2024-10-05 الساعة 07:58م (يمن سكاي - المصدر أونلاين)
يُعد تعامل السلطات الأمنية والقضائية في مدينة عدن مع جريمة اغتيال محمد عبدالله الشجينة، المعروف بـ"أبو الأيتام"، نموذجًا صارخًا للتقاعس عن ملاحقة مرتكبي جرائم الاغتيالات التي شهدتها مدينة عدن منذ تحريرها.
فعلى الرغم من مرور ست سنوات على حادثة اغتياله التي تمت في أكتوبر 2018، إلا أن القضية وغيرها من الجرائم المماثلة ما تزال حتى اليوم تراوح مكانها دون تحقيقات شفافة أو محاسبة المسؤولين عنها.
ويرى ناشطون أن قضية الشجينة، واحدة من العديد من الجرائم التي وقعت في عدن بعد تحريرها من مليشيا الحوثي الانقلابية، تعكس حالة الفشل في تحقيق العدالة وردع مرتكبي هذه الجرائم، وتثبت وجود تقاعس من السلطات الأمنية في تحقيق الأمن والاستقرار في المدينة.
سيرة ذاتية
محمد عبدالله محمد الشجينة، الملقب بـ"أبو الأيتام"، وُلد في 19 يوليو 1968 في مديرية التواهي بمحافظة عدن، وهو أب لبنت وولدين. حصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال.
يعد "الشجينة" من المؤسسين الأوائل لجمعية الإصلاح الخيرية في عدن عام 1990، وتقلد عدة مناصب في الجمعية، منها إدارة الأيتام وإدارة المشاريع الخيرية، وآخر منصب له كان مدير فرع الجمعية.
برز الشجينة كأحد رواد العمل الاجتماعي والإصلاحي في المحافظة، وله إسهامات كبيرة في إغاثة اللاجئين الصوماليين مطلع التسعينيات، إلى جانب العمل الإغاثي بعد سيول 1993 في عدن.
عُرف عن الشجينة البساطة وقربه من الفقراء والمحتاجين، وكان على علاقة وطيدة مع منظمات العمل الإنساني في عدن. كما كان له دور بارز في مواجهة مليشيا الحوثي أثناء اجتياحها لعدن في عام 2015، وساهم بشكل فعّال في إعادة تشغيل مستشفى باصهيب العسكري لمعالجة جرحى الجيش والمقاومة.
في 2 أكتوبر 2018، تعرض "أبو الأيتام" للاختطاف من أمام منزله في مديرية التواهي من قبل مسلحين تابعين لإدارة أمن عدن، وتم العثور عليه مقتولاً في نفس اليوم.
وصمة عار
في الذكرى السادسة لهذه الحادثة الأليمة، قالت الناشطة غيداء الناخبي إن "محمد الشجينة كان من خيرة رجال عدن"، واصفةً إياه بأنه "سفير العمل الخيري، وراسم الابتسامة في وجوه المحتاجين، وزارع السلام في ليل الحروب والدمار والجريمة."
وأضافت الناخبي، في تصريح خاص لـ"المصدر أونلاين"، أن "الشجينة" كان من الشخصيات الوطنية والإنسانية العظيمة التي عرفتها عدن، مؤكدة أن رسالته في العطاء والخدمة الإنسانية ستظل خالدة.
أشارت الناخبي إلى أن دماء الشهيد محمد الشجينة وكل الشهداء الذين قتلوا غدرًا ستظل لعنة تطارد القتلة، حتى وإن ظنوا أنهم قد أفلتوا من العقاب، مجددة مطالبتها بتشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق في جرائم الاغتيالات التي شهدتها عدن خلال السنوات الماضية.
وأكدت أن مرور ست سنوات دون تحقيق حقيقي في هذه الجريمة وغيرها يُعد وصمة عار على مؤسسة القضاء وسلطات الضبط القضائي.
رجل الخير
من جانبه، قال نضال باحويرث، أحد زملاء الشهيد الشجينة، إن الأخير تسلم في 7 أغسطس 2007 منصب أمين عام جمعية الإصلاح في فرع عدن، وكان الشجينة حينها مدير إدارة الموارد في الجمعية.
وأضاف باحويرث في تصريح خاص لـ"المصدر أونلاين"، أن الشجينة كان شغوفًا ومخلصًا في عمله الخيري، رغم راتبه المتواضع الذي لم يتجاوز 18 ألف ريال.
أكد باحويرث أن الشجينة كان منظمًا في مشاريع رمضان والأضاحي، وتابع الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة بدقة، ومع تطور مهامه في الجمعية، أصبح مديرًا عامًا في عام 2009، واستمر في تقديم إسهامات كبيرة في العديد من المشاريع الخيرية.
وأشار باحويرث إلى أن الشجينة كان شخصية محبة للخير، وحرص على مساعدة الناس حتى آخر لحظة، مضيفًا أن فقدانه كان خسارة كبيرة لعدن.