أهم الأخبار

جيش وجيوش.. البنادق المشتركة في اليمن (تحقيق)

2021-01-04 الساعة 12:02ص (يمن سكاي - المصدر اونلاين)

قليلة هي الفترات التي كان فيها في اليمن جيش واحد وسلاح واحد، وعندما حدث ذلك -خاصة منذ منتصف التسعينيات- كان الرئيس السابق صالح بدأ بالتمييز بين وحدات القوات المسلحة التي يشغل منصب قائدها الأعلى. تجلى ذلك التمييز الخطير في الحرب ضد المتمردين الحوثيين في صعدة شمال اليمن بين 2004 و2010 وظلت آثار ذلك التمييز توسع الشروخ في جسد المؤسسة العسكرية بينما واصل الحوثيون حربهم ضد الدولة الى أن ابتلعوا عاصمتها وجيشها في 2014.

في تاريخ اليمن الحديث؛ نشأ الجيش في الشمال إبّان ثورة سبتمبر عام 1962 على يد مجموعة من الضباط الاحرار بمساعدة ومساندة الجيش المصري، وفي الجنوب قام الجيش بين ثورة أكتوبر 63-67 على أنقاض جيش الاتحاد في ظل الاستعمار البريطاني وتم دعم بناء الجيش على يد الاتحاد السوفيتي إلى أن جاء إعلان الوحدة اليمنية بين الشطرين عام 1990 وتم توحيد الجيش بأيديولوجيتين مختلفتين، ثمّ، وبدافع المصالح المتضاربة والخلافات السياسية في الأعوام الأولى التي تلت الوحدة؛ انتكست الطموحات ببناء جيش قوي موحد ومهني. واندلعت الحرب في عام 1994 عندما قرر الزعيم علي سالم البيض شريك الوحدة ونائب الرئيس صالح، الانفصال وفك الارتباط. وانتهت الحرب بهزيمة البيض وترسيخ الوحدة، ولكن بثمن كبير مثّل صدعاً رئيسياً، وتعرضت وحدات الجيش الذي دعمت محاولة الانفصال لتهميش وإقصاء وتسريح للآلاف من العسكريين الذين ينتمون للمحافظات الجنوبية.

وفي عام 2004 اندلعت الحرب مع المتمردين الحوثيين في محافظة صعدة أقصى شمال اليمن، وكانت هذه المحطة الأبرز في تاريخ الحروب التي انعكست على الجيش اليمني بشكل أو باخر. وقبل هذه الحرب وبعدها كان الرئيس صالح قد شرع ببناء جيش موازِ بقيادة نجله الأكبر أحمد، بمسمى الحرس الجمهوري، واستأثر ببناء ودعم حديث يقابله اهمال وعدم اهتمام بالجيش كمنظومة واحدة.

كانت الحرب الأولى بين الحوثيين وقوات الحكومة في 18 يونيو 2004، بعد مقتل ثلاثة جنود في مواجهات محدودة بين سلطات الإدارة المحلية في صعدة وأنصار "منتدى الشباب المؤمن". اشتعلت المعارك واستمرت حتى العاشر من سبتمبر 2004من نفس العام عندما تمكنت القوات الحكومية بقيادة -الجنرال علي محسن الأحمر نائب الرئيس الحالي - من الوصول إلى موقع حسين الحوثي وقتلته مع عدد من أنصاره، ثم أعلنت الحكومة وقف القتال.

لم يكن مقتل حسين الحوثي هو النهاية، فقد أعقب ذلك ست جولات من الحرب بين عامي 2004 و 2010. في تلك الحرب اضطلعت قوات الجيش والفرقة الأولى مدرع بدور رئيسي فيما كان ضباط عسكريون يتهمون صالح بالتواطؤ مع الحوثيين سعياً منه لإضعاف الجيش أكثر والتخلص من بعض قياداته المنافسين لنجله احمد وتهيئة الساحة لقوات الحرس الجمهوري.

كان التركيز القوي لصالح ونجله في بناء الحرس الجمهورية كقوة ضاربة وفقاً لمقاييس خاصة بالرئيس وعائلته تثير مخاوف القوى السياسية والفاعلين الرئيسين في البلد بما فيهم ضباط كبار في قيادة الجيش. تلك المخاوف أسهمت بشكل فاعل في اندلاع ثورة فبراير التي انطلقت في فبراير 2011 لمنع صالح من الاتجاه نحو التوريث واحتكار القوة في يد نجله ومقربيه. ومع بداية الاحتجاجات انضم جزء رئيسي من الجيش بقيادة اللواء علي محسن صالح الأحمر الذي كان يومها قائدا للمنطقة العسكرية الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع الى تأييد مطالب الثورة الشعبية لإنهاء حكم "صالح".

 

هيكلة الجيش.. مهمة هادي الأصعب

كانت هيكلة الجيش من ضمن الأولويات الرئيسية للرئيس عبدربه منصور هادي لإنهاء الانقسام وبناء الجيش على أسس وطنية باعتبار ذلك مطلبا أساسيا للشباب في الساحات، وفي الشهر الثاني من توليه السلطة في فبراير 2012 خلفا لصالح بدأ الشروع في الهيكلة، وشكلت فرق لدراسة المقترحات بمشاركة خبراء يمنيين وأجانب. ومع نهاية العام 2012 أصدر هادي قرارات بإعادة تنظيم وهيكلة الجيش وإلغاء تشكيلات عسكرية وعزل قادة كبار في أوسع تغيير يشهده الجيش.

شملت القرارات الهيكل التنظيمي للقوات المسلحة وتم إلغاء مسميات "الحرس الجمهوري" و"الفرقة الأولى مدرع" وأُعيد تقسيم مسرح العمليات بشكل يتجاوز التوزيع المناطقي. والأهم كانت القرارات التي أزاحت المنظومة القيادية العائلية للجيش وخصوصا أبناء الرئيس السابق وأبناء شقيقه وأقاربه الآخرين، مقابل إبعاد اللواء علي محسن الأحمر، وتعيينه مستشاراً للرئيس لشؤون الدفاع والامن، فيما عٌين قائد الحرس الجمهوري أحمد علي صالح سفيراً في الامارات، وقائد القوات الجوية محمد صالح الأحمر مساعدا لوزير الدفاع، وتوزّع أبناء شقيق صالح ما بين ملحقين عسكريين وقيادات ألوية.

واستمرت عملية إعادة لململة الجيش بالتزامن مع الاعداد لمؤتمر الحوار الوطني الذي ناقش عبر فريق رئيسي "بناء الجيش والامن". ووضعت معايير من شأنها ان تفضي الى بناء علمي أكثر دقة وصرامة للمؤسسة العسكرية، قبل أن يعاجلها الحوثيون حبراً، ويستغلون الحالة المتحركة والسائلة للجيش لتمرير انقلابهم.

سيطرة الحوثيين

بينما كانت الهيكلة قد قطعت شوطا لا بأس به واليمنيون بمختلف مشاربهم يناقشون طي مشكلات العقود الماضية، كان الحوثيون، قد بدأوا عملياً بالتوسع انطلاقا من صعدة نحو محافظات حجة والجوف وعمران. ومع سيطرتهم على منطقة حاشد المهمة في عمران، تحركوا باتجاه عاصمة المحافظة القريبة من صنعاء وخاضوا معركة حاسمة مع قوات اللواء 310 الذي كان يقوده العميد حميد القشيبي وهو واحد من أبرز الشخصيات العسكرية المقربة من الجنرال علي محسن الأحمر الذي كان حينها مستشارا للرئيس لشؤون الدفاع والامن.

بعد معركة استمرت نحو 4 أشهر تمكن الحوثيون من اقتحام مدينة عمران واللواء 310 وقتل العميد القشيبي بطريقة وحشية، في تلك اللحظة تعرض الجيش لضربة بالغة في مواجهته مع الحوثيين. وبدا واضحا أن القرار العسكري السيادي يعاني من مشكلة. وثار جدل حينها حول دور الرئيس هادي ووزير دفاعه محمد ناصر أحمد الذي يتهم بالتواطؤ، في حين كان وقوف صالح إلى صف الحوثيين عبر الموالين له في الجيش عامل حاسم في إبطال أي تحرك عسكري فاعل، لخوض المعركة وإنقاذ اللواء 310، فيما قامت وحدات بسيطة بدور غير حاسم في منطقة همدان واطراف عمران.

أثناء معركة عمران كان الفريق محمد المقدشي – وزير الدفاع في حكومة الرئيس هادي- قائدا للمنطقة العسكرية السادسة التي يقع اللواء 310 ضمن قوامها. وفي رده على سؤال المحرر لماذا لم تتم مواجهة الحوثي بحسم من قبل الجيش كـ مؤسسة آنذاك؟ أجاب:

" بعض الخلافات أثرت على المعركة وكان هناك في البدايات من يعتبرها معركة لاتَهُمّ الجيش ويصوّرها حربا بين القبائل والحوثيين، وفي عمران كانوا يقولون هي معركة بين حزب الإصلاح والحوثيين، وهكذا تمكن الحوثي وابتلع البلد".

وأضاف الوزير: "كانوا يصورون للوزير السابق أو يصور لنفسه والآخرين أن هذه حرب بين أحزاب، قلتُ له: إذا كنت تظن أنها حرب بين الإصلاح والحوثي فنحن قوات مسلحة وعلينا أن نحمي الحوثي ونحمي الإصلاح ونمنع هذه الحرب. لكن لا يجب أن ننتظر بينما الجيش يُقتل!"

يضيف وزير الدفاع: "كنا بالفعل بدأنا بحشد قوات ولكن للأسف أن القوات المسلحة بشكل عام لم تتعاون لأن هناك ناس كان لهم أفكار غبية وأصبحوا الآن مطرودين من التاريخ ومن كل شيء".

بعد ثلاثة أشهر تمكن الحوثيون من إسقاط صنعاء بعد مواجهات محدودة لقوات الفرقة الأولى مدرع المحسوبة على محسن وتمكن المبعوث الأممي من ابرام اتفاق "السلم والشراكة" في 22 سبتمبر 2104.

يقول اللواء محسن خصروف رئيس دائرة التوجيه المعنوي السابق في حديث مع "المصدر اونلاين" إن الحوثي لم يكن ليتمكن من اجتياح صنعاء بتلك الطريقة لولا الحرس الجمهوري بإيعاز من صالح ونجله".

بعد الاتفاق عمد الحوثي الى التّموضع بشكل رسمي داخل الجيش وطلب من الرئيس هادي دمج نحو 40 الف من عناصره في الجيش، وفرض تعيين نائبا لرئيس الأركان من المحسوبين عليه زكريا الشامي.

 

ما هو وضع الجيش اليمني اليوم؟

مع سيطرة الحوثيون على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، وتقدمهم مع قوات حليفهم صالح نحو عدن وتعز ومأرب مطلع العام 2015، بدأ موسم هجرة أعداد كبيرة من أفراد وضباط الجيش في شتى الاتجاهات لا سيما شرقا نحو مأرب التي وقفت صامدة أمام زحف الحوثيين. وكانت المقاومة الشعبية مع وحدات قليلة بالمنطقة العسكرية الثالثة قد بدأت في المواجهة مستفيدة من تسليح الألوية التي كانت في مارب مثل اللواء "14 مدرع" بقيادة العميد ركن محسن الداعري، واللواء 312 بقيادة العميد الركن عبدالرب الشدادي واللواء 107 الذي يقوده العميد خالد يسلم، حتى أعلن التحالف العربي تدخله في 26 مارس 2015.

وقد صمدت مجموعة من الألوية العسكرية في وجه قوات الحوثيين وصالح في كل من تعز (اللواء 35) وشكل مع المقاومة الشعبية في المدينة حائط صد منع الحوثيين من التهام المدينة. وكذلك بعض وحدات المنطقة العسكرية الرابعة بقيادة وزير الدفاع محمود الصبيحي وفيصل رجب وناصر هادي والذين تعرضوا للأسر من الحوثيين، وهم يتفقدون القوات التي كان يفترض أن تصد الحوثيين خارج عدن، والتي ما لبثت أن تهاوت، وقتل قائد المنطقة العسكرية الرابعة "علي ناصر هادي" وهو يقاتل على أبواب قيادة المنطقة في التّوّاهي آخر أحياء عدن. وقاتلت وحدات ومجاميع من المواطنين كمقاومة حتى تدخل التحالف على الارض في مايو 2015 وغير المعادلة. وفي الوقت ذاته كان هناك إعداد وتحشيد لوحدات عسكرية جديدة في صحراء العبر بحضرموت – بالقرب من الحدود مع شرورة السعودية لتعزيز جبهة مارب.

وبدأ الجيش بتشكيل خمس وحدات عسكرية هي اللواء 141 بقيادة العميد هاشم الأحمر، واللواء 314 واللواء 21 ميكانيك واللواء 25 واللواء 101مشاه، إضافة الى الوية الجيش في حضرموت والمهرة التي لم تشارك في الحرب، وكثير من الألوية تشكلت في المحافظات الجنوبية، بحسب وزير الدفاع محمد المقدشي والذي كان قد عُيّن رئيساً لأركان الجيش في مايو 2015. وبدأت الشرعية رسميا وضع إطار لإعادة بناء الجيش، وتم تعيين اللواء عبد الرب الشدادي قائدا للمنطقة الثالثة، وعاد الجنرال محسن تدريجيا الى الواجهة بدعم من التحالف كنائب للقائد الأعلى للقوات المسلحة.

في يوليو2015 اجتمع الرئيس هادي بمجلس الدفاع الوطني لأول مرة منذ انقلاب الحوثيين واتخذ قراراً بضم المقاومة الشعبية الى الجيش ودمج أفرادها في القوات المسلحة، يقول وزير الدفاع: "كانت الوية المنطقة الثالثة ومناطق أخرى موجودة ولكن كانت مفرغة من القوة البشرية فاضطررنا لتعزيز بعض الوحدات بعناصر المقاومة الشعبية سواء في المحافظات الجنوبية او في مارب او في الجوف بعد خضوعهم للتدريب الأولى والإجراءات الرسمية".

كانت المنطقة العسكرية الأولى والثانية في حضرموت على حالها ولم تتأثر. فيما أعاد الجيش تشكيل المنطقة العسكرية السابعة في مأرب لتتحرك باتجاه جبال نهم منطقة عملياتها نحو العاصمة صنعاء، والمنطقة السادسة في معسكر الرويك وصحراء الجوف لتنتقل الى مسرح عملياتها في محافظة الجوف عمران وصعدة، والمنطقة الخامسة –بدأت داخل الحدود مع السعودية من مدينة صامطة السعودية ومن ثم انتقلت الى حرض وميدي في محافظة حجة على البحر الاحمر، وشكُلت وحدات بكل المسميات في هيكل الجيش السابق بحسب وزير الدفاع.

وهناك وحدات أخرى أصدر الرئيس هادي قرارات بتشكيلها خارج المسميات السابقة للجيش "نظراً لظروف المعركة، ومعظمها مؤقتة أو تلبي حاجة طارئة أو تتعلق بواقع الحرب، لكنها ترتبط بهيئة الأركان العامة تنظيما وتسليحا" بحسب عميد ركن يعمل في دائرة العمليات بالجيش الوطني.

يبلغ عدد منتسبي الجيش حوالي 320 ألف من مختلف الرتب العسكرية، وفقا لوزير الدفاع. وتعد المنطقة الرابعة (عدن – تعز – لحج _ أبين _ الضالع) هي الأكثر عددا إذ تمثل نسبة "56%" من قوام الجيش، بحسب معلومات حصل عليها المصدر أونلاين من مصدر عسكري مطّلع، تليها في العدد المنطقة الثالثة بنسبة "13.8%" ثم المنطقة الثانية بنسبة "9.5%" ثم المنطقة السابعة بنسبة "6.3%" تليها المنطقة الأولى ثم السادسة والخامسة، فقوات الاحتياط والأخيرة تشكل 1,8 % من قوام الجيش.

المناطق الأقل عددا هي تلك التي تتضاعف في مسرح عملياتها المواجهة مع الحوثيين "السابعة، السادسة، الخامسة، أجزاء من الثالثة، وأجزاء من الرابعة في محوري تعز والضالع.

يتحدث وزير الدفاع للمصدر أونلاين عن تأسيس الجيش: تم في ظل حرب قائمة فلم تكن هناك فترات تدريب وتأهيل كافية، يقول الوزير: " بدأنا ببناء الجيش.. لكن المعارك كما يقال في المثل الدارج "تأكل الأخضر واليابس"، ولم نتمكن من التدريب والتأهيل بالشكل الذي يجب، في البداية كان التدريب والتأهيل قوي ولكن الحاجة مُلحّة للقوة البشرية بسبب ضراوة الحرب وتوسع مسرح العمليات".

حقق الجيش تقدمات كبيرة خلال عامي2015 و2016 على امتداد الجبهات، فقد تمكن الجيش والمقاومة من دحر الحوثيين من أطراف مدينة مارب الى جبال مديرية صرواح غربا 40 كم، وأطراف البيضاء جنوبا، وتحرير محافظة شبوة. فيما تقدمت المنطقة العسكرية السابعة لتسيطر على مساحات واسعة وتصعد جبال نهم شرق العاصمة صنعاء 40 كم. وتقطع امداد الحوثيين نحو محافظة الجوف، وتقدمت المنطقة العسكرية السادسة لتستعيد السيطرة على مدينة الحزم مركز محافظة الجوف وتتقدم في مديريات أخرى وصولا الى المتون والمصلوب شمال عاصمة الجوف.

ويتحدث اللواء محسن خصروف عن عملية بناء الجيش الذي كان أحد الفاعلين فيها من خلال ترؤسه دائرة التوجيه المعنوي بين عامي 2016 - 2019 أن "إعادة بناء الجيش تم على أسس علمية ووطنية صرفة لو أنه "بناء جنيني" ومنتسبوه هم من خيرة شباب اليمن وعيا وينتمون لكل مناطق اليمن وخصوصا تلك التي همّشت في الفترات الماضية"

استنفد الجيش الناشئ مخزون الأسلحة المتوفرة في المنطقة الثالثة في مارب وبعض معسكرات المنطقة الأولى، وتدخل التحالف بقيادة السعودية وقدم الاسناد اللوجستي وذخائر أسلحة المشاة للجيش الوطني وبعض المدافع الثقيلة التي تتحكم بها سرايا من الجيش السعودي، إضافة الى الدعم الفعال بالطيران. لكن الحكومة اليمنية لم تستطع عقد صفقات تسليح جديدة خاصة أن لدى الجيش أسلحة لكنه لا يملك الذخائر المناسبة لها او قطع الغيار، بسبب اختلاف التسليح بين الجيش السعودي واليمني، فالجيش اليمني ذو تسليح شرقي روسي في الغالب فيما السلاح السعودي غربي امريكي فرنسي بريطاني، " إضافة الى ان معظم مخازن السلاح كانت تتركز في العاصمة ومحيطها فعل صالح ذلك عن قصد" بحسب ضابط برتبة عقيد عمل في دائرة التسليح بوزارة الدفاع منذ 15 عاما.

ويضيف: "هناك قوة ضاربة كانت بصنعاء استولى عليها الحوثيون بما فيها مخازن الحرس الجمهوري الأحدث والأضخم وكذلك القوات الخاصة من بينها دبابات حديثة جداً تي 72 تي 80 بي تي ار0 8 وبي ام بي2.

ومنذ منتصف عام 2017 نشأ تباين في الموقف داخل التحالف نفسه خصوصا الإمارات ونشب اشتباك سياسي بينها وبين الشرعية اليمنية بقيادة الرئيس هادي وبعض حلفائه المحليين وهو ما انعكس بشكل مباشر على الجيش اليمني. وتسبب بجمود في المعارك استمر لأكثر من عامين أتاحت للحوثي أن يعيد ترتيب صفوفه ويستعيد زمام المبادرة متسلّحا بدعم إيراني فني وتقني فعال، وتمكن من استعادة جبهة نهم المتقدمة القريبة من صنعاء وبعض أجزاء مهمة من محافظة الجوف مطلع العام 2020.

أبرز قادة الجيش الوطني هم وزير الدفاع الفريق محمد علي المقدشي وهو عسكري مخضرم ترقى في كل الرتب التنظيمية في الجيش منذ الثمانينيات، ويرأس هيئة الأركان الفريق الركن صغير بن عزيز والذي انخرط في الجيش منذ بداية الثمانينيات ودخل البرلمان ولا يزال عضوا فيه عن حزب المؤتمر، وخاض معارك ضد الحوثيين في منطقته بحرف سفيان عمران، في عام 2010.

ويعد اللواء الركن أحمد الولي الذي يقود هيئة الاسناد اللوجستي واللواء الركن ناصر الذيباني الذي يقود هيئة العمليات الحربية واللواء الركن أحمد اليافعي الذي يقود هيئة الاستخبارات واللواء الركن أحمد المرزوقي الذي يقود هيئة القوى البشرية واللواء الركن محمد الردفاني الذي يقود هيئة التدريب، هم أبرز القيادة المركزية للجيش. فيما يقود المنطقة العسكرية الأولى (سيئون حضرموت) اللواء الركن صالح طيمس، والمنطقة الثانية الساحل حضرموت والمهرة) اللواء الركن فرج البحسني الذي يشغل محافظ حضرموت أيضا، كما يقود اللواء الركن منصور ثوابه المنطقة العسكرية الثالثة (مارب وشبوة) والمنطقة الرابعة (عدن تعز لحج ابين والضالع) اللواء الركن فضل حسن، والمنطقة الخامسة التي تتمركز حاليا في ميدي بحجة اللواء الركن يحيى صلاح، والمنطقة السادسة يقودها اللواء الركن أمين الوائلي، والمنطقة السابعة التي ترابط في أطراف محافظة صنعاء يقودها اللواء الركن أحمد حسان جبران.

يشار الى أن الجيش خسر الكثير من قادته التاريخيين والفاعلين في الحرب خلال الأربع السنوات السابقة وأبرزهم اللواء عبدالرب الشدادي الذي كان يقود المنطقة الثالثة واللواء أحمد اليافعي الذي كان يقود المنطقة الرابعة واللواء صالح الزنداني نائب رئيس الأركان واللواء محمد صالح طماح رئيس هيئة الاستخبارات وعدد من قادة الألوية العسكرية.

ويعاني الجيش من ضعف في التمويل بسبب المشكلات التي تواجهها الحكومة اليمنية وتوقف تصدير الغاز وجزء رئيسي من النفط وسيطرة الانتقالي المدعوم اماراتيا على عدن وعدم استقرار الحكومة وبالتالي غياب الموارد الرئيسية لتمويل الجيش إضافة الى التزاماتها في المحافظات وقطاعات العمل الحكومي، بالإضافة الى حالة الأُفقية في القرار مع شركاء المعركة من التحالف العربي وتحديدا السعودية والامارات.

 

الحوثيون:

منذ بدأ الحوثيون يهاجمون عمران في ٢٠١٤، أطلقوا على قواتهم مسمى " اللجان الشعبية" وبعدما سيطروا على العاصمة بنهاية العام ذاته أضافوا الجيش الى تسميتهم "الجيش واللجان الشعبية". لكن هل فعلا هناك جيش وهناك لجان شعبية في قوات الحوثيين؟

من الصعب جدا، الحصول على المعلومات عن تركيبة الحوثيين، ذلك أن معظم الصف القيادي في الجيش اليمني غادروا الى صف الحكومة الشرعية، وانتقل بعضهم للإقامة خارج اليمن واعتزلوا الحرب. كما أن جهاز الأمن الوقائي للجماعة متغوّل ويفرض سلطته بصرامة في الفحص الأمني لكل من يتم تصعيدهم داخل سلم الجماعة التنظيمي، لضمان سرية كل تحركات الجماعة ومعلوماتها. ورغم عشرات المراسلات والاتصالات التي اجراها المحرر بضباط سابقين في الجيش باقون في صنعاء ممن يقدمهم الحوثي في الواجهة، لم تجد اي اجابات.

أحد الضباط يشغل منصبا برتبة عميد ويحضر فعاليات ويقدَّم بصفته العميد الركن (...) مدير دائرة في بصنعاء لكنه يرفض التعليق، خوفا من انكشاف امره، وكان التعليق الوحيد الذي تمكن منه "ما اعرفش شي غير ما تشوفوني فيه".

أبقى الحوثيون على تشكيلة الجيش وحافظ على مسمى وزارة الدفاع كواجهة، وفي ٢٠١٦ عينت الجماعة القيادي في ميليشيا الحوثي محمد عبد الكريم الغماري في منصب رئيس هيئة الاركان العامة (القائد العام للجيش) ولم يسبق له ان عمل في الجيش، لكن الجماعة دفعت في المنصب للتنسيق بين تشكيلات الجماعة وما تبقى من ضباط وهياكل الجيش وإبقاءها كغطاء.

كان تحالف صالح مع الحوثيين قد أبقى مجموعة من الضباط الموالين له في قيادة الجيش لكنهم كانوا بلا قرار فعلي، وبعد انفكاك تحالف الطرفين فر معظمهم وأقصى الحوثيون بعد ذلك كل من يشكون في ولاء من بقي، وصعدوا بدلا عنهم.

في ٢٠١٧ قام الحوثيون بتعيين أبرز قادتهم الميدانيين كقادة للمناطق العسكرية، ودفعت بهم الى الواجهة، وأعادت تقسيم مسرح العمليات وفقا لتصورها الخاص، فلم تلتزم بالتقسيم الذي اقرته الهيكلة في 2012 بل أبقت على بعضها وأعادت العمل ببعض الهيكل السابق. فمثلا أبقت المنطقة الخامسة، الحديدة وحجة، كما هي وعينت يوسف المداني قائداً لها، وعينت عبد اللطيف المهدي قائدا للمنطقة الوسطى وفقا للتقسيم القديم، وضمت تحت قيادته المنطقة السابعة والرابعة جنوب ووسط اليمن. كما أعادت مسمى المنطقة المركزية في صنعاء وضواحيها وعينت عبد الخالق الحوثي قائدا لها شقيق زعيم الجماعة، ويضم تحت قيادته الحرس الجمهوري الذي كان يقوده نجل صالح وكذلك القوات الخاصة التي كان يقودها طارق صالح، وأبقت على المنطقة السادسة، الجوف وصعدة وفقا لتقسيم الهيكلة وعينت جميل زرعة قائدا لها.

كل القيادة الفعلية المعلنة صارت للحوثيين، لكن التقسيمات وآلية التعامل داخل الهيكل القتالي لا تزال وفق آلية الجماعة وتنظيمها القتالي. ومن رغب من عناصر الجيش السابقين فعليه ان يخضع قبل ذلك للدورات الثقافية التي يتم فيها تلقينهم الفكر الديني الخاص بالجماعة، ثم ينخرط في الجبهة تحت قيادة شبّان الجماعة مهما كانت رتبتهم. ولذلك آثر 80 ٪ من عناصر الجيش الذين في مناطق سيطرة الحوثيين البقاء في منازلهم دون اي رواتب منذ خمس سنوات، ولا يصرف الحوثيون الا مبالغ بسيطة تقدر ب ٢٥ الف ريال تحت مسمى رعاية لمن يقبل بالدورات الثقافية والانضمام الى الجبهة.

وذكرت صحيفة المسيرة في ديسمبر 2020 خبرا عن كواليس خلاف نشأ بين علي عبدالله صالح والعميد المقرب منه حسن الملصي، الذي قتل في الحدود مع السعودية عام 2016، وأن صالح قال للملصي غاضبا من قبوله دراسة المنهج الحوثي، قد نظموك؟ فرد عليه الملصي "نعم بهذا. ورفع المصحف".

يركز الحوثيون على تشكيل جيش عقائدي من الشباب والاستقطاب من الأحياء والمدارس وطوّروا آلية فعالة في الحشد بكل وسائل الترغيب والترهيب والإجبار، فعلى كل أسرة لديها عدد من اليافعين ان تدفع بهم إلى "الجهاد ضد العدوان" وإلا فإنهم سيواجهون السجن والتهديد ويتهمون بالخيانة والتواطؤ مع العدو.

بحسب مصادر أمنية على اطلاع، فإن عدد قوة الحوثيين الفعلية تقارب 200 ألف، منهم ١٣٠ الفا من الذين تم تجنيدهم بشتى الطرق منذ بداية تدخل التدخل العربي لإسناد الشرعية ومعظمهم من الشباب.

لدى الحوثيين تشكيلات غامضة لا يعرف عنها شيئا حتى الآن وتسمى "ألوية أنصار الله الخاصة" وبحسب وثائق حصل عليها المحرر فان من أبرز الألوية: "لواء الهادي، لواء القاسم، لواء الامام زيد، لواء العياني اضافة لألوية باسم: نصر 1،2،3،4".

كما برز خلال العامين الأخيرين مسمى "القوات الخاصة" التي تخضع لإشراف مباشر من زعيم الجماعة ولا تذكر في إعلام الجماعة، الا عندما يقتل قادتها إذ تقيم الجماعة لهم عزاءات ضخمة وتصورهم كقادة أسطوريين اختارهم عبد الملك الحوثي بنفسه. وهذه القوات تضم أفضل مقاتلي الجماعة ويخضعون لبرنامج تدريب وتثقيف ديني مكثّف، وبحسب مصدر يتتبع المكون القتالي للحوثيين فإن هذه القوات تضم نحو ٣٥٠٠ الى ٥٠٠٠ مقاتل ويطلق عليهم نخبة المجاهدين، وينفذون عمليات خاصة في الجبهات، وبعض قياداتهم تلقت تدريبات على يد الحرس الثوري الإيراني في لبنان وغيرها من الدول التي أصبحت ساحة للحرس الثوري.

كما أنشأ الحوثيون عدّة الوية باسم الحماية الرئاسية في صنعاء تابعة لعبد الخالق الحوثي. وأفصح نائب رئيس المكتب التنفيذي للجماعة عن مسمى "كتائب الدعم والإسناد" عندما عزّى بمقتل أحد قادتها، وهي أول مرة يظهر فيها هذا المسمى.

كما شكّل الحوثيون ألوية تابعة لمشايخ ووجاهات قادرة على الحشد مثل لواء المحويت الذي يشرف عليه الزعيم القبلي حنين قطينة، ولواء الوهبي في البيضاء، ولواء الشاهري في اب.

في 2015 حاول الحوثيون استخدام الصواريخ الباليستية التي استولوا عليها ضمن تسليح الجيش اليمني في العقود التي سبقت، لاسيما صواريخ "سكود سي" لكنهم فشلوا في الكثير من التجارب/ وكانت النتائج التي نجحوا فيها محدودة. وذلك إما بسبب تقادم تلك الصواريخ أو فشل التجارب أو بسبب اعتراضها من قبل منظومات باتريوت التابعة للتحالف. قبل أن يعلنوا في الربع الأخير من عام 2016 عن تطوير صاروخ "قاهر 1" وصاروخ "سام2" الروسي بمدى يبلغ 250 كم. واستمر الحوثيون منذ ذلك التاريخ في الإعلان كل عام عن أنواع عديدة من الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة بمساعدة ودعم إيراني وخبراء من حزب الله.

 

القوات الموازية للجيش:

بالتوازي مع عملية إعادة بناء الجيش من قبل هيئة الأركان العامة بدعم لوجستي من التحالف العربي، كانت قوات التحالف ذاتها (السعودية والامارات) تسير في مسار مواز من خلال خلْق تشكيلات تحت مسمى المقاومة الشعبية بتمويل مباشر، ويتم اختيار قادة هذه التشكيلات من زعماء سلفيين أو مشايخ قبليين يتبعون السعودية والامارات إداريا وماليا.

أنشأت السعودية والامارات ما يقارب 60 تشكيلا ما بين لواء وكتائب خلال خمس سنوات، وتنحصر الألوية والوحدات التي أشرفت السعودية على إنشائها على امتداد الخط الحدودي مع اليمن خصوصا في محافظات صعدة والجوف الحدوديتين.

أما القوات التي أنشأتها الامارات فتتركز في المحافظات الجنوبية، أنشأتها في منتصف العام 2015 كتشكيلات مستقلة عندما شاركت القوات الإماراتية والجيش اليمني والمقاومة الشعبية بعدن في تحريرها من الحوثيين. وبعد انتهاء المعارك وتوقفها على الحدود الشطرية السابقة مع الشمال، ركزّت الامارات على استكمال بناء هذه الوحدات وتأطيرها تحت مسمى المقاومة الجنوبية أولا، ثم فرزت فصيلا منها تحت مسمى "الحزام الأمني"، وبعضها استمرت قتالية حتى تشكل المجلس الانتقالي الجنوبي كمظلة سياسية بدعم اماراتي. وانضمت تلك القوات بشقيها الأمني والعسكري تحت قيادة المجلس وصارت تسمى قوات الدعم والاسناد.

وفي إبريل 2016 أشرفت الامارات على تحرير مدينة المكلا الساحلية عاصمة محافظة حضرموت من سيطرة تنظيم القاعدة، بعد تفاهمات مع زعماء القاعدة وفقا لـ((AP بدون ضحايا، وشرعت الامارات على الفور في استكمال بناء قوات "النخبة الحضرمية" ولا تزال تديرها من مطار الريان في المدينة وتتبع (إسمياً) المنطقة العسكرية الثانية.

وبعد شهور قليلة من تحرير المكلا، أنشأت الامارات قوات "النخبة الشبوانية" في محافظة شبوة المجاورة بهدف تتّبع تنظيم "القاعدة"، كما قالت.

جميع هذه القوات في عدن وشبوة وحضرموت صارت تستظل بغطاء المجلس الانتقالي الجنوبي ومن ورائه الامارات. واشتركت -باستثناء النخبة الحضرمية- في التمرد على الحكومة اليمنية في أغسطس 2019 وطردها من العاصمة المؤقتة عدن قبل ان تتدخل السعودية من خلال اتفاق الرياض.

كما شكلت الامارات عددا من الألوية القتالية في 2016 و2017 بمسمى قوات العمالقة من رجال قبائل وسلفيين من الضالع ولحج وعدن والحديدة ودفعت بها الى الساحل الغربي وباب المندب.

وفي مطلع العام 2018 فرّ طارق صالح الى مدينة عدن بعد هزيمته ومقتل عمه صالح في مواجهة الحوثيين بصنعاء، واستقبلته القوات الإماراتية في عدن ووفّرت له الدعم لبناء قوات جديدة والانضمام الى الجبهات لمواجهة الحوثيين. وبعد نحو 4 شهور نقلت قوات طارق من عدن الى المخا للانضمام الى العمليات التي كانت تجري لتحرير الحديدة، وترفض حتى الآن الإقرار بشرعية الرئيس هادي، وتستمد قوتها من الامارات.

في يوليو 2019 دمجت الامارات القوات التي تقاتل في الساحل الغربي تحت مسمى "القوات المشتركة في الساحل الغربي" وتضم قوات "حراس الجمهورية" و "العمالقة" و"المقاومة التهامية".

وبحسب مصادر خاصة في رئاسة الجمهورية تحدثت للمصدر أونلاين فإن بعض هذه الألوية والتشكيلات سواء في قوات الانتقالي او العمالقة أو تلك التي في الحدود السعودية اليمنية، لديها قرارات إنشاء من رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي لكنها لم تنضو ضمن هيكل وقيادة وزارة الدفاع او هيئة الأركان العامة وظلت ترتبط بالإماراتيين.

وعن توصيف القوات التي لا تعترف بشرعية الرئيس هادي يقول وزير الدفاع: "الأمر يعود للقيادة السياسية، هم من يقرروا بشأنها.. ليس هناك حل لقوات الساحل وغيرها الا ان تكون ضمن الشرعية بقيادة فخامة الرئيس فإذا كانت خارج الشرعية تٌعتبر مثلها مثل أي ميليشيا".

 

وهنا بعض التفصيل عن القوات الموازية للجيش اليمني وتفريعاتها:

1.القوات المشتركة بالساحل الغربي

تتكون هذه القوات من ثلاثة فروع رئيسية وأبرز قادتها اللواء هيثم قاسم طاهر وزير الدفاع الأسبق الذي يقوم بدور رمزي اشرافي بدعم اماراتي:

 

أ. حراس الجمهورية:

هي قوات تشكلت عقب إحكام الحوثيين قبضتهم على صنعاء وقتلهم حليفهم الرئيس السابق صالح، في ديسمبر 2017، يقودها العميد طارق صالح، وتشابه في تشكيلتها قوات الحرس الجمهوري، وأُعلن عن استكمال تشكيلها في أبريل 2018، تحت إشراف ودعم إماراتي، ويقع مركز القيادة في مدينة المخا الساحلية غربي محافظة تعز.

تتكون قوات حراس الجمهورية من عشرة ألوية، نسبة تقارب الثلث منهم من قوات الحرس الجمهوري التي كان يقودها نجل الرئيس السابق. فيما يضم آخر لواء شكله طارق صالح مجاميع سلفية خرجت قبل عامين من مدينة تعز، ويسمى اللواء العاشر حراس جمهورية، بقيادة العقيد عادل عبده فارع (أبو العباس) والمصنف من قبل وزارة الخزانة الأميركية في قائمة الإرهاب، ونائبه المتواجد في الميدان عادل العزي.

ويبلغ قوامها البشري نحو 32 ألفا، بحسب وثيقة حصل عليها المصدر اونلاين، ومن أبرز قادة هذه القوات الى جوار طارق، العميد صادق دويد متحدث عسكري، ويعتبر الرجل الثاني في القيادة.

غادر طارق وقواته صنعاء بدون أي معدات أو أسلحة حتى زيها العسكري اضطرت لتركه في صنعاء والتخفي قبل أن تعيد الإمارات تسليحها لتغدو أكثر التشكيلات تسليحا في الساحل الغربي. فلديها مئات الأطقم المسلحة، وعشرات المدرعات الحديثة، إضافة إلى معدات النقل والاسناد، وأسلحة ثقيلة كالمدافع والدبابات وراجمات الصواريخ، كما أن لديها أسلحة نوعية كالطائرات المسيرة، والزوارق البحرية مجهزة بالعتاد، ووحدات اتصالات عسكرية حديثة.

ب. العمالقة الجنوبية

هي تشكيلات عسكرية نشأت في فترات متفاوتة بين عامي 2016 و 2019 وفي بداياتها انبثقت عن ما عرفت بالمقاومة الجنوبية في عدن ولحج وابين ويقودها العميد "ابو زرعه" عبد الرحمن المحرمي اليافعي. برزت كقوة فاعلة خلال معركة "الرمح الذهبي"، التي انطلقت في يناير2017، لتحرير الساحل الغربي المُطل على البحر الأحمر، من قبضة الحوثيين بدعم من التحالف والامارات تحديداً.

ولديها مركز قيادة في مدينة المخا ضمن القوات المشتركة بالساحل الغربي، ومقر قيادة رئيسي في عدن، وتتكون من 12 لواء، وأغلب مقاتليها من المجموعات السلفية العقائدية وأبناء القبائل في محافظات لحج والضالع ومحافظة الحديدة. يبلغ عدد مقاتليها نحو 22000 ألف مقاتل بحسب وثائق حصل عليها المحرر.

ترابط هذه القوات حاليا في الحديدة، واضطلعت بدور بارز في المعارك التي استهدفت تحرير الساحل الغربي منذ بداية العام 2017 ومعارك تحرير مدينة الحديدة في النصف الثاني من 2018 قبل أن يتم إيقاف المعارك عند مداخل المدينة عبر اتفاق ستوكهولم. وتقر القيادة العسكرية لهذه الألوية بشرعية الرئيس هادي وتتواصل معه، وفي خبر بوكالة سبأ الرسمية ذٌكر المحرمي بصفة "قائد محور الحديدة" وإن كان المحور عمليا غير موجود.

وأبرز قادتها بالإضافة الى القائد العام "أبو زرعة"، هم العميد علي سالم الحسني الذي خلف المحرمي لعدة شهور في قيادة هذه القوات عام 2019، والعميد حمدي شكري الذي يقود اللواء الثاني عمالقة ويعد من أبرز وأقوى القادة الفاعلين ويستند الى قبيلته الصبيحة ولديه عدد مقاتلين أكبر مقارنة بالألوية الأخرى للعمالقة، وكذلك العميد رائد الحبهي قائد اللواء الأول عمالقة.

وتتحرك بعض الألوية والوحدات من العمالقة خارج مسرح عملياتها في مدينة الحديدة بأوامر من الاماراتيين عبر القوات المشتركة.

وتمتلك هذه القوات عتادا اقل بالمقارنة مع قوات حراس الجمهورية والتابعة للمجلس الانتقالي، وتنحصر أسلحتها في المئات من الأطقم العسكرية المسلحة، وعشرات المدرعات الحديثة المقدمة من الامارات، إضافة الى معدات النقل والتموين والاخلاء الطبي، وأسلحة ثقيلة كالمدافع والراجمات الصاروخية.

ج. المقاومة التهامية:

وهي قوات ينتمي أفرادها لمحافظة الحديدة، تتشكل من شباب ومواطنين يرفضون مشروع الحوثي وسيطرته على المحافظة. وتتكون من أربعة الوية أهمها اللواء الاول مقاومة تهامية بقيادة العقيد أحمد الكوكباني، اللواء الثاني مقاومة تهامية بقيادة عبد الرحمن حجري. ويبلغ عددها نحو 7000 الف مقاتل، وتعد القوة الأقل تسليحا وتنظيماً بين القوات المشتركة المتواجدة في الساحل الغربي لليمن، ويتعرض قادتها للاستقطاب بشكل مستمر من قبل قائد حراس الجمهورية طارق صالح.

 

2.قوات المجلس الانتقالي الجنوبي

ورث الانتقالي الذي تأسس بدعم اماراتي في مايو 2017 كحامل سياسي وعسكري للنفوذ الاماراتي في المحافظات الجنوبية مجمل القوات العسكرية التي أنشأتها دولة الإمارات في عدن وغيرها من محافظات الجنوب، عقب طرد الحوثيين منها، وتشكّل هذه القوات الذراع القوية للإمارات في الجنوب، وهي من نفذت انقلاب أغسطس 2019على حكومة الرئيس هادي في عدن ومدن أخرى؛ قبل أن تتمكن القوات الحكومية من فرض التحول في المعركة لصالحها وطرد هذه القوات التابعة للانتقالي والامارات من محافظة شبوة وأبين، ووصلت الى مداخل العاصمة المؤقتة عدن لاستعادتها لكن المقاتلات الإماراتية تدخلت بشكل حاسم بعدة غارات على قوات الجيش في "نقطة العلم" مدخل المدينة وأسفرت الغارات عن مقتل واصابة أكثر من 300 جندي وضابط من الجيش اليمني، ليتراجع الى مشارف مدينة زنجبار مركز محافظة أبين حتى تاريخ اعداد التقرير.

وبحسب ضابط رفيع في الإستخبارات العسكرية تحدث إلى المصدر أونلاين فإن التشكيلات التابعة والمرتبطة بالانتقالي/الامارات، تضم كل من "الوية الدعم والاسناد" و"الوية الحزام الأمني" و "النخبة الشبوانية" و"النخبة الحضرمية" "لواء نخبة في سقطرى"، هذه الوحدات تضم في مجملها نحو 30 لواء ووحدة عسكرية وأمنية تنتشر في المحافظات الجنوبية ما عدا شبوة والمهرة. والناظم العملياتي لها هي القوات الإماراتية وتضم نحو 90 ألف فرد. ورغم ان الامارات أعلنت انسحابها من اليمن في يوليو 2019 الا انها ما تزال تدير هذه القوات من خلال ضباط في مراكز قيادة لها في كل من المكلا وعدن والمخا بالساحل الغربي.

تتكون قوات الانتقالي من:

 

 

أ.قوات الحزام الأمني: 

تأسست أواخر العام 2015 ومطلع العام 2016 بدعم من دولة الإمارات وتنتشر في محافظات عدن ولحج والضالع وأبين.

أسندت لها في بداية تأسيسها مهمة الانتشار الأمني على أساس جغرافي في مداخل المحافظات المذكورة. ثم توسع نفوذها خلال السنوات اللاحقة، وبسطت سيطرتها على المحافظات الأربع بالتزامن مع تراجع الأداء للأجهزة الأمنية الرسمية. وبعد مواجهات أغسطس 2019 مع القوات الحكومية، استقرت السيطرة الأمنية في تلك المحافظات بشكل كامل لقوات الحزام.

تمتلك هذه القوات أطقم وعربات مدرعة، وأسلحة رشاشة متوسطة، تحصلت عليها كدعم من الإمارات، إضافة إلى أطقم ومدافع متحركة، ودبابات استولت عليها من معسكرات القوات الحكومية.

من أبرز قيادات هذه القوات، المشرف العام لقوات الحزام الأمني عبدالله أبو عرب والعميد جلال الربيعي قائد الحزام بعدن، والعميد وضاح عمر عبد العزيز في لحج، والعميد أحمد قائد القبة في الضالع، وعبداللطيف السيد في أبين، وامام النوبي في معسكر 20 بعدن. وترتبط وحدات الحزام بالمشرف على القوات العسكرية والأمنية التي تمولها الامارات الشيخ السلفي عبد الرحمن شيخ عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي وعضو وفدها المفاوض في الرياض وهو من أهم الشخصيات التي تفضل العمل في الظل، بحسب مصدر أمني في وزارة الداخلية اليمنية.

وتقوم قوات الحزام الامني بمهام مقاربة لمهام أجهزة الشرطة في المحافظات حيث يضم هيكلها التنظيمي قطاعات تنتشر في مديريات هذه المحافظات وتتبعها حواجز تفتيش ومواقع تمركز رئيسية في المديريات.

 

ب.قوات الدعم والإسناد:

تمثل الذراع العسكري للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من دولة الإمارات في محافظات جنوبي البلاد، يقودها الداعية السلفي العميد محسن الوالي ونائبه العميد نبيل المشوشي ورئيس العمليات العقيد عوض السعدي، واشتركت بعض كتائبها في معارك ضد تنظيم القاعدة في محافظة أبين.

كانت في البداية كتائب محدودة تسمى "كتائب الدعم والاسناد" ثم صارت منذ 2018 تسمى ألوية الدعم والاسناد وحصلت على دعم كبير من الإمارات تتضمن العشرات من العربات المدرعة، والأطقم، والمدافع، والأسلحة المتوسطة، وعدد من الدبابات، كما تحصلت على عتاد عسكري وأسلحة من معسكرات الجيش في عدن.

وتتكون من خمسة ألوية رئيسية بالإضافة الى عدد ما يقارب 14 لواء تحت مسميات ألوية الصاعقة وألوية المقاومة الجنوبية وقوام لواءين باسم قوات العاصفة ووحدات انشأها عيدروس الزبيدي أواخر العام 2019 والعام 2020. الوية الدعم والاسناد التي تمثل النواة الرئيسية هي:

أبرز قادتها العميد نصر بن عاطف ق. ل. 1. والعميد نبيل الحنشي ق. ل.2 والعميد نبيل المشوشي ق.ل.3 والعميد هدار الشوحطي ق.ل.4 والعميد مختار النوبي ق.ل.5

أما "الوية الصاعقة" فتسمى وفقا للترتيب العددي من اللواء الأول حتى اللواء الخامس عشر صاعقة ويقود أحدها محمد قاسم الزبيدي شقيق رئيس الانتقالي عيدروس قاسم الزبيدي ولواء اخر يقوده مقرب من اللواء شلال شائع مدير امن عدن السابق واحد اقوى رجال الانتقالي (بات يدعى القائد العام لألوية المقاومة الجنوبية في مواقع تابعة للمجلس، بعد اشهر من إقالته من ادارة امن عدن، وفقا لاتفاق الرياض). وتتبع هذه الألوية لقوات الدعم والاسناد وكذلك أنشأ المجلس قوات تسمى "قوات حماية المنشآت" و "قوات مكافحة الإرهاب".

وكذلك قوات "العاصفة" التي يقودها اوسان العنشلي، المقرب من الزُّبيدي، وتصاعد نفوذها خلال الشهور الماضية في عدن.

كما ترتبط هذه القوات بـ عبدالرحمن شيخ عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي والمشرف على القوات الممولة من الامارات.

ج. النخبة الحضرمية:

هي قوات ينتمي أفرادها الى محافظة حضرموت وتنتشر في مناطق الساحل. أنشأتها الامارات عام 2016 بهدف طرد مسلحي تنظيم القاعدة الذين سيطروا على مدينة المكلا الرئيسية في ابريل 2015، وانسحبوا مع بدء العملية في أبريل 2016.

تُشرف الإمارات بشكل كامل على قوات النخبة الحضرمية وتدربها، وتم ضمها الى قوات المنطقة العسكرية الثانية بالجيش اليمني التي يقودها محافظ المحافظة اللواء البحسني. لكنها تدار من ضباط اماراتيين، وتضم في صفوفها خليطا من مؤيدي الانفصال، وتسهم بدور رئيس في تامين المدينة.

ويقدر عدد منتسبيها بنحو 9 آلاف مقاتل. ولديهم تسليح لا يختلف كثيراً عن تسليح بعض القوات الفرعية التي انشأتها الامارات من المدرعات والأسلحة المتوسطة والخفيفة.

د. النخبة الشبوانية:

هي قوات تشكّلت على أساس قبلي وجهوي قوامها مجندون شباب في محافظة شبوة أشرفت الامارات على انشائها في النصف الثاني للعام 2016. وتوسّعت الى ستة الوية كل لواء يمثل فرع رئيسي من القبائل في المحافظة، وتم نشرها بهدف معلن "محاربة القاعدة" وظلت تنتشر وتتوسع في معظم المحافظة باستثناء أجزاء وسط مدينة عتق، ومديرية بيحان غربي المحافظة التي كانت مسرحا للمعارك بين الجيش محور عتق والحوثيين. وتحركت قوات النخبة في أغسطس 2019 للسيطرة على محافظة شبوة كليا بعد تمكن الانتقالي من طرد الحكومة وقوات الحماية الرئاسية من عدن، واشترطت رحيل محافظ المحافظة "بن عديو" واي جنود من المحافظات الشمالية، لكنها انتكست بفعل هجمة معاكسة للقوات الحكومية انتهت بهزيمتها مع القوات التي وصلت لمساندتها من الانتقالي في عدن.

يقدر عدد افرادها بنحو 7 الاف مقاتل و ولديهم تسليح لا يختلف كثيراً عن تسليح النخبة الحضرمية من المدرعات والأسلحة المتوسطة والخفيفة، لكنها بعد هزيمة الانتقالي انتقل جزء من أفرادها الى عدن فيما انخرط بعضهم ضمن قوات الامن التابع للحكومة بحسب تصريح محافظ شبوة في وقت سابق للمصدر اونلاين.

 

الحدود اليمنية السعودية

في نهاية سبتمبر من العام 2016 وجه الرئيس هادي بنقل لواءين عسكريين "اللواء الثالث حماية رئاسية بقيادة العميد مهران القباطي، ولواء المحضار بقياد بسام المحضار" من عدن الى صعدة على الحدود مع المملكة العربية السعودية، وقد كلف الرئيس العميد هاشم السيد -وهو قيادي سلفي معروف- "بقيادة القوة باتجاه البقع كتاف.

انطلقت معركة تحرير صعدة معقل الحوثيين بعد ذلك بأسابيع انطلاقا من البقع وأحرزت هذه القوات تقدما مهما، ثم فتحت جبهة أخرى على الحدود ذاتها في مديرية باقم وأخرى في علب، وهو الأمر الذي دفع السعودية الى تجنيد واستقطاب مقاتلين من مختلف محافظات اليمن.

وبحسب قائد ميداني في صعدة تحدث إلى المحرر فإن مواجهات اندلعت في غالبية مساحة الخط الحدودي اليمني السعودي في محافظات صعدة والجوف وتم تقسيم مسرح العمليات من قبل السعوديين الى عشرة محاور/جبهات مستقلة بما يقارب 25 لواء عسكري. واتسمت تلك الألوية بالعشوائية والقليل من التنظيم وكانت عبارة عن إطارات لمقاتلين يهاجمون في اتجاه الحوثيين بدون تكتيك واستراتيجية فعالة، ويتراوح متوسط القوام البشري لكل لواء ما بين 700 – 1000 فرد، بحسب القائد الميداني.

كانت السعودية تحشد بشكل واسع وتغري المقاتلين بالأموال، حتى ان المئات من عناصر الجيش الوطني في مارب والجوف والبيضاء ونهم بصنعاء، انتقلوا الى جبهات الحدود بعد توقف رواتبهم من الجيش الوطني وندرة تسليمها وركود الجبهات في المحاور باتجاه العاصمة صنعاء.

تعتبر هذه القوات من أفضل القوات تسليحا فلدى أفرادها السلاح الشخصي الكافي بالإضافة الى إسناد مباشر من مقاتلات التحالف وسلاح حرس الحدود السعودي الثقيل "السلاح الثقيل لا يعمل عليه سوى السعوديين"، لكن مع تدريب ضعيف. ويستلم أفرادها مرتباتهم بالريال السعودي، وهي لا تتبع وزارة الدفاع اليمنية، لكن معظمها استخرج لهم القائد السعودي السابق للتحالف الأمير فهد بن تركي ال سعود قرارات إنشاء من الرئيس هادي، وزار نائب الرئيس علي محسن الأحمر هذه القوات لإعطائها غطاء ودافعا معنويا.

أبرز المحاور وأبرز الألوية والقيادات:

محور البقع/ محور اليتمة/ محور كتاف/ محور الملاحيط/محور شداء/محور رازح/ محور علب/ محور أزال/ محور الصفراء/ محور الربوعة.

وتتنوع القوات في الحدود من حيث تركيبتها إذ يمثل السلفيون الكتلة الأبرز ثم شيوخ ووجاهات قبلية موالية للسعودية.

ومن ابرز القادة في جبهات الحدود، الزعيم القبلي عبيد الاثلة (استقال في 2019 بعد خلاف مع ضباط سعوديين) واللواء عبدالكريم السّدعي، والعميد ردّاد الهاشمي، والعميد ياسر المعبري، والعميد أبو جبر الغنيمي والعميد ياسر مجلي ومعظمهم لم يرتبطوا بالجيش من فترات سابقة.

وتدار هذه القوات بشكل مباشر من ضباط سعوديين برتب رفيعة ويأتي إمدادها من أقرب قوات سعودية. وتراجعت القوات بشكل كبير خلال العامين الأخيرين لا سيما عقب فتور الجبهات هناك وارتباك القادة السعوديين. وكانت حادثة آل أبو جبارة التي تمكن خلالها الحوثيون من تحقيق التفاف حاسم ضد قوات لواء الفتح الذي يقوده الداعية السلفي رداد الهاشمي العام الماضي وأسفر عن مقتل واسر المئات من المقاتلين نقطة التراجع الأولى التي عادت معها معظم جبهات صعدة الى القرب من الحدود بين اليمن والسعودية وهي الآن متوقفة تماما ولا يدور أي قتال فيها.

 

تقييم عام حول القوات

يسيطر الجيش الوطني والقوات الحكومية على المساحة الأكبر التي تتضمن المصالح الاقتصادية والجغرافيا الأهم في البلاد. وينتشر على جغرافيا واسعة قد يمثل تحديا في ظل الإمكانات والظروف الحالية، إضافة الى أكثر من 22 محورا قتاليا مع الحوثيين. وبالإضافة الى ضعف التسليح وضعف الحكومة وقصر المدة التي أتيحت لإعادة تنظيمه في ظل الحرب، فإن الموقف القتالي للجيش يبدو متماسكا مع بعض الإخفاقات بعد الاختراقات التي نجح فيها الحوثيون بداية العام 2020. وفي حال نجح تنفيذ اتفاق الرياض وأتيح للحكومة ان تعمل من عدن و تهدئة الصراع مع الانتقالي وعقد صفقات تسليح، وتوحيد الجهود للمواجهة مع الحوثيين، فمن المتوقع ان يستعيد الجيش الزخم في القتال وتحقيق النجاحات خصوصا وان القوة البشرية والترابط التنظيمي في حالة جيدة، وكذلك الدعم الشعبي، الذي وان كان حادا تجاه الحكومة الشرعية واخفاقاتها الا انه يؤيد بحماس قتال الجيش ضد الحوثيين.

أما بالنسبة للحوثيين فقد أتاح لهم وحدة القيادة والقرار والسيطرة على الجغرافيا الأكثر كثافة سكانية والدعم التقني واللوجستي النوعي من ايران وحزب والله والتعبئة العقائدية، والأهم، تضارب الاجندة داخل التحالف والصراع بين الشرعية والامارات ما تسبب في ركود الجبهات والحرب ضد ميليشيا الحوثي، كل ذلك أتاح للحوثي أن يصقل منظومته القتالية وأن يعيد ترتيب صفوفه. وهو يعتبر الآن في وضع أفضل مما كان عليه في أي وقت سابق، ويحكم قبضة أمنية قاسية على السكان في مناطق سيطرته ويجبرهم على القتال، لكن في حال ذهب كل خصومه المناوئون له الى الجبهات لمواجهته فسنشهد تكرارا لما حدث في بداية تدخل التحالف بين عامي 2015 و2016 عندما فقد الحوثيون سيطرتهم على عدد من المحافظات وتراجعوا حتى ضواحي العاصمة صنعاء من جهة الشرق.

يتفوق الحوثيون بالسلاح النوعي الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة والأسلحة التكتيكية كالصواريخ الحرارية وهو ما لا يتوفر مع الجيش.

أما بالنسبة للمليشيات الممولة من الامارات في المحافظات الجنوبية فإنها في معظمها تتألف على أسس مناطقية وجهوية، ولم تعد لها قدرة على التحشيد أكثر مما لديها الآن، أو حتى ابتكار أسباب حيوية للقتال باستثناء الحرب من اجل الانفصال. وخاضت بعض وحداتها قتالا شرسا في الماضي ضد الحوثيين قبل أن تنحرف بوصلتها باتجاه الحكومة الشرعية حسب التوجه الاماراتي. وفي حال تم اجبار هذه القوات بموجب اتفاق الرياض للذهاب نحو قتال الحوثيين فإنها ستكون امام اختبار حقيقي.

قوات طارق صالح تعد الآن طرفا مهمّا في خريطة خصوم الحوثيين، وإن لم تكن قد خاضت معارك كبيرة مع الحوثيين بفعل اتفاق ستوكهولم الا انه لديه إمكانية الحشد، خاصة وان الدعم الاماراتي لقوات طارق لم يتأثر. بل إن الامارات منحت قوات طارق تسليحا اقوى مما منحته للمجموعات الجنوبية، من بينها دبابات حديثة وعربات فرنسية متطورة وطائرات استطلاع متطورة بإدارة مشتركة من الاماراتيين وعناصر قوات صالح.

وفيما يتعلق بجبهة الحدود فمن المتوقع ان تشهد هذه الجبهة نضوبا سريعا من المقاتلين اليمنيين في ظل العودة الكبيرة للمقاتلين الى الداخل بعدما تعثرت تلك الجبهات على نحو درامي.

وتعد الغارات الجوية التي تنفذها طائرات التحالف الذي تقوده السعودية وما يقدمه الإيرانيون من تقنية حديثة في الصواريخ والمسيرات للحوثيين هو المدخل الجديد على البلد الذي تزخر مدنه بالسلاح وأسواقه منذ عشرات السنين. وانتعشت هذه الأسواق وتجارة السلاح مع الحرب، وكل الأطراف تلجأ للشراء من الاسواق المحلية، ومن السهل ان تجد بندقية او رشاشا قد تنقل في القتال بيد مقاتلين من مختلف الأطراف في عدة جبهات. وهذه من المفارقات التي تزخر بها الحرب اليمنية التي امتدت حتى 2020.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
الموضوع
النص