2023-12-22 الساعة 12:52ص (يمن سكاي - )
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن الاحتلال الإسرائيلي دمر غزة بينما يكافح من أجل "تدمير حماس"، مشيرة إلى أن حركة حماس لم تُهزم، رغم إصابتها بالرضوض، ولاتزال راسخة ومن الصعب هزيمتها.
ونشرت الصحيفة تحليلا لكاتب العمود ايشان ثارور وترجمه "يمن شباب نت"، قال فيه إنه حتى بعد شن واحدة من أكثر الحملات العسكرية كثافة وشراسة في التاريخ الحديث، لم تتمكن إسرائيل من تحييد سوى جزء صغير من القوة المسلحة للجماعة المسلحة.
وأضاف، "في هذه العملية، دمرت إسرائيل الأراضي المحاصرة التي تسيطر عليها حماس، وشردت ما يقرب من 90% من السكان، وسوت أحياء بأكملها بالأرض، وأثارت كارثة إنسانية مترامية الأطراف، ووجدت نفسها تتأرجح في معركة خاسرة لكسب الرأي العام العالمي"
وأشار إلى أن مستشفيات غزة في حالة انهيار، ولا يوجد سوى عدد قليل منها قادر على العمل. والمرض والجوع يطاردان المنطقة، كما فشلت أنظمة الصرف الصحي وهناك القليل من الكهرباء، وتقريباً لا يوجد غاز للطهي.
وتتفاقم المخاوف بشأن الوضع الراهن المشتعل. فلقد تم تسوية جزء كبير من شمال غزة الذي كان ذات يوم مكتظا بالسكان، وأصبح الجزء الأكبر من سكان القطاع محشورين في أماكن إقامة مؤقتة بالقرب من معبر رفح الحدودي الجنوبي مع مصر.
لقد أصبح احتمال نزوح اللاجئين أكثر واقعية - وهو التهجير الذي قد ينظر إليه الكثيرون في المنطقة على أنه لحظة مأساوية أخرى من لحظات سلب الفلسطينيين ممتلكاتهم، وهي صدمة من شأنها أن تزيد من تعكير صفو السياسة في الشرق الأوسط ومن المرجح أن تقوض تقارب إسرائيل مع بعض جيرانها العرب.
وفي الوقت نفسه، "لم تُهزم حماس، رغم إصابتها بالرضوض. وتسعى إسرائيل إلى قطع رأس قيادتها العسكرية والقضاء على جزء كبير من قدرتها العسكرية. لكن الحملة المستمرة أثبتت أنها صعبة، بغض النظر عن قدرات إسرائيل ومواردها المتفوقة"، وفق الكاتب.
وحتى تحقيق انتصار شبه كامل في ساحة المعركة لن يقضي على حماس التي لها جذور في المجتمع الفلسطيني وتضع نفسها كحامل لواء المقاومة في وجه عقود من الاحتلال الإسرائيلي والاستيلاء على الأراضي.
لكن إسرائيل، في هذه العملية، سحقت أكثر من ذلك بكثير. وقال دوف واكسمان ، أستاذ الدراسات الإسرائيلية في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: "بدلاً من تدمير حماس، ستدمر هذه الحرب غزة وتجعلها غير صالحة للسكن إلى حد كبير، كما يمكننا أن نرى بالفعل في شمال غزة".
واعتبر أن ذلك، "سيغذي المزيد من التشدد بين الفلسطينيين والمزيد من الدعم للمقاومة المسلحة".
المصدر: واشنطن بوست