

الارتكاز على القوى الاجتماعية والثقل السكاني والاجتماعي العميق شمالا وجنوبا كحاضنة اجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية وطنية حاملة للمشروع الوطني

 

 

 

يحيط بالرئيس جملة من التحديات تشكل عوائق حقيقة تحد من نجاحه في ادارة الدولة والانتقال باليمن الى الاستقرار الكامل واستئناف الحياة السياسية واعادة الاعمار وتحقيق تنمية مستدامة ورفاه اقتصادي واهمها الاتي :

 

اولاً :

 

وجود تشكيلات عسكرية خارج سيطرة الرئيس ولا تخضع لوزارة الدفاع ورئاسة هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة وتتنازعها ولاءات متعددة وتخضع لسيطرة اطراف متفرقة باجندات مختلفةً ومتباينة في بعض الاحيان

 

ثانياً:

قيود وتعذر حالة  التوافق داخل مجلس القيادة الرئاسي  ما يعطل اتخاذ قرارات جوهرية وضرورية لتوحيد مؤسسات الدولة وتجفيف منابع الفساد واعداد الدولة بكامل مؤسساتها لاستعادة الدولة ودحر الانقلاب وازالة اثاره الكارثية على اليمن

 

ثالثاً :

اعتماد الرئيس على سياسة التوازنات وارضاء الاطراف والحذر في اتخاذ القرارات والتأني الزائد يوخر المبادرة ويفقد صانع القرار الاستفادة من الزمن الذي يعد احد عوامل النصر واحد اسباب الفشل في آن واحد .

 

رابعاً :

تاخير تحرير تعز التي تعد المخزون البشري  لليمن والجغرافيا الحاكمة والمؤثرة شمالا وجنوبا ورافد الاقتصاد الوطني الاهم بالنسبة للقطاع الخاص باعتبار تعز في نظر الكاتب نصف المشكلة اليمنية في حال انقسامها وكل الحل ان توحدت حول الخيار الوطني الجامع .

 

خامساً :

 

ضعف الادوات التي تحت سيطرة وإمرة الرئيس العسكرية منها والمدنية السياسية والاقتصادية والاعلامية وتوزعها على شركاء مجلس القيادة الرئاسي ما يفقدها فاعليتها وتاثيرها نتيجة تشتت الجهود وتصادم الاجندات .

 

سادساُ :

عدم وجود حالة من الاستقرار السياسي والاقتصادي ووحدة القرار وتواجد الدولة وخدماتها بادارة وارادة موحدة في مناطق تواجد الشرعية لتخلق نموذج ضاغط لاسقاط المليشيات

 

سابعاً :

 

التركة الثقيلة التي ورثها الرئيس من سلفه من التعيينات الهشة والركيكة التي عطلت فاعلية وقوة دواليب الدولة واصابتها بالترهل والعجز والفساد وانعدام الانجاز .

 

 

 

يحتاج الرئيس  الى عدد من الخطوات والاجراءات والفعل السياسي لتخطي المعوقات والعمل بفاعلية وارادة جمعية لاعادة بناء الدولة والنظام السياسي وتحقيق سيطرت الدولة وانهاء الانقلاب سلما او حربا حسب تعبيره الى الاتي :

 

اولاً :

 

اتخاذ خطوات جريئة ومفصلية لتوحيد جميع التشكيلات العسكرية بمعاير وطنية علمية في القوات المسلحة اليمنية واعادة بناء الجيش وفق اسس صحيحة وفقا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل

 

ثانياً :

 

العمل بوتيرة عالية على تحرير محافظة تعز لتشكل نقطة انطلاق لتحرير العاصمة صنعاء وميناء الحديدة  والاستفادة من الثقل  البشري والاقتصادي والسياسي

لمحافظة تعز وافقاد المليشيات هذا الثقل المهم

 

ثالثاً :

ايجاد ادوات قوية ووازنة عسكرية واعلامية وفي مختلف المجالات والاستفادة من الكوادر والكفاءات القوية والمخلصة التي تحقق نجاحات حقيقية وانجازات ملموسة وفاعلة في بنية النظام الاداري للدولة  تكون تحت امرة وتصرف رئيس الجمهورية

 

رابعاً:

 

تشكيل جبهة وطنية عريضة عابرة للاحزاب والتكتلات السياسية والمناطقية تكون الذراع السياسي لمؤسسة الرئاسة يكون على عاتقها مسؤولية تحرير كامل تراب الجمهورية واستعادة ألدولة وترسيخ الامن والاستقرار وبناء اليمن الاتحادي الديموقراطي المنشود .

 

خامساً :

حشد التاييد الاقليمي والدولي لدعم الاقتصاد اليمني واعادة الاعمار

 

تحتاج اليمن في هذا الظرف التاريخي العصيب الى تكاتف كل القوى الوطنية الفاعلة والمخلصة للبلد الى الالتفاف خلف المشروع الوطني الاتحادي الجامع واستعادة ألدولة بقيادة رئيس الجمهورية وقيادات الدولة المخلصة والقادرة على انجاز النصر العاجل والمستحق لنضال وتضحيات ألشعب اليمني العظيم.

 

حفظ الله اليمن…

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص